المتابع للشأن العربي من المؤكد أنه سيدرك بأن إعلامـه ، ولاسيما الفضائي منه استطاع خلال السنوات القليلة الماضية أن يقود حملة للتأثير في عامة الشعب؛ ليصبح في زوايا فكرية وحياتية معينة يكون الاهتمام فيها بالتمثيل والطرب والرياضة؛ وذلك من خلال تسويق الممارسين لتلك الـمِــهَـنّ (إنْ صحت تسميتها بذلك)، وتحويلهم لنجوم يبحث عنهم الناس خاصة الشباب ويتهافتون عليهم، ويقلدونهم في سلوكياتهم! وما ألمَـسُـه (اليوم) بداية لتكرار السيناريو في مجتمعنا ( بطريقة غير مقصودة، ولأهداف مادية للقنوات والمُعْـلِـنِـيـن)، فما يلاحظ مؤخراً الجنوح نحو تلميع الممثلين والمُغَـنِّيْـن وكذا مطاردي (اللّـسْـتَـك المنفوخ)، وسَـحْـب الشباب نحو مطاردتهم واتّـبَـاع خطواتهم! ولعل أقرب مثال تلك الحادثة التي حصلت الأسبوع الماضي في مطار الملك خالد الدولي عند قدوم المدرب الروماني الجديد لنادي الهلال؛ إذ شهدت ساحات المطار تزاحماً كبيراً للِـظّـفَـر بطلة المدرب الأولى، وما أتبع ذلك من مطاردات وفوضى !! فما الذي يجعل جماهير غفيرة من الشباب تسهر لاستقبال الوافِــد الجديد، (وربما أكثرهم لو كان الاستقبال لأحد وَالِـدَيْـه أو أقاربه في هذا الوقت المتأخر من اللـيل لَـتَـضـجّــر وتكاسل واعتذر)! ولماذا طائفة من شبابنا تهدر جهودها وأقواتها في الهامش والتافِـه من ميادين الحياة؟! لماذا يُـطَـاردون نجوماً مِـن وَرَق؟! وهل مثل أولئك الذين أساؤوا لسمعة وطنهم يُـعْـتَـمَـد عليهم في بنائه وتنميته؟! يا جماعة حتى لا يتكرر المشهد يجب أن تتضافر الجهود لوضع الفِـنّ والكرة وأهلهما في الحجم الطبيعي؛ فالأمم والدول تتقدم بالعِـلْـم والعمل، ( لا بالكُـرة والـفَـنّ)، مع التقدير لمنسوبيهما! بالطبع الكثير من شبابنا وفتياتنا فيهم الخير؛ ولكن هَـلمّـوا نحميهم، ونزرع في نفوسهم الطاهرة السّـمُـو نحو المعالي، وإنفاق الأوقات في البحث عن التفوق وتطوير الذوات،وفي رفعة المجتمع والوطن ! aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain