يشهد أرشيف القبس أن صاحب هذا العمود المتواضع هو أكثر من عقّب على عقد شراء طائرات البوينغ 300 ـ 777، لاعتقادنا أن الصفقة بالمبالغ والمواصفات، التي أعلن عنها، قد شابتها بعض الشكوك، التي لم يجب عنها أحد! للأمانة، هذه الشكوك لم تثر من هذا العمود فقط، بل أثيرت من آخرين، لعل أبرزهم قائد متمرّس للبوينغ 777، الذي أكد أن هذه الطائرة سعة الوقود فيها لا تزيد على 331 طناً، مع العلم أن مثيلاتها على مستوى العالم تصل سعة الوقود فيها إلى 351 طناً، ومع هذا فإن الموضوع لم يلفت انتباه أحد، بمن فيهم الإخوة الوزراء أو النواب. مضت الأيام والشهور ليأتي خبر بيع بعض هذه الطائرات، وإعادة استئجارها من الشركة نفسها، والأسئلة التي تطرح في هذا المقام كثيرة، لعل أبرزها: هل هناك خسائر في هذه العملية؟ وإذا كان مجلس الإدارة السابق غير قادر على وضع أكثر من سيناريو لتمويل الصفقة، فلماذا أقدم عليها؟ ولماذا لم يقم بشراء بوينغ 737 ماكس، التي تناسب السوق الكويتية بشكل أفضل، كما أنها أقل كلفة من 777 بقيمة كبيرة؟! لن أعاتب أجهزة المراقبة المالية المنتشرة في الكويت، ولكنني أسأل معالي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية: لماذا أقفل الموس مروره فوق بعض روؤس من أتموا هذه الصفقة؟ الملايين، التي ضاعت وستضيع على هذه الصفقة، لأن القادم أكبر من أسعار وقود وسوء تشغيل لطائرات كبيرة تذهب في رحلات لا تتعدى الساعتين، كان يجب أن تصرف على مدارس ومستشفيات وطرق وجامعات. كل ما أرجوه ألا تمر القضية مرور الكرام، لأن استمرار سوء الإدارة في مؤسساتنا بدأ يثقل كاهل الدولة بديون ومشاكل، ناهيك عن السمعة المريبة لبعض المؤسسات، أو قولوا لنا من الحين الطيور طارت بأرزاقها.. وغطيني وصوتي يا صفية..! فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك. قيس الأسطى qaisalasta@hotmail.com
مشاركة :