في ظل التحدي الذي جلبته شبكة الإنترنت ، فرضت الصحافة الالكترونية نفسها على الساحة الإعلامية كمنافس قوي للصحافة الورقية ، بالإضافة إلى ظهور الأجيال الجديدة التي لا تقبل على الصحف المطبوعة ؛ ومن أهم مميزات الصحافة الالكترونية هي نقلها للنص والصورة والفيديو مع توصيل رسالة متعددة الإشكال والاحتفاظ بالزائر اكبر قدر ممكن ، هناك مميزات للقارئ الالكتروني منها السرعة في معرفة الأخبار ورصدها لحظة بلحظة على العكس من الصحف التقليدية التي تقوم بالرصد والتحليل للموضوعيات بالإضافة لغياب مقص الرقيب على المواد الصحفية التي يتم نشرها نظرا لان الانترنت عبارة عن عالم مفتوح ؛ وذلك دفع الصحف التقليدية إلى الاهتمام بمواقعها الالكترونية على الانترنت وتحديثها بصفة دورية ؛ فهل تحل الصحافة الالكترونية محل الصحافة الورقية خلال هذا الزمن؟ هنا نقول لا توجد عقبات جغرافية تعترض الصحيفة الالكترونية ؛فهي متاحة في كل مكان تتوافر فيه متطلبات الانترنت ؛ في حين أن الصحيفة الورقيه مرتبطة بعمليات توزيع ونقل وشحن معقدة ومكلف التكاليف المالية الضخمة عند الرغبة في إصدار صحيفة ورقية ؛ بدءاً من الحصول على ترخيص مروراً بالإجراءات الرسمية والتنظيمية ؛ بينما الوضع في الصحافة الإلكترونية يختلف تماماً ؛ إذ لا يستلزم سوى مبالغ مالية قليلة لتصدر الصحيفة الإلكترونية بعدها بكل سهوله يتم إصدار الصحيفة الإلكترونية . عدم حاجة الصحف الإلكترونية إلى مقر موحد لجميع العاملين إنما يمكن إصدار الصحف الإلكترونية بفريق عمل متفرق في أنحاء العالم ؛ إذا كانت التقنية الجديدة يمكنها أن تغيّر طرق توزيع الصحف والأخبار، ويمكنها استخدام الإنترنت أيضاً وان كان بنسب كبيرة تختلف عن الورقية ؛ إلا أنها لن تستطيع استبدال المؤسسات الصحافية الكبرى التي تقوم بجمع الأخبار واستقصائها وتحريرها ؛ فمن دونها لن توجد محتويات للتوزيع على الإطلاق. ولكن حتى لو استمرت عائدات الصحف الالكترونية في النمو بالمعدلات الحالية نفسها، فإنها لن تستطيع اللحاق بركب الصحف المطبوعة حتى سنة 2020، وذلك على افتراض أن الصحف المطبوعة ستظل تنمو بنفس النسبة الحالية بمقدار ضئيل جداً سنوياً . ولكن من الناحية الواقعية لا يزال أمام الصحف الالكترونية سنوات عدة حتى تصل إلى مجال التنافس مع اقتصادات الإعلام القديم ؛ الممثل في الصحف المطبوعة ؛ حتى في ظل انخفاض تكاليف توزيعها مقارنة بالصحف وبالرغم من أن عدد قراء الصحف الورقيه في تناقص إلا أن معدل استهلاك المعلومات يتزايد ؛ وقد ذكردراسات عن أن كل المؤسسات الصحافية تقريبًا في العالم اليوم قد أصبح لها مواقع على الإنترنت، وقد أصبح الإنترنت إضافة جديدة إلى قدراتهما وخصائصهما في جذب جماهير جديدة وشركات جديدة لوضع إعلاناتها في تلك المواقع. ولكن تبقى نكهة استخدام الصحف المطبوعة رمزاً بعيدا عن الانقراض.
مشاركة :