خلص الكلام

  • 6/15/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ضياء الدين علي ** باختصار.. منتخب الإمارات لكرة القدم ليس على مستوى حلمه المونديالي، وغير جدير بتحقيقه، وهذا مابرهنت عليه محصلة عروضه ونتائجه التي ظلت في انحدارها حتى استفحلت الصورة «كثيراً كثيراً» في مباراة تايلاند أمس الأول، بصراحة كان المنتخب شبحاً للصورة التي رأيناه عليها في آخر ظهور له مع مهدي، وليس فقط بالنسبة إلى الصورة الجميلة التي ارتبطت به وقتما أسعدنا بالبطولات والإنجازات الخليجية والآسيوية والأولمبية، وكما ذكرت في المقال السابق، «إذا لم يتم اجتياز مباراة تايلاند علينا أن نتوقف عن حديث الفرصة والأمل» فالأبيض هكذا غير جدير، وبمعايير فنية وتنافسية لا يستحق التأهل لنهائيات كأس العالم.اتفقنا قبل المباراة على أن الفرصة مبنية على المباريات الثلاث «جملة واحدة» وبناء عليه فالتفريط في نقطة واحدة أمام تايلاند معناه التفريط في كل شيء، وقد كان، ولذا خلص الكلام.** وما جدوى أي كلام الآن ؟ فوقتما كان للكلام معنى لم يعنِ أحداً، ووقتما كانت الحظوظ والفرص متكافئة لم يتحرك أحد، ولم يبادر أحد، ولم يستمع أحد، ولم يتغير في المشهد شيء بالمرة، وأرجو في هذه اللحظة المؤسفة ألا يتقول أحد على الإعلام ومنابره المختلفة، فبغض النظر عن تباين الطرح واختلاف وجهات النظر، كان هناك اتفاق على أن المنتخب مستواه في تراجع مستمر، وأن هناك حالة من «الانفلات والتسيب» تقتضي تحركاً سريعاً لإنقاذ الموقف، ولكن لم تحدث أية استجابة، والإعلام الذي أصبح أداة الرقابة الوحيدة الباقية في المنظومة الرياضية، لا يملك عملياً سلطة حتى يفعل أو ينفذ أي إجراء فهو ينتقد وينصح، أو يكشف ويوضح، أو يشحن ويحرض، إنما الأمر دائماً وأبداً بيد أولي الأمر والمسؤولية، وخلال الفترة الماضية، تحديداً منذ انتهاء المشاركة في بطولة أمم آسيا وحتى الدخول في معترك التصفيات المونديالية، يلاحظ أن الإعلام بكل أطروحاته في واد والمنتخب «بحاله ومحتاله» وكل من وراءه في واد آخر، وهذه هي المحصلة عندما يصبح الفعل الإعلامي بلا رد فعل ميداني، والإعلام بلا صدى، كما يقول المثل «كأنك تنفخ في قربة مقطوعة».** تباهينا كثيراً بمواهب ونجوم هذا الجيل، وفرحنا بهم وهللنا مع كل انتصاراتهم، ودللناهم وأغدقنا عليهم، وحصلوا على ما لم يحلم به أي لاعب من الأجيال السابقة،..ولا ندم ولا حسافة على كل ذلك فقد كانوا يستحقون..لكن الأكيد..الأكيد الذي أدركناه الآن أنهم لم يقدروا المسؤولية كما يجب، ولم يتعبوا على أنفسهم بحيث يحافظون على مستواهم الفني، ولم يجنبوا أنفسهم السهر وكل ما عرفناه عنهم من عادات سيئة لا تتفق أبداً مع «رياضيين محترفين ملتزمين مخلصين»، ولذا لم يكونوا على قدر حلمهم وأمل وطنهم فيهم.وإذا كانت هناك كلمة أخيرة، فلتكن بالحقيقة التي كررتها كثيراً في هذه الزاوية: «هم أهم وأقوى عناصر المنظومة الكروية بحكم الاستفادة والمنفعة، وفي الوقت نفسه هم أضعف مافيها بحكم ضعف المردود والمستوى»، والسر في ذلك ليس معضلة بالمرة،.. ماذا تتوقعون عندما يكثر المال وتقل الثقافة وتغيب الرقابة ؟..وخلص الكلام. deaudin@gmail.com

مشاركة :