عادت بطولة كأس القارات إلى القارة الآسيوية في دورتها الخامسة عام 2001 مع إقامتها في كوريا الجنوبية واليابان، قبل أن تنتقل بعد عامين لأول مرة إلى الأراضي الأوروبية مع فوز فرنسا بحق استضافة النسخة السادسة عام 2003. واختار المنتخب الفرنسي شرق آسيا لتتويجه الأول بكأس القارات، عندما هزم اليابان بهدف نظيف عام 2001 في مدينة يوكوهاما، قبل أن يحافظ على لقبه في الدورة التالية عقب فوزه على الأسود الكاميرونية في باريس مستفيداً من الجيل المميز الــذي ضم أسماء رنانة على رأسها تييري هنري ومارسيل ديسايي وبيشنتي ليزارازو وغيرهم من النجوم. وتكشف "الرياضية" في التقرير التالي عن أبرز المحطات التي حملتهــا النسختان الخامسة والسادسة لكأس القارات، ومن بينها المحطة السوداء التي تمثّلت بوفاة اللاعب الكاميروني مارك فيفيان فويه أثناء مشاركته مع منتخب بلاده في نسخة العام 2003.2001غياب العربعرفت الدورة الخامسة لكأس القارات تطوراً ملحوظاً بعدما أقيمت مبارياتها في 6 مدن مختلفة بين كوريا واليابان، وذلك بعد استضافة السعودية للدورات الـ 3 الأولى على ملعب الملك فهد الدولي في الرياض، وإقامة مباريات النسخة الرابعة على ملعبين في المكسيك. غياب عربي غابت المنتخبات العربية عن كأس القارات للمرة الأولى في هذه النسخة، حيث سبق للمنتخب السعودي أن شارك في جميع النسخ الـ 4 الماضية، بالإضافة إلى مشاركة المنتخب الإماراتي عام 1997 والمنتخــب المصري عام 1999.السيطرة الفرنسيةشق المنتخـــب الفرنسي طريقه نحو الفوز باللقب عام 2001 بثباتٍ وإقناع، حيث حقق انتصاراتٍ عريضة في دور المجموعات بدءاً من الفوز على المضيف الكوري بخماسية نظيفة، واكتساح المنتخب المكسيكي بأربعة أهداف دون رد، مكتفياً بتعثر مفاجئ وحيد بخسارته أمام أستراليا بهدف نظيف. جدارة فرنسيةأثبت المنتخب الفرنسي أحقيته بالتتويج عندما أقصى المنتخب البرازيلي في الدور نصف النهائي عندما هزمه 2ـ1، قبل أن يفوز على اليابان في المباراة النهائية بهدف وحيد سجله لاعب وسط آرسنال حينها باتريك فييرا. مفاجآت عدةعرفت البطولة العديد من المفاجآت، ومن بينها تعادل كندا مع البرازيل في المجموعة الثانية، وتأهل المنتخب الأسترالي من المجموعــة الأولـــى على حساب المضيف الكوري، بالإضافة إلى حصول أستراليا علـــى الميداليـــة البرونزية بعد الفوز على البرازيل 1ـ0 في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع.2003 اعتذار ثلاثيفازت فرنســـا بحقوق استضافة النسخة السادسة لكأس القارات عام 2003 بعد تفوق ملفها على ملفات أستراليا والبرتغال والولايات المتحدة والملف المشترك بين مصر وجنوب إفريقيا. ومع مشاركة المنتخب الفرنسي كمضيف للبطولة، ذهب المقعد الأوروبي إلى المنتخب الألماني الذي احتل المركز الثاني في نهائيات مونديال 2002. اعتذار ألمانيابعد اعتذار الاتحاد الألماني عن عدم المشاركة، اتجه المقعد الأوروبي إلى المنتخب الإيطالي بصفته وصيفاً لكأس الأمم الأوروبية عام 2000، لكن الاتحاد الإيطالي اعتذر بدوره عن عدم المشاركة في كأس القارات، ليحصل المنتخب الإسباني على دعوة للمشاركة كونه كان صاحب الترتيب الأعلى بين المنتخبات الأوروبية في تصنيفات الاتحاد الدولي حينها. وبدوره، اعتذر المنتخب الإسباني عن عدم المشاركة، ليذهب المقعد الأوروبي في النهاية إلى المنتخب التركي الذي احتل المركز الثالث في نهائيات كأس العالم عام 2000. النسخة السادسةشهدت النسخة السادسة لكأس القارات مشاركة 8 منتخبات هي فرنسا وتركيا من أوروبا، والبرازيل بطلة العالم، والمنتخب الياباني الذي كان يحمل اللقب الآسيوي، بالإضافة إلى كولومبيا من القارة الأمريكية الجنوبية، والولايات المتحدة من الاتحاد الأمريكي الشمالي والأوسط، والكاميرون من إفريقيا، ومنتخب نيوزلندا من القارة الأوقيانوسية.الذاكرة السوداءحافظ المنتخب الفرنسي على لقبه بطلاً لكأس القارات عام 2003 بعد فوزه بجميع المباريات التي خاضها، حيث حصد العلامة الكاملة في دور المجموعات مع انتصارات على كولومبيا واليابان ونيوزلندا، قبل فوزه على تركيا 3ـ2 في نصف النهائي، ووصولاً إلى فوزه على الكاميرون في المباراة النهائية بهدفٍ ذهبي سجله تييري هنري. إخفاق مفاجئشهدت تلك النسخة إخفاقاً مفاجئاً للمنتخب البرازيلي الذي ودّع المنافسة في دور المجموعات بعد خسارته أمام الكاميرون وتعادله مع تركيا واكتفائه بفوز وحيد على الولايات المتحدة بهدف نظيف. فاجعة قويةحملت الدورة السادسة في فرنسا الذكرى الأسوأ في تاريخ كأس القارات، وكان ذلك في مباراة الدور نصف النهائي التي جمعت الكاميرون وكولومبيا، فعند الدقيقة 72 سقط لاعب الوسط الكاميروني مارك فيفيان فويه على أرض الملعب بطريقة مفاجئة دون احتكاكه بأي من اللاعبين، وحصل على إسعافات أولية قبل نقله إلى المركز الطبي لملعب جيرلان في مدينة ليون. وحاول المسعفون إنقاذه لفترة وصلت إلى 45 دقيقة، لكنه فارق الحياة في الملعب بعد تعرضه لأزمة في عضلة القلب. صورة الراحلأثّرت هذه الحادثة على مجريات المباراة النهائية، حيث حمل لاعبو المنتخب الكاميروني والفرنسي صورة كبيرة للراحل فويه أثناء التتويج، وقد عُلّق عليها الميدالية الفضية التي حصل عليها المنتخب الكاميروني بعد خسارته أمام فرنسا في النهائي.
مشاركة :