كبار الساسة العرب يروون ذكرياتهم مع سعود الفيصل عبر «خليجية»

  • 6/15/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

< قدمت روتانا خليجية حلقة خاصة ومميزة من برنامج «الراحل» مع الإعلامي محمد الخميسي، عن سيرة الأمير سعود الفيصل، عميد الدبلوماسية السعودية، تضمنت شهادات لعدد من أبرز الشخصيات السياسية والدبلوماسية في العالم العربي حول الأمير الراحل. وبدأت الحلقة التكريمية بعرض فيلم وثائقي تناول حياته وذكرياته وكل ما قدّمه خلال مسيرته الدبلوماسية والسياسية والإنسانية، وأبان أن الأمير سعود استلهم الكثير من شخصيته من والده الملك فيصل رحمه الله، وأنه درس في الولايات المتحدة، وعاد للمملكة وتدرج في المناصب الحكومية حتى وصل إلى منصب وزير الخارجية الذي ظل فيه طوال 40 عاماً حتى وفاته، كما تطرق لمواجهته للكثير من القضايا والأزمات السياسية في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط. وذكر شقيقه الأمير تركي الفيصل، خلال البرنامج أن الأمير سعود ولد بالطائف وتعلم في مدرسة داخلية، وعندما بلغ الـ14 من عمره أرسل لتكملة دراسته في الولايات المتحدة مع الأمير الراحل محمد الفيصل، إذ درس الاقتصاد، مبيناً أن شقيقه كان محباً لممارسة الرياضات بشتى أنواعها، سواء كرة القدم أو البنج بونج أو الكشافة أو ركوب الخيل، وهذا ما أكسبه الصبر في تعامله في مجال السياسة، كما أشار إلى أن الأمير سعود الفيصل عندما عاد للمملكة شغل منصباً حكومياً كمستشار لوزير البترول وترقى إلى أن وصل لمنصب وكيل وزارة. وأوضح أنه أسهم في إيجاد وسيلة لوقف إطلاق النار بين العراق وإيران أثناء حرب الثماني سنوات، وذلك بشهادة مندوب الأمم المتحدة وقتها، وأيضاً اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية في لبنان، وكذلك دوره في إقناع الاتحاد السوفياتي باتخاذ موقف محايد في أزمة العراق والكويت، مشدداً على أهمية قضية القدس بالنسبة لسعود طوال مسيرته. وأكد حسان الياسين صديق عمر الراحل، أن وفاة سعود الفيصل خسارة للمملكة والعرب لأنه كان عربياً، مبيناً أن الأمير بكى عندما سقط صاروخ أطلقه صدام حسين على المملكة بالقرب من وزارة الخارجية السعودية، وقال متأثراً: «مش عيب دولة عربية تضرب دولة عربية بالصواريخ». بدوره، أوضح أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية أنه قابل الأمير سعود الفيصل للمرة الأولى في عام 1967 في الأمم المتحدة كوزير خارجية المملكة، واصفاً إياه بالشاب المتزن العاقل المتحمس ممشوق القوام ورقيق الوجه الذي لديه الكثير من الإمكانات في الحديث بطلاقة باللغتين العربية والإنكليزية. وأشار وزير خارجية البحرين الشيخ خالد آل خليفة إلى أن سعود الفيصل كان لديه خبرة كبيرة في التعامل، كما كان مخضرماً في علاقته مع إيران، مبيناً أن الأمير سعود كان صبوراً ويتكلم بكل احترام وهدوء ومن دون إساءة أو تجاوز أو صوت عال. وأكد اهتمام الراحل بقضية فلسطين لأنه رجل عربي وقومي، مؤكداً أن أهل البحرين لن ينسوا الموقف السعودي متمثلاً في دور الأمير سعود في الدفاع عن البحرين، وموقفها ضد المؤامرة على البلد عام 2011، وأن البحرينيين يعتبرونه واحداً منهم، وقد تمت تسمية أكبر شوارع الجفير بالمنامة باسمه بقرار من ملك البحرين. وأبان مساعد وزير الخارجية السابق الأمير خالد بن سعود أن الأمير سعود كان حريصاً على وحدة القرار الخليجي، مشيراً إلى اهتمام الأمير الراحل بقضية القدس التي عاصرها منذ البداية ودائماً يضعها في المقدمة. من جهته، أشاد وزير خارجية مصر الأسبق عمرو موسى بالدور الكبير جداً للأمير سعود في تعبئة الرأي العربي ضد الغزو العراقي للكويت، الذي تبلور في اتصالاته الدبلوماسية في مؤتمر القمة العربي بالقاهرة الذي تقرر فيه بإجماع الدول العربية إنهاء الاعتداء على الكويت. وقال رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية أحمد الجار الله: «قضية الكويت أثرت في الأمير سعود الفيصل وجرحته بشدة وأزعجته صحياً، لأنه كان في الصورة، أما الأمين العام لجامعة الدول العربية السابق نبيل العربي، فاعتبر الأمير سعود الفيصل من أكبر مناصري القضية الفلسطينية، وأنه كان من مؤيديها بقوة وعن اقتناع، موضحاً أنه كان يجيد لغات مختلفة ويتحدث بعمق ولطف في الوقت ذاته». وقال عبدالوهاب الفايز رئيس تحرير وكاتب سعودي: «الأمير سعود الفيصل حذر الأميركان من احتلال العراق وتبعات ذلك على هز المنطقة على المستوى الأمني والاستراتيجي» في حين أكد السفير السعودي في مصر أحمد قطان، أن الأمير سعود الفيصل شخصية فذة لم ولن تتكرر بسهولة في تاريخ المملكة والدبلوماسية العالمية، إذ عمل لعقود طويلة في خدمة ملوك المملكة ودينه ووطنه، مبيناً أنه شخص تمتع بثقافة عالية في كل مناحي الحياة وبعد النظر والتواضع الشديد والتعامل بحنكة وحكمة مع كل وزراء الخارجية وأنه استطاع أن يكتسب احترام الجميع. ولفت إلى أنه خدم القضايا العربية والإسلامية بكل جهد حتى في أيام مرضه وألمه كان يصر على خدمة الملك ودينه ووطنه في أي محفل عربي أو دولي، مشدداً على أن المملكة فقدت بوفاته والداً للدبلوماسية ورجلاً كلان يشعر بأنه قريب منه للغاية، وأنه بكى كثيراً على رحيله وحتى الآن لا يزال يتذكره، إذ فقد سنداً كبيراً في حياته ولفت إلى أن سعود الفيصل كان يعتبره أحد أبنائه. وأبان مدير الدائرة الإعلامية بوزارة الخارجية السعودية أسامة نقلي أن الأمير الراحل كان لا يوجه بشكل مباشر كأوامر، ولكن دائماً يوجه من خلال التساؤلات. ولفت السفير السعودي في المغرب الدكتور عبدالعزيز خوجة إلى مدرسة مهمة جداً في حياة سعود الفيصل، إذ تعلم طوال حياته من أعمامه الملوك من بعد والده الملك خالد والملك فهد والملك عبدالله والملك سلمان، موضحاً أنه تشرب من هذه المدرسة التي تشربت بالأساس من مدرسة الملك المؤسس عبدالعزيز.

مشاركة :