أعرب وزير الخارجية التركي مولود تشاويش اوغلو عن دعم وتقدير بلاده للجهود التي يبذلها سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد لرأب الصدع الخليجي بزيارة ثلاث عواصم خليجية في إطار سعيه بذلك، مضيفاً أن الرئيس التركي اردوغان اتصل بسمو الأمير قبل هذه الزيارات وبعدها أيضاً، «واليوم سنحاول معرفة ما هي الانطباعات وكيف يمكننا أن نأخذ خطوات أخرى في هذا المجال». وأبدى اوغلو خلال مؤتمر صحافي عقدة اليوم أسفه إلى ما آلت إليه الأمور في الخليج، مؤكداً على أن ما تسعى إليه تركيا حالياً هو ايجاد حل لهذه الأزمة، مضيفاً أن اردوغان بذل الكثير من الجهود من أجل ايجاد حل للأزمة، من خلال الاتصالات بعدد من القادة في الدول الإسلامية. وقال أنه خلال لقائه بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ووزير خارجيته، نفى الأخير أن تكون الأزمة صادرة عنهم، «ويقولون بأنهم يرغبون في معرفة مبررات الدول الأربعة التي اتخذت هذه الاجراءات تجاه قطر وعلى ماذا تستند الاتهامات الموجهة ضدهم والتي يجب أن تكون واضحة أمام الجميع». وأضاف أن القطريين يقولون أنهم لم يخطو خطوة واحدة ضد هذه الدول وأن الجميع يرى ذلك ويعلم «أن قطر لم تقم بأي خطوات تصعيدية حتى الآن وهذا يدل أن قطر تتطلع لحل الأزمة دون تصعيد». وأكد أوغلو على أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «أخ كبير في المنطقة وهو جزء من الحل أيضاً»، لافتاً إلى أن تركيا تسعى إلى سماع وجهة النظر السعودية والحلول الممكنة «وسنتشارك معهم وجهات النظر بشكل واضح وصريح»، مضيفاً أن المملكة العربية السعودية دولة مهمة ولديها دور هام لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة وأن تركيا تولي هذه العلاقة أهمية كبيرة. وأوضح اوغلو أن تركيا مؤمنة بأن أمن واستقرار دول الخليج العربي هو من ءمنها واستقرارها «وهذه ليست شعارات وإنما حقيقة نقولها». القاعدة التركية وعن التواجد العسكري التركي في قطر، والحديث عن مناورات أميركية قطرية قريبة وتعاقد قطر مع أميركا على شراء طائرات اف 15، وهل تكون خطوة تصعيدية تؤثر على حل الأزمة، قال «أنا لا أرى تصعيداً هنا، وقطر كما هو حال الدول الأخرى من الطبيعي أن تشتري ما تحتاجه للدفاع عن نفسها»، أما بشأن اتفاقية انشاء قاعدة عسكرية في قطر فقد تمت الموافقة عليها وهذا أمر روتيني لكن للصدفة جاءت في نفس الفترة التي ظهرت فيها الأزمة الخليجية». ولفت إلى أن اتفاقية انشاء قاعدة عسكرية في قطر وقعت عام 2014 ووافق المجلس على هذه الاتفاقية وكانت اتفاقية إطارية، بينما تم التوقيع على الجزء المتعلق بتنفيذها عام 2016، «ولم يكن هناك أزمة يومها»، كما أن الرئيس التركي عرض على الملك سلمان انشاء قاعدة مماثلة في السعودية نهاية 2015 أثناء زيارته إلى الرياض، مؤكداً أن الهدف من إقامة هذه القاعدة ليس للدفاع عن قطر فقط وإنما للدفاع وحماية المنطقة. وتابع «قمنا بكافة التصريحات التي تزيل علامات الاستفهام، وعندما زار وزير الخارجية البحريني تركيا قلنا له بشكل واضح، «نحن نحاول جاهدين منع التصعيد وايجاد حل سريع لهذه الأزمة ونحن الآن رؤساء لمنظمة التعاون الإسلامي». مسافة واحدة وحول التصريحات التركية الأخيرة بشأن الأزمة، قال «نحن سمعنا كافة الأطراف وسمعنا الحياديين أيضاً ولا يمكن أن نكون منحازين إلى طرف معين»، لافتاً إلى أن كافة التصريحات موجودة على صفحة وزارة الخارجية يمكن للجميع قراءتها، فتركيا تقوم بتصريحات متوازنة وواضحة وعلى مسافة واحدة من الجميع. ونفى اوغلو أن يكون هناك تطابق بين وجهات النظر الإيرانية والقطرية، مضيفاً أن قطر تختلف مع ايران في قضايا اليمن وليبيا والعراق وسوريا، وهي تسير في هذه القضايا بنفس الاتجاه الذي تسير فيه تركيا والسعودية. تدويل الأزمة وعن تدويل الأزمة الخليجية بتدخل أطراف أوروبية والولايات المتحدة وأنقرة، أكد أن الحل يكمن في هذه المنطقة، «وكما قام صاحب السمو بالبدء بخطوة بنية سليمة وهو قائد يُحظى باحترام الجميع وهو محايد»، لافتاً إلى أنه «إذا لم يتمكن الخليجيون من حل الأزمة فيما بينهم فمن الطبيعي أن يتم اللجوء إلى الخارج وإذا شكوتم بعضكم إلى الخارج فهذا تصرف غير لائق». داعش وعن المقاتلين في صفوف داعش واحتمالية دخولهم إلى تركيا بعد الهزائم التي يتعرض لها التنظيم حالياً، أكد على أن تركيا تبذل الكثير من الجهود لمنع الإرهابيين الأجانب من الدخول إلى سوريا أو العودة منها، مضيفاً أنه تم القبض على 4500 إرهابي وتم إعادتهم إلى بلادهم، وحالياً هناك 1500 إرهابي أجنبي تم القاء القبض عليهم، وهناك تعاون مع استخبارات الدول التي جاء منها الإرهابيون، موضحاً أن تركيا لديها القدرة على حماية حدودها. ولفت إلى أنه «ليس لدي معلومات عن وجود كويتيين ضمن الإرهابيين المعتقلين لدينا والذين ينتمون إلى 125 دولة»، مبيناً أن من بين الموقوفين عدداً كبيراً من دول أوروبا. وحول الحديث عن الاستفتاء الذي سيجرى في اقليم كردستان العراق واستقلالها، قال أن تركيا تدعم وحدة وسلامة الحدود العراقية السورية، وقد أوضحنا بأنه «لن نسمح بإقامة دولة إرهاب في سوريا والعراق» وقرار الاستفتاء خطوة تصعيدية.
مشاركة :