جسر جديد لتعزيز التكامل الاقتصادي بين السعودية والبحرينتتناغم حركة الإصلاحات الاقتصادية بين السعودية والبحرين بشكل غير مسبوق في الآونة الأخيرة مع الكشف عن تفاصيل إنشاء جسر جديد مواز لجسر الملك فهد، يمكن أن يضاعف التبادل التجاري ويعزز حجم الاستثمارات المشتركة.العرب [نُشر في 2017/06/15، العدد: 10664، ص(11)]جسر للتكامل الاقتصادي الخبر (السعودية) - أظهرت وثيقة أن السعودية والبحرين تخططان لتشييد جسر بري جديد يضم خطا للسكك الحديد بهدف تخفيف الازدحام على الجسر القائم حاليا وأنهما ستسعيان للحصول على تمويل المشروع من القطاع الخاص. وجاء الكشف عن الوثيقة بعد أشهر من اتفاق العاهلين السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز والبحريني الملك حمد بن عيسى على دراسة مشروع الجسر ليكون موازيا لجسر الملك فهد، وذلك على هامش القمة الخليجية الأخيرة التي استضافتها المنامة في ديسمبر الماضي. ويربط جسر الملك حمد الذي يتألف من ثلاثة مسارات، اثنين منها للبضائع والقطارات، بينما الثالث للسيارات بين مدينة الدمام السعودية ومدينة البديع البحرينية. وكانت معظم حكومات الدول الخليجية تمول في السابق مشروعات البنية التحتية، لكن انخفاض أسعار النفط اضطرها إلى خفض الإنفاق ودراسة جلب استثمارات من القطاع الخاص، وإن كانت لا تزال تساعد في تمويل بعض تلك المشروعات. ومن المتوقع أن تصل تكلفة الجسر إلى نحو 5 مليارات دولار، بحسب مصادر حضرت مناسبة لإجراء مشاورات أقيمت بالعاصمة البحرينية المنامة مؤخرا لمناقشة المشروع.80 بالمئة من التجارة الخارجية للبحرين يمر عبر جسر الملك فهد، وفق وزارة التجارة السعودية وحضر الاجتماع الذي عقد في المنامة مسؤولون من وزارتي النقل في البلدين. ومن المتوقع أن تشارك أكثر من 150 شركة في تشييد الجسر من خلال نموذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص. وكان جسر الملك فهد القائم حاليا، والبالغ طوله 25 كيلومترا قد افتتح في عام 1986 وبلغ متوسط حركة النقل عليه 31 ألف مسافر يوميا في عام 2016. لكن الوثيقة التي جرى توزيعها في الاجتماع تشير إلى توقعات بأن تتضاعف تلك الأرقام بحلول عام 2030. وإلى جانب الطريق البري الذي سيمتد على أربع حارات على طول الجسر الجديد بمحاذاة الجسر القائم، سيكون هناك خط للسكك الحديد بطول 70 كيلومترا يربط بين محطة للركاب في سلماباد ومنشآت شحن في ميناء خليفة بن سلمان في البحرين مع شبكة السكك الحديد في السعودية. ومن المتوقع أن يستخدم 8 ملايين مسافر خط السكك الحديد سنويا بحلول عام 2050 إلى جانب نقل نحو 600 ألف حـاوية و13 مليون طن من الشحنات عبر خط السكك الحديدية. ويرجح المسؤولون في البلدين أن يجرى تطوير الجسر الجديد على أساس نظام التصميم والبناء ونقل الملكية أو نظام التصميم والبناء والصيانة ونقل الملكية. وأشار أحد المصادر الخليجية إلى أنه بينما تتضمن الوثيقة وصفا واضحا لتفاصيل المشروع الفنية، تظل التفاصيل الرئيسية لهيكل الشراكة بين القطاعين العام والخاص مبدئية. ويتوقع أن يملك القطاع الخاص المشروع عبر شركة جديدة من خلال ترتيب للشراكة بين القطاعين العام والخاص لأجل يتراوح بين 25 و30 عاما. وتقول الوثيقة إنه يتعين على مطوري القطاع الخاص والمستثمرين المشاركين والمقاولين والمقرضين إبداء اهتمامهم بالمشروع بحلول 29 يونيو. وسيجرى تعيين مستشارين في الربع الأول من العام المقبل ومن المقرر أن تصدر طلبات التأهيل المسبق في الربع الثاني من العام ذاته.عبدالرحمن العطيشان: قطاع الأعمال في المنطقة الشرقية ينتظر باهتمام هذا المشروع الضخم وكان عبدالرحمن العطيشان، رئيس مجلس إدارة غرفة الشرقية في السعودية قد قال في تصريح سابق إن “قطاع الأعمال في المنطقة الشرقية ينظر باهتمام إلى هذا المشروع الضخم”. وأشار العطيشان إلى تأثيرات المشروع الإيجابية العديدة على العلاقات الثنائية بين الرياض والمنامة بشكل خاص، إضافة إلى ما ينطوي عليه من أبعاد اقتصادية خليجية واسعة بشكل عام. وقال إن “المشروع سيمثل نقلة نوعية مهمة على صعيد تطوير العلاقات الخليجية وسينقل العلاقات بين دول الخليج إلى آفاق أرحب”، واعتبر في الوقت ذاته المشروع خطوة مهمة على طريق تعزيز التكامل الاقتصادي الخليجي. وتشير التوقعات إلى زيادة حجم الاستثمارات السعودية في القطاع العقاري البحريني، على سبيل المثال، مقارنة بمستواها الحالي بنحو 25 بالمئة فور تشييد الجسر. كما سيساعد على تخفيض تكلفة النقل بنسبة 40 بالمئة بين البلدين فور إنشاء شبكة السكك الحديد. ووفق بيانات وزارة التجارة السعودية، فـإن 80 بـالمئـة مـن إجمـالي التجـارة الخـارجيـة للبحرين يمر عبر جسر الملك فهد حاليا. ويؤكد خبراء أن الجسر الجديد سيؤدي إلى مضاعفة قيمة الاستثمارات المشتركة بينهما، ولا سيما أنه سيدخل ضمن شبكة القطارات الخليجية التي ينتظر الانتهاء من تشييدها في السنوات المقبلة. ومن المقرر أن تبدأ شبكة القطارات الخليجية من الكويت مرورا بمدن عدة شرق السعودية ثم البحرين وقطر والإمارات وصولا إلى سلطنة عمان، بطول إجمالي يتجاوز ألفي كيلومتر. وقال وزير النقل السعودي سليمان الحمدان، الأسبوع الماضي، إن بلاده “بدأت بالفعل في تنفيذ 200 كلم من مشروع ربط السكك الحديد الخليجية داخل أراضيها، إلى جانب قيام العديد من دول المجلس بالبدء في تنفيذ الأجزاء الخاصة على أراضيها”.
مشاركة :