يوجد اتفاق يكاد يكون إجماعا تاما بين المهتمين بدراسة مشكلة الفقر على اختلاف اختصاصاتهم بأن الفقر ليس وضعية ساكنة، بحيث يمكن احتواؤه بعملية واحدة، بل هو آلية متحركة بشكل سريع أحيانا، وباتجاهات وبنتائج غير متوقعة في كثير من الأحيان، هذه الآلية تتفاعل في إطار ثلاثي متداخل: الأمية والمرض والفقر، كل يغذي العنصرين المتبقيين. وهذا ما يجعل عملية قياس الفقر تنطلق من نمو عناصره، وعملية علاج الفقر تنطلق من علاج مسبباته. لقد تطورت المفاهيم المتعلقة بتعريف الفقر وتشعبت وبالتالي تطورت المؤشرات المعتمدة في تقييمه بحكم تطور حاجيات الفرد والمجتمع وتباين مستويات المعيشة ويبقى الفقر بغض النظر عن أساليب قياس مداه وتغلغله في أي مجتمع المشكلة الاقتصادية الأساسية التي عانى الإنسان منها منذ فجر التاريخ. في منتدى الغد 2011 " بشرونا " ان وزارة التخطيط ، كما فهمت، او آخرين تمكنوا من القضاء على الفقر المدقع، وبقي الفقر المطلق، قرأت كامل التصريح الذي ذهب الى الاستراتجية الوطنية للشباب ولم افهم، وحتى اليوم لم استوعب، يقول ديفيد غوردون من جامعة بريستول ان الفقر المدقع " وضع يتسم بالحرمان الشديد من الاحتياجات الانسانية، بما في ذلك الغذاء ومياه الشرب ومرافق الصرف الصحي والصحة والمأوى والتعليم والمعلومات، ولا يتوقف عند الدخل وانما ايضا على الوصول الى الخدمات" وبيان كوبنهاجن 1998 يشير الى " الفقر هو الحرمان من الخيارات والفرص وانتهاك لكرامة الانسان، ويعني نقصا في القدرة الاساسية على المشاركة على نحو فعال في المجتمع". مضى عامان او تزيد لا حديث عن الوعود والدراسات وما أنجز، ضاعت مئة مليون ريال مع الوزير الاسبق لدرس الفقر، ولم تظهر نتيجة واحدة حتى تاريخه، وعود الفقر مثل حملة الجوازات على المقيمين وهذا تعثر او تعطل نتيجة عدم واقعية الحديث والعمل الميداني الناقص غير المنظم، ربما نحتاج ذوي همم عالية يدركون معنى الوقت واولويات الانسان والوطن واحقية ان يعيش الانسان بكرامة. الفقر بأنواعه موجود في الشوارع والطرقات، في قرى وهجر المناطق ونلمسه في الاحياء واستعداد بعض المنازل غير الاعتيادي لشهر رمضان، بيوت بعض اهلنا في القرى ليست بعيدة منكم تحفظها السجلات للجمعيات الخيرية والموسرين بصدق، وحملة الاقامة تترنح في اسعار الخدمات قبيل شهر رمضان التي تتجاوز 2500 ريال. اظن والله اعلم ان صياغة قضايا الفقر بصورة غير نمطية اضافة الى عودة حملات تصحيح اوضاع العمالة غير الشرعية سوف تعيدان تصويب بعض اساليب ومفاهيم حياة الانسان في الوطن، على رغم ان جهود الانضباط تحتاج الى كثير من العزم والحزم وقبلها الارادة ثم الادارة الفاعلة، من يبدأ من يعلق الجرس. ولرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعاً وعند الله منها المخرج ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت اظنها لا تفرج
مشاركة :