تنتظر الحكومة المصرية الجديدة ملفات عاجلة أبرزها الإعلان عن الموقف النهائي من دعم الطاقة، خصوصاً في ظل توجهات رسمية إلى ترشيد الدعم الذي يكلف موازنة الدولة 20 بليون جنيه سنوياً (2.8 بليون دولار)، ومن المزمع بلورة موقف رسمي من هذا الملف الشائك الذي أرجئ إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية وتشكيل حكومة جديدة. وأمس أعاد الرئيس الجديد عبدالفتاح السيسي تكليف رئيس الحكومة المنتهية ولايته إبراهيم محلب برئاسة الحكومة الأولى في هذا العهد أمس بعدما توجه محلب إلى مقر رئاسة الجمهورية لتقديم استقالته إلى السيسي وهو إجراء متبع دستورياً عقب انتخاب رئيس جديد. وفيما اتفق على بعض القرارات المهمة الخاصة بإعادة هيكلة الدعم، منها زيادة سعر الكهرباء للشرائح الأكثر استهلاكاً، يأتي ملف الاستثمار والتشغيل على قائمة الملفات التي على الحكومة التعامل معها، بعد زيادة معدلات البطالة إلى ما يزيد على 13 في المئة خلال السنوات الثلاث الماضية. وتسعى الحكومة إلى زيادة الاستثمارات، خصوصاً من السعودية والإمارات والكويت. وعقد وزير التــجارة والصناعة والاستثمار منير فخري عبدالنور لقاء مع نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي الذي يزور مصر على رأس وفد من المسؤولين العراقيين البارزين للمشاركة في احتفال تنصــيب الرئيس والبحث في تنمية العلاقات المشتركة لفتح آفاق جديدة بين البلدين. وحضر اللقاء سفير العراق في القاهرة ضياء الدباس، وتناولت المحادثات أهمية توسيع العلاقات التجارية والاقتصادية المشتركة، خصوصاً ضرورة القضاء على العوائق التي تحول دون تدفق وانسياب المنتجات والسلع بين البلدين. وأوضح عبدالنور في بيان ان اللقاء استعرض أيضاً احتياجات الجانب العراقي من السلع المصرية وأهمية زيادة تواجد الشركات المصرية في السوق العراقية، ودور العمال المصريين في إعمار العراق، مؤكداً في هذا الصدد أنه سيترأس وفداً من رجال الأعمال المصريين لزيارة بغداد خلال الشهرين المقبلين للتعرف على الفرص المتاحة في السوق العراقية وعقد شراكات بين الشركات المصرية ونظيرتها العراقية. وأشار إلى ان هناك اتفاقاً في الرؤى بين الجانبين على ضرورة محاربة الإرهاب والقضاء عليه لتحقيق الأمن والاستقرار بين شعوب الأمة العربية بأسرها. ولفت إلى ان العلاقات التجارية بين البلدين لا ترقى إلى طموحات البلدين على رغم ان الصادرات المصرية إلى السوق العراقية تضاعفت خلال 2013 وبلغت 775 مليون دولار في مقابل 485 مليوناً خلال 2012 فيما شهدت الواردات المصرية من العراق تراجعاً بلغ 315 مليون دولار خلال 2013 في مقابل 578 مليوناً خلال 2013. وأكد الخزاعي ان بلاده تنتظر استعادة مصر مكانتها الطبيعية في العراق للمساهمة في توفير احتياجات شعبه من السلع والمنتجات وكذلك الاستفادة من الخبرات المصرية الكبيرة في الإعمار الذي يستهدف خلال المرحلة المقبلة إنشاء مليوني شقة سكنية وخمسة آلاف مدرسة بالإضافة إلى بناء مستشفيات في مختلف أنحاء العراق إلى جانب إعادة تأهيل المصانع المعطلة لتشغيلها مرة أخرى. كما عقد عبدالنور لقاء مع وزير الصناعة والتكنولوجيا الصيني مياوي وي، الذي مثّل الرئيس الصيني في احتفال تنصيب الرئيس المصري. واستعرض اللقاء الذي حضره وفد مرافق للوزير الصيني العلاقات الاقتصادية بين الجانبين وأهمية تنميتها لخدمة مصالح الشعبين المصري والصيني. وشهد اللقاء سفير الصين في القاهرة سونغ إيغوه. ولفت إلى حرص الحكومة المصرية على الاستفادة من الخبرة الصينية المتميزة في مجال إدارة المناطق الصناعية والطاقة الجديدة والمتجددة خصوصاً الطاقة الشمسية سواء لإنتاج الألواح أو الخلايا الشمسية باستخدام الرمال المصرية التي تعد من أجود أنواع الرمال المستخدمة عالمياً في هذا الغرض، مؤكداً في هذا الصدد ان وزارة الكهرباء تعكف حالياً على إعداد تصور شامل بأسعار شراء الكهرباء من المنتجين من القطاع الخاص بحيث تكون أسعاراً اقتصادية وجاذبة للمستثمرين في هذا المجال. وأشار عبدالنور إلى ان المحادثات تناولت أهمية معالجة الخلل في الميزان التجاري بين البلدين وبلغ حجم التبادل التجاري سبعة بلايين و362 مليون دولار بين كانون الثاني (يناير) وأيلول (سبتمبر) 2013، منها نحو ستة بلايين لمصلحة الجانب الصيني، ما يتطلب مزيداً من التنسيق والتعاون بين الجانبين لتسهيل نفاذ المنتجات المصرية إلى السوق الصينية، لافتاً إلى إمكانية إقامة استثمارات صينية جديدة في مصر يخصص جزء من إنتاجها للتصدير إلى الصين، الأمر الذي سيساهم في زيادة الصادرات المصرية إلى السوق الصينية ويوفر فرص عمل جديدة للعمال المصريين. الطاقةالحكومة المصرية