بغداد ـ أعلن اتحاد القوى العراقية (الممثل الأكبر للسُنة في البرلمان)، الخميس، رفضه تضمين محافظة كركوك (شمال) بالاستفتاء المرتقب للإقليم الكردي شمالي البلاد. وقال الاتحاد في بيان ، إنه "يتحفظ على إجراء استفتاء بشأن استقلال الاقليم الكردي كون ذلك غير شرعي ومخالف لأحكام الدستور العراقي النافد في عددٍ من مواده ويمثل تجاوزا للاختصاصات الحصرية للسلطات الاتحادية، كما يرفض إجراء استفتاء في محافظة كركوك والمناطق المتنازع عليها". وكان محافظ كركوك نجم الدين كريم، قال الاحد الماضي إنه يدعم إجراء استفتاء الاستقلال في الاقليم الكردي وشمول محافظة كركوك به أيضًا. وحذر الاتحاد من "الإقدام على إجراءٍ كهذا لأنه يمهد إلى تقسيم العراق ويهدد أمنه وسيادته واستقلاله في وقت يخوض حرباً شرسة نيابة عن العالم ضد قوى الإرهاب العالمي مما يتطلب حشد كل الطاقات والجهود لتحقيق النصر النهائي في هذه المنازلة الشريفة". وأضاف أنه "سيسلم ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في بغداد رسالة تتضمن موقفه بهذا الخصوص". وتنص المادة 140 من الدستور العراقي على تطبيع الأوضاع في محافظة كركوك ومناطق أخرى متنازع عليها في نينوى وصلاح الدين (شمال) وديالى (شرق) ومن ثم إحصاء عدد السكان الذين سيقررون في الخطوة الأخيرة تحديد مصير مناطقهم بالإبقاء عليها تابعة لبغداد أو الانضمام للإقليم الكردي. والاستفتاء المزمع إجراءه في سبتمبر/ أيلول المقبل غير ملزم، ويتمحور حول استطلاع رأي سكان المحافظات الثلاث بالإقليم الكردي، وهي أربيل والسليمانية ودهوك، فيما إذا كانوا يرغبون بالانفصال عن العراق من عدمه. من جهته، قال طارق حرب عضو نقابة المحامين العراقيين إن محافظة كركوك وفقا للدستور العراقي من المناطق المتنازع عليها والخاضعة لاحكام المادة 140 والتي حددتها اليات منصوص عليها في الدستور والتي تضمن التطبيع والاحصاء والاستفتاء وجميعا لم تنجز حتى الان. واوضح حرب ان "اجراء استفتاء في كركوك مخالف لاحكام المادة 140 من الدستور التي حددت اجراء مرحلتين قبل اجراء عملية الاستفتاء". وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، قد عبر في وقت سابق عن رفضه ضمنيا لإجراء الاستفتاء في الإقليم. فيما، يقول الأكراد إنهم سئموا من نهج الحكومات العراقية المتعاقبة، منذ تأسيس الدولة الحديثة في عشرينات القرن الماضي، فيما يتعلق بقضاياهم وحقوقهم ومصيرهم. وتسيطر البيشمركة (القوات المسلحة للإقليم الكردي) على كركوك، باستثناء جيب جنوب غربي المحافظة لا يزال في قبضة تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي منذ فرار الجيش العراقي من المحافظة عقب اجتياح التنظيم شمال وغربي العراق في صيف 2014.