ألم تتعب من البحث عن نفسك في أعين الآخرين ؟!ألم تتعب !؟ألم تشعر بالضجر!؟ حسنا جرّب هذه المرة أن تتخيلهم بلا أعين!! من أكبر مسببات الصراعِ الذاتيِّ الداخليِّ الذي يعكرُ على الإنسانِ هدوءهُ، ويفقدهُ الثقةَ في نفسه والآخرين ،هو أنه يجعلُ من أعينِ الناسِ مرايا يتفقدُ فيها نفسه!! فمرآةٌ يرى فيها نفسهُ جميلا ، وأخرى تعكسهُ قبيحا،وثالثةٌ تعكسهُ بين بين،ورابعةٌ لا تعكسه سوى كتلةٍ متحركةٍ ، وخامسة لا تعكسه البتة !! ويبقى هو ضحيةَ هذه المرايا المتباينة الانعكاسات ،يقلب تفكيره ويسأل نفسه: ياترى أي المرايا أصْدق؟؟ ولو تعقّلَ قليلا وكان لديه القدرُ الكافي من احترام الذات وتقديرها لما ارتضى لها أن تكون عرضةً لتباينِ النظرات ، ولسما بنفسهِ عن مواطئِ النقد والتجريح، خاصة في زمان كهذا عزّ فيه المنصفون والثقات، إلا من رحم الله ! وهذا ليس بالصعب أبدا بل إنه أسهل ما يكون، ماعليه إلا أن يتجاهل تلك المرايا جميعها،ويعرضُ عنها. ويعملَ بجهدٍ دؤوبٍ ليرقى بفكرهِ وجسدهِ عن النقائصِ ،ويسلكَ طريق الراشدين ، وينتهج مسلكا يتناسب و قدراته ولا يقتحم مالا يناسبه ولا يتورط فيما لا علم له به حتى لا يغرق في سيل التهم والانتقاد . إنني أتوجه بكلامي للأسوياء فكريا وأنت أيها القارئ الكريم أولهم تجاهل نظراتِ الآخرين ،ونقدهم ،وتجريحهم،مادمت على طريقٍ سويٍّ لا عوج فيه ودافع عن حقك وأنصِفْ ذاتك وإن لم تستطعْ فتجاهلْ وإن لم تستطعْ فتخيلهم بلا أعينٍ وذلك أضعفُ الانتصار.
مشاركة :