توفي المستشار الالماني الاسبق هلموت كول، مهندس توحيد ألمانيا، الجمعة عن 87 عاما وفق ما ذكرت صحيفة بيلد التي كانت ادارتها قريبة جدا من هذه الشخصية البارزة في تاريخ ألمانيا المعاصر. وقالت الصحيفة ان كول توفي "هذا الصباح في منزله في لودفيغشافن" في جنوب غرب ألمانيا. وقالت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ان كول "غير حياتي في شكل حاسم" عبر الدور الذي أداه في إعادة توحيد ألمانيا. وأضافت ميركل من روما "نحن الألمان كنا محظوظين" بكول الذي كان مستشارا بين 1982 و1998. وتابعت "مثل ملايين آخرين، تمكنت من العبور من ديكتاتورية جمهورية ألمانيا الديموقراطية الى الحرية. كل ما حصل في السنوات ال27 التالية من الأمس الى اليوم لم يكن ممكنا لولا هلموت كول. انني ممتنة له شخصيا في شكل كبير". ووصف شتيفن سيبرت المتحدث باسم ميركل المستشار الراحل بانه "أوروبي عظيم". وكتب على موقع تويتر "حزن كبير على الماني عظيم وأوروبي عظيم". وعلق الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عبر تويتر "مع هلموت كول نخسر أوروبيا عظيما جدا"، مؤكدا انه "كان احد الرجالات العظام في أوروبا والعالم الحر". وقال المتحدث باسم الامم المتحدة ستيفان دوجاريك ان الامين العام للمنظمة انطونيو غوتيريش "تاثر كثيرا" لاعلان وفاة كول الذي "كان صديقا شخصيا له". وصرح دوجاريك للصحافيين "الجميع يعلمون الدور التاريخي الذي اداه في اعادة توحيد المانيا" بعد سقوط جدار برلين "وكذلك في القيادة التاريخية التي منحها لاوروبا عبر اتمام اعادة التوحيد على اكمل وجه". وفي بيان صدر لاحقا، ذكر المتحدث بان "اوروبا اليوم هي ثمرة رؤيته وصلابته رغم العوائق الهائلة". واعتبر رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر الجمعة ان كول كان "جوهر أوروبا في ذاتها". وكتب يونكر على موقع تويتر ان "وفاة هلموت كول تؤلمني كثيرا. انه صديقي وجوهر أوروبا في ذاتها. سنفتقده كثيرا". بدوره، وجه الرئيس الاميركي الأسبق جورج دبليو بوش تحية الى المستشار الأسبق الراحل معتبرا في بيان انه "صديق حقيقي للحرية وأحد أكبر قادة أوروبا في مرحلة ما بعد الحرب" العالمية الثانية. وقال الرئيس السوفياتي الاسبق ميخائيل غورباتشيف على موقعه الالكتروني ان كول "كان من دون شك شخصية استثنائية ستترك بصمتها في التاريخ الالماني والاوروبي والدولي". وذكر بان كول "اثبت اهتماما عميقا بروسيا" و"حذر الغرب من اي موقف يزدري بمصالح روسيا"، معتبرا انه نجح "في اخذ مصالح الاخرين في الاعتبار وتجاوز الريبة الشاملة لبلوغ ثقة متبادلة".
مشاركة :