التقى سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، أمس، وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، وذلك في اليوم الأول لزيارة سموه إلى الولايات المتحدة الأميركية التي تستغرق يومين، وتتضمن مناقشات مع كبار المسؤولين. وأطلع سموه - خلال اللقاء - وزير الخارجية الأميركي على الإجراءات التي اتخذتها دولة الإمارات العربية المتحدة والدول الأخرى ضد قطر بسبب دعمها المتواصل لأفراد وجماعات متطرفة، مؤكداً أنه يتعين على الدوحة اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف تمويل الجماعات الإرهابية والامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية لجيرانها، وإنهاء استخدام منابرها الإعلامية للتحريض وتشجيع التطرف. وتوجه سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، بالشكر إلى تيلرسون لأخذه زمام المبادرة لتقوية علاقات الولايات المتحدة بشركائها الإقليميين، مشيداً سموه بنهجه الحازم ضد التطرف. ووافق سموه على اقتراح معالي وزير الخارجية الأميركي للمساعدة على تسهيل التوصل إلى تسوية دبلوماسية لمعالجة التهديدات للمصالح المشتركة لدولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة واستقرار المنطقة بشكل عام. وأكد سموه الدور الحيوي لدولة الإمارات العربية المتحدة بوصفها نموذجاً للاستقرار الإقليمي والانفتاح والتقدم في الشرق الأوسط. وناقش الوزيران، خلال اللقاء، برنامجاً إيجابياً لمستقبل المنطقة، يتضمن توفير فرص أكبر للشباب، ومضاعفة التركيز على الابتكار والمشاريع الرائدة، والنهوض بمكانة المرأة في المجالات كافة. سلسلة لقاءات وفي وقت سابق أمس، اجتمع سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان مع وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوشين، حيث ناقش الجانبان الجهود المشتركة لإغلاق شبكات تمويل الإرهاب و«القائمة الجديدة» التي أصدرتها دولة الإمارات ودول أخرى بالمنطقة أخيراً، والتي صنفت فيها 59 شخصاً و12 كياناً على قوائم الإرهاب المحظورة. كما تطرق الوزيران إلى أهمية المحافظة على البيئة الاستثمارية المفتوحة التي أسهمت في تحقيق فائض تجاري بقيمة 19 مليار دولار لمصلحة الولايات المتحدة في عام 2016 كثالث أكبر فائض تجاري لأميركا عالمياً. وهو الأمر الذي من شأنه المساعدة على دعم مئات آلاف فرص العمل في الولايات المتحدة، فضلاً عن أن دولة الإمارات لا تزال أكبر سوق للصادرات الأميركية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لمدة 8 سنوات على التوالي. كما عقد سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان اجتماعات مع الجنرال هيربرت ماكماستر، مستشار الأمن القومي الأميركي، ودينا باول، نائبة مستشار الأمن القومي الأميركي، حيث تركزت المناقشات على سبل التعاون لتعزيز الأمن الإقليمي. وأطلع سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان كبار المسؤولين الأميركيين على الخطوات التي تبنتها دولة الإمارات ودول أخرى لمجابهة دعم قطر للتطرف، كما تطرقوا أيضاً للعمليات المشتركة الجارية لهزيمة «تنظيم القاعدة» في شبه الجزيرة العربية و«حركة الشباب» و«داعش» وغيرها من الجماعات المتطرفة في المنطقة. كما اجتمع سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، مع بعض أعضاء الكونغرس وأعضاء في لجنة الشؤون الخارجية، وهم السيناتور روي بلنت، وإليانا روس - لثنين، والنائب تبد دوتش، والنائب تيد ليو، والنائب توماس سوزي. حضر اللقاءات يوسف مانع العتيبة، سفير الدولة لدى الولايات المتحدة الأميركية. وكان معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، قال في تغريدات على «تويتر»: إن «صعوبة موقف الشقيق فرض اللجوء إلى مهندس سياسته الخارجية السابق، حضور لم يقنع، فسجل السلبيات طويل، يبقى أن يعالج الشقيق أصل المشكلة لا قشورها». وأضاف: «الأزمة بين الشقيق وأشقائه ليست بالمبارزة الإعلامية، فكيف تخسر الجار والقريب، وتعتقد واهماً أن البعيد والحزبي والمتطرف والإرهابي سند وعضيد؟». فحوى الأزمة وكان معاليه أكد أن المشكلة الأساسية مع قطر تكمن في أن الحملة الدبلوماسية والإعلامية التي تقوم بها لا تعالج فحوى الأزمة، ألا وهي دعمها للتطرف والإرهاب. وأضاف، في تغريدات متأخرة ليل الأربعاء، أن معالجة القضية الجوهرية لتمويل المجموعات المتطرفة من قبل قطر هي الأساس. وأكد أن الأضرار المترتبة على سياسة قطر الحالية كبيرة جداً، فالصلة مع المجموعات الإرهابية والمتطرفين أمر لا يمكن على الإطلاق فهمه. وأضاف: «حان الوقت لتغيير هذا النهج». وكان وزير شؤون الدولة قال، في تصريحات سابقة، الثلاثاء، إن مفتاح حل الأزمة مع قطر يكمن في نبذ سياسة دعم التطرف والإرهاب. وكان وزير الخارجية السعودي قال أيضاً، الثلاثاء، إن المملكة العربية السعودية استخدمت حقها في منع قطر من استعمال مجالها الجوي والبحري، مؤكداً أن المملكة قاطعت قطر، إلا أنها لم تحاصرها. تغيير مسار في غضون ذلك، التقت ريتنو مارسودي، وزيرة خارجية أندونيسيا، معالي عبد الرحمن بن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، مبعوثاً للدولة لشرح موقف الإمارات بشأن قطع العلاقات مع قطر. وأوضح معالي العويس، خلال اللقاء، أن الإجراء الذي اتخذته المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية جاء بعد محاولات حثيثة لتغيير مسار السياسة القطرية في المنطقة التي أبت دوراً رئيساً كمنصة لدعم التطرف والإرهاب. تفجيرات مانشستر وعلى جانب آخر، عبر السفير البحريني في لندن، فواز بن محمد آل خليفة، في مقابلة حصرية مع صحيفة «تليغراف» البريطانية، عن قلقه من ارتباط قطر بالجماعات الليبية الإرهابية، وبالتالي علاقتها بالمسؤول عن تفجيرات مانشستر الأخيرة، التي راح ضحيتها 22 شخصاً. وأبدى السفير استياءه بعدما ربطت تقارير الانتحاري المسؤول عن تفجيرات مانشستر سلمان العبيدي، بجماعات ليبية إرهابية مدعومة من الدوحة. وقال إن «هناك قلقاً متزايداً في البحرين من علاقات تربط المجموعات الإرهابية المتطرفة المدعومة من قطر، والجماعات الإرهابية التي ترتكب الفظائع مثل تلك التي شهدتها بريطانيا أخيراً». التصدي لممولي الإرهاب من جانبه، طالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، في محادثات مع مدير المخابرات الأميركية مايك بومبيو، بالتصدي للدول التي تموّل الإرهاب وتوفر الغطاء السياسي والإعلامي له. وبحث السيسي وبومبيو، الذي يزور القاهرة حالياً، عدداً من القضايا الإقليمية والدولية، وخاصة الأوضاع الراهنة مع قطر، ومكافحة الإرهاب والأزمات القائمة في المنطقة. وأكد السيسي، في هذا الصدد، ضرورة تعزيز جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة، ومواجهة التنظيمات الإرهابية بمعيار واحد. وشدد السيسي على أن مصر تبذل أقصى الجهد لدعم الجهود الرامية لتسوية الأزمات القائمة في عدد من دول المنطقة، والتوصل إلى حلول سياسية لها. وقال السيسي إنه لا يتوقع أن تتسبب أزمة قطر في نشوب حرب بالمنطقة. وعلى صعيد متصل، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن مصر تقوم بتحركات ضد قطر في الأمم المتحدة، لكنه لم يوضح طبيعة هذه التحركات، لكنه أضاف: «سوف يظهر خلال الأيام المقبلة أن هناك تحركاً مؤثراً، وسنستمر في استخدام كل قدراتنا للدفاع عن أمننا القومي».
مشاركة :