رفض «المجلس العسكري لثوار الفلوجة» المؤتمر الذي ترعاه الحكومة لحل الازمة الامنية في الأنبار، مؤكداً ان الغرض منه «شق صفوف عشائر المحافظة». ودعا رئيس الوزراء نوري المالكي امس المعنيين بالمؤتمر الى الإسراع في عقده، وتعهد «الصفح عن الجميع باستثناء الذين تلطخت ايديهم بدماء العراقيين»، وقال: «علينا ألا نضع خطوطاً حمراً على احد، وأن نضم الجميع». وقال مصدر عشائري في «المجلس العسكري لثوار الفلوجة» لـ «الحياة» امس ان «المؤتمر الذي ترعاه الحكومة محاولة لخلق فتنة بين عشائر الأنبار وليس لمناقشة الازمة وحلّها». وأضاف ان «شيوخ العشائر الذين سيحضرون المؤتمر لا يمثلون جميع السكان كما انهم لا يمتلكون ثقلاً لدى الفصائل المسلحة على الارض»، وأشار الى ان «الحكومة ستروّج لدى الرأي العام انها تريد السلام ولكنها في الواقع تعمل على العكس». ولفت الى ان «المؤتمر يراد منه حشد عشائر في الأنبار ضد عشائر اخرى من خلال تشكيل فصائل مدعومة من الحكومة بالمال والسلاح على ان تكون رأس حربة القوات الامنية وتقتحم الأحياء والازقة». وأوضح ان «اي مفاوضات تتعلق بالأنبار لن يكتب لها النجاح من دون الحوار مع اصحاب القرار الميداني على الارض، أي الفصائل المسلحة التي تستطيع تغيير المعادلات الامنية وليس شيوخ العشائر الذين لديهم علاقات مع عشائرهم فقط». ولفت المصدر الى ان «اللقاءات التي أُجريت في عمان قبل اسابيع كانت اهم مفاوضات أُجريت لحل ازمة الأنبار، ولكن الحكومة انسحبت منها في اللحظة الاخيرة وبادرت بتنفيذ هجوم مباغت على الفلوجة كان مصيره الفشل». وزاد: «إذا أرادت الحكومة اقتحام الفلوجة، عليها ان تحضّر نفسها لمعارك داخل كل حي وزقاق. وقد فشل الجيش حتى الآن في تأمين أحياء جنوب الرمادي لا تزيد مساحتها على 10 كلم». الى ذلك، قال المالكي اول من امس عقب حضوره الاجتماع الاول للجنة التحضيرية للمؤتمر إن «الأنبار مفتاح الحل، منها يمكن ان نتحرك لتوطيد الوحدة الوطنية وتعزيز الأخوّة بين العراقيين جميعاً»، وشدد على اهمية «الانفتاح على الجميع وعدم استثناء احد، فالهدف من المؤتمر هو جمع الشمل وإعادة اللحمة». وأضاف أنه «سيتم الصفح عن الجميع إلا الذين تلطخت ايديهم بدماء العراقيين»، وأكد أن «الحكومة ستسقط الحق العام عن كل الذين أخطأوا وغُرّر بهم ومالوا الى صفوف العدو، وستفتح صدرها لكل من يريد مراجعة مواقفه والالتحام بالصف الوطني». وأعرب عن أمله بأن «يحل شهر رمضان الكريم وقد هيأنا الأجواء اللازمة لعودة العائلات النازحة وإطلاق عملية إعمار شاملة في الأنبار وتعويض المتضررين كافة»، داعياً إلى «الإسراع بعقد المؤتمر». العراق
مشاركة :