قتلت راعية أغنام الجمعة في انفجار لغم زرعه جهاديون بجبل السلوم من ولاية القصرين في وسط غرب تونس والواقعة على الحدود مع الجزائر. راعية الأغنام كانت في الخمسينات من عمرها حين توغلت نحو كيلوومتر واحد بمنطقة عسكرية مغلقة بجبل السلوم فانفجر لغم زرعه إرهابيون. وخلف الانجار نزيفا حادا للسيدة التي توفيت متأثرة بالإصابة. حادث مشابه ويوم 12 حزيران/يونيو الماضي، توفي ملازم أول بالجيش التونسي “بعد تعرضه لمضاعفات نتيجة انفجار لغم ليلة الجمعة 9 حزيران/يونيو بجبل ورغة بالكاف” (شمال غرب). وزرعت “كتيبة عقبة بن نافع” (الجناح التونسي من تنظيم القاعدة) التي يتحصن عناصرها في جبال ثلاث ولايات تونسية حدودية مع الجزائر هي القصرين وجندوبة والكاف (شمال غرب)، ألغاما في جبال لمنع تقدم قوات الأمن والجيش، وفق السلطات. وخططت الكتيبة، بحسب وزارة الداخلية التونسية، لتحويل تونس إلى “أول إمارة اسلامية في شمال إفريقيا” بعد الإطاحة مطلع 2011 بنظام الرئيس زين العابدين بن علي. وزارة الدفاع تعلن الجبل كمنطقة عسكرية مغلقة وفي نيسان/أبريل 2014 أعلنت وزارة الدفاع جبال “الشعانبي” (أعلى قمة) و“سمامة” و“السلوم” و“خشم الكلب” و“الدولاب” و“عبد العظيم” من ولاية القصرين، وجبل مغيلة الواقع بين ولايتي القصرين، وسيدي بوزيد (وسط غرب) مناطق “عسكرية” مغلقة. وأرجعت وزارة الدفاع آنذاك هذا الإجراء الى “تنامي نشاط شبكات الجريمة المنظمة في تجارة الأسلحة والذخيرة والمخدرات وتهريب المواد الخطرة عبر الحدود، واستعمال السلاح ونصب الكمائن والألغام غير التقليدية ضد العناصر العسكرية والأمنية، وتضاعف التهديدات من قبل التنظيمات الإرهابية المتمركزة بالمنطقة”. ومنذ الاطاحة بنظام بن علي وحتى اليوم، قتل في تونس أكثر من مئة من عناصر الأمن والجيش و59 سائحا أجنبيا وأكثر من عشرين مدنيا في هجمات لجماعات جهادية أو في مواجهات بين هذه الجماعات وقوات الأمن والجيش، أو في انفجار ألغام زرعتها بمناطق جبلية، وفق إحصائيات لوزارتي الدفاع والداخلية.
مشاركة :