«الشيوخ» الأمريكي يقر عقوبات جديدة على إيران وروسيا

  • 6/16/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أقر مجلس الشيوخ الأمريكي بأغلبية ساحقة، أمس الخميس، عقوبات قاسية على كل من إيران وروسيا، وأرسل مشروع قرار إلى مجلس النواب يمنع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من تخفيف العقوبات ضد روسيا بشكل أحادي، وفيما يهدف القرار، الذي أقر بدعم واسع من الحزبين الجمهوري والديموقراطي، إلى جعل إيران تدفع ثمن «دعمها المستمر للإرهاب»، ومعاقبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على التدخل في انتخابات الرئاسة الأمريكية العام الماضي، وجعل من الصعب على البيت الأبيض تخفيف هذه العقوبات، اعتبر بوتين خلال حديثه التلفزيوني السنوي لمواطنيه، أمس، أن العقوبات الأمريكية الجديدة المقترحة ضد بلاده هي دليل على صراع سياسي داخلي في الولايات المتحدة، موضحاً أن سياسة فرض واشنطن العقوبات على موسكو بذرائع مختلفة تهدف دائماً إلى محاولة احتواء روسيا، وأن روسيا تأخذ في الاعتبار مسلك الدول التي تفرض عقوبات على موسكو عندما تقرر هي أن تفرض عقوبات على تلك الدول.وخلص مسؤولو أجهزة الاستخبارات الأمريكية إلى أن روسيا شنت حملة لتقويض العملية الانتخابية في الولايات المتحدة اشتملت على عمليات تجسس وهجمات قرصنة معلوماتية لترجيح كفة ترامب في الانتخابات.وقال السناتور الديمقراطي البارز تشاك شومر قبل التصويت «لم نكتف بإقرار مجموعة جديدة من العقوبات القاسية على روسيا بسبب تدخلها في انتخاباتنا؛ بل حولنا العقوبات الحالية إلى قانون ما يجعل إلغاءها أصعب، وتحركنا لكي نجعل للكونجرس، وليس للرئيس الحكم النهائي في تخفيف العقوبات عند الضرورة». وأضاف: «هذا القانون يقضي على أية فكرة بأن الرئيس يمكن أن يرفع العقوبات وحده لأي سبب كان».وكان مشروع القرار الأصلي يتعلق حصرياً بفرض عقوبات جديدة على إيران، إلا أن أعضاء الكونجرس ألحقوا تعديلاً اقترحه الحزبان بشأن روسيا في وقت سابق من هذا الأسبوع.وجاءت هذه الزيادة وسط أزمة يعانيها البيت الأبيض تتعلق بتحقيق في احتمال تواطؤ أعضاء من حملة ترامب الانتخابية مع روسيا في مساع للتدخل في انتخابات الرئاسة 2016.وينص القرار على الحصول على موافقة الكونجرس في حال تخفيف أو تعليق أو إلغاء العقوبات المفروضة على روسيا.كما يحوّل إلى قانون العقوبات التي فرضت بموجب مرسوم أصدره الرئيس السابق باراك أوباما خاصة ضد قطاع الطاقة الروسي.كما يفرض عقوبات جديدة على «فاسدين روس» من المتورطين في انتهاكات خطرة لحقوق الإنسان أو الذين يزودون نظام الرئيس السوري بشار الأسد بالأسلحة، أو أشخاص يقومون بنشاطات «معلوماتية خبيثة» بإيعاز من الدولة الروسية.وقال بوب كروكر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ «هذا قانون قوي للغاية»، وأضاف «اليوم يؤكد مجلس الشيوخ الأمريكي تحمله مسؤولياته» المتعلقة بالسياسة الخارجية. وفي موسكو، رد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الخميس، على أسئلة مواطنيه على مدى ساعات متطرقاً إلى همومهم اليومية وصولاً إلى حياته الشخصية خلال جلسة متلفزة طغى عليها قلق شعب يرزح تحت وطأة سنوات من الأزمة الاقتصادية.وهذا الظهور الإعلامي السنوي تخللته هذه السنة سلسلة رسائل نصية مسيئة ظهرت على الشاشة موجهة إلى بوتين الذي لم يعلن بعد إن كان سيترشح لولاية رابعة؛ وذلك قبل تسعة شهور من الانتخابات الرئاسية عام 2018.وبين الرسائل التي وردت في أسفل شاشة التلفزيون «ثلاث ولايات رئاسية، هذا يكفي!» و«متى ستتوقف عن انتهاك الدستور؟» و«متى ستعيد السلطة إلى الشيوعيين».ولم يرد الرئيس على هذه الأسئلة كما لم توجه إليه أسئلة بعد أكثر من ثلاث ساعات من البرنامج حول توقيف أكثر من 1720 متظاهراً نزلوا إلى الشارع، الاثنين، تلبية لدعوة المعارض الروسي اليكسي نافالني، للاحتجاج على فساد النخب.وتناولت غالبية الأسئلة هذه السنة الصعوبات الاقتصادية التي يواجهها الشعب في مختلف أنحاء البلاد، وخصوصاً في الأقاليم، من رواتب متدنية وصولاً إلى عدم كفاءة المسؤولين المحليين، وعدم فاعلية الإدارات والكوارث البيئية والافتقار للبنى التحتية.وقالت شابة في منطقة مورمانسك (شمال) مصابة بمرض السرطان أمام مستشفى لم يستكمل بناؤه بعد «ساعدنا، فلاديمير فلايديميروفيتش! نريد العيش وليس الاستمرار».ويأتي ذلك غداة اعتماد مجلس الشيوخ الأمريكي عقوبات جديدة ضد روسيا، في قرار انتقده بشدة بوتين معتبراً أنه يصب في إطار سياسة واشنطن «لاحتواء» موسكو.وقال: «في كل مرة يشعر فيها شركاؤنا في العالم بأن روسيا تشكل منافساً مهماً، يعتمدون عقوبات تحت مختلف الذرائع». وذكر بأن هذا الأمر حصل «في الحقبة السوفياتية وحتى قبل ثورة أكتوبر (1917). لا شيء غير معتاد هنا».ودعا بوتين الولايات المتحدة إلى التعاون مع روسيا في القضايا الدولية الرئيسية، قائلاً: «نحن لا نعتبر أمريكا عدوتنا».ورداً على سؤال حول مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق جيمس كومي، الذي أقاله الرئيس دونالد ترامب في أوج العاصفة حول التدخل المزعوم للكرملين في حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، قارن بوتين ممازحاً بين كومي وادوارد سنودن العميل السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكي الذي لجأ إلى روسيا بعدما كشف عن برامج المراقبة لدى الوكالة.وقال الرئيس الروسي «إذا فتح تحقيق بحقه، فنحن مستعدون لمنحه اللجوء السياسي في روسيا. يجب أن يعلم ذلك».ولم يفوت بوتين فرصة توجيه سهامه لأوكرانيا التي وصلت علاقاتها مع روسيا إلى أدنى مستوياتها منذ ضم موسكو في مارس/‏ آذار 2014 شبه جزيرة القرم وثلاث سنوات من النزاع الدموي في الشرق الانفصالي. (وكالات)

مشاركة :