في ثلاثينات القرن الماضي حاولت بريطانيا جعل مدنها أكثر نظافة، وحداثة وكفاءة، وشهدت الحياة داخلها تغييراً كبيراً، حيث تبدلت الإضاءة من الغاز إلى الكهرباء، ودخلت لندن السيارات بدلاً من العربات التي تجرها الخيول. وبحلول نهاية الثلاثينات، أصبحت الحرب مع ألمانيا أمراً لا مفر منه، وبدأت لندن في التحضير لإجلاء الأطفال، وعاش البريطانيون تحت قصف مكثف استمر لمدة 57 ليلة على التوالي. ورغم أجواء الحرب، نشرت صحف بريطانية مجموعة من الصور تظهر الناس يتمتعون بتمدنهم الذي كان حديثاً عليهم، حيث تظهر أحد الصور قفز الغواصين في نهر “التايمز”، وصورة أخرى تُظهر لحظة نقل تمثال الملكة فيكتوريا لمكان آخر وتوافد الحشود للمكان. ويظهر في صور أخرى استجمام مجموعة فتيات في أحواض سباحة وأخريات يركبن عربة من بين الصور، وأطفال يلعبون في الشارع، وصور تُظهر سكب سائق مركبة الماء على مجموعة أطفال بسبب الحرارة الرهيبة في أغسطس. ويظهر في صورة التقطت عام 1936م مجموعة عمال ينظفون أحفورية ديناصور من الغبار داخل متحف نيتشر في لندن. كما وتظهر نجمة السينما الأمريكية الصامتة فيليس غوردون في أحد الصور تتسوق في شوارع لندن مع حيوان فهد تملكه.