هل الأمل مفقود بنجاح الإدارات الحكومية ؟! طبعا لا، بدليل نجاح وزارة التجارة في الخروج من الصورة النمطية السلبية التي تجذرت في ذهن المجتمع خلال فترة زمنية قياسية، والتحول من المتفرج العاجز عن حماية حقوق المستهلكين إلى المنظم الحازم في تنظيم علاقة التاجر بالمستهلك ! أيضا يسطر نجاح تحول إدارات لطالما عرفت بالبطء و «المرمطة» في إنجاز معاملات المواطنين مثل الأحوال المدنية، والجوازات، والعمل، والمرور إلى التعاملات الإلكترونية السريعة والسلسة مؤشر على أن سبل تحقيق النجاح وأدواته لا تنقصنا عندما تتوفر الإرادة، وتذلل العقبات لتحقيقها ! هذا يبعث على التفاؤل بالمستقبل وأن العجز الذي تعاني منه بعض أجهزتنا الحكومية ليس مزمنا، وأننا قادرون على التغيير وأن المسألة ليست إلا وقتا قبل أن نستثمر قدراتنا وطموحاتنا في الانتقال ببلدنا إلى موقع أكثر تقدما وفاعلية في الأداء الحكومي الذي يحقق تطلعات المواطنين ! لكن تحقيق النجاح التام يتطلب أولا التخلص من الفساد بكل وجوهه وأدواته حتى لا يهدر ثرواتنا الوطنية المادية، وثانيا استثمار طاقاتنا البشرية المؤهلة بوضع الكفاءات المناسبة في أماكنها المناسبة حتى لا نهدر ثرواتنا الإنتاجية البشرية ! لقد برهن الوطن في السنوات الأخيرة على أن النجاح ليس مستعصيا، و أن الإيمان بالمستقبل الواعد ليس مستحيلا، كل ما نحتاجه هو أن نؤمن بوطن يظلله القانون، وتسوده العدالة الاجتماعية ليتقدم المواطن الكفؤ ليحتل موقع العمل والمسؤولية الذي تؤمنه له مؤهلاته وقدارته وليس أي شيء آخر!
مشاركة :