اعتمدت قطر على قربها من سوقي السعودية والإمارات للتحول إلى مركز إقليمي وعالمي للنقل الجوي، فما مصير هذا المركز في ظل عداء الدوحة لأقرب جيرانها؟ ولم تخطط قطر لبناء مطار حمد الدولي ببواباته الـ 41 من أجل سكّان قطر الذين يقل عددهم عن المليونين، بل من أجل ركاب الترانزيت الذين يشكلون 90% من المسافرين عبر هذا المطار. وعلى مدى السنوات الماضية سعت قطر إلى تحويل الدوحة إلى محطة عالمية للنقل الجوي، مطار شاسع وأسطول ضخم وحرب أسعار، لكنها غفلت عن الأهم، وهو حسن الجوار. وبنت القطرية نجاحها في سوق الطيران على نموذج بسيط. رحلات في كل اتجاه، إلى الأميركيتين وأوروبا والشرق الأقصى، لكن الأهم عشرات الرحلات التي تحط يومياً في السعودية والإمارات، هذا عدا عن رحلات الباص من الدمام. كل ذلك لنقل الركاب إلى الدوحة، ومنها إلى الوجهات البعيدة. ومن هذين البلدين تجني الخطوط القطرية 30% من إيراداتها، وفق تقديرات منظمة كابا CAPA. ويكفي أن القطرية ظلت حتى الأحد الماضي أكبر ناقل غير محلي في المطارات الإماراتية. وبغياب الإمارات والسعودية عن خريطة وجهاتها القريبة ستطير بمقاعد كثيرة شاغرة إلى الوجهات البعيدة. وهذا ليس إلا جزءاً من القصة، فواقع الجغرافيا يضع قطر بين المجالات الجوية للسعودية والبحرين والإمارات، ومن يختار العداء مع ذوي القربى لا بد له من الاكتفاء بالأجواء الإيرانية بوابة وحيدة إلى العالم، ولذلك ثمن. فالرحلة إلى ساو باولو مثلاً باتت تحتاج إلى ساعتين إضافيتين للالتفاف حول المجالين الجويين السعودي والإماراتي.
مشاركة :