حلويات رمضان.. ذكريات «الفريج» وطقوس الزمن القديم

  • 6/17/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق: زكية كردي للحلويات الرمضانية سكر مختلف له طعم الطقوس المحببّة، وحلاوة حب الأمهات وسعادتهن، وهن يحملن أطباقهن المدللة لتبهج اجتماع الأهل والأصدقاء، في أمسيات أيام وليالي رمضان الجميلة. قد يختلف الطبق المحبّب بين شخص وآخر، وقد يكون لقيمات مشبعة بدبس التمر، أو مهلبية باردة، أو قطعة كنافة غنية بالجبن، أو القشطة، أو المانجو، حسب آخر الابتكارات، وقد يكون قطعة قطايف ساخنة مزينة بالفستق الحلبي والقرفة، أو أي نوع ارتبط بذاكرة وتفاصيل شهر الصيام، وصار طقساً محبباً فيه، فتختلف المسميات والحلو واحد.بعد ساعات الصيام الطويلة يشعر جسم الإنسان بحاجة إلى كمية من السكريات، لهذا يعتبر طبق الحلويات ضرورياً بعد الإفطار، ولكي تحافظ على صحة عائلتها قدر الإمكان، تحرص ميساء سواس، ربة منزل على إعداد الحلويات الخفيفة لهم فى المنزل، وتقول: «هناك أنواع من الحلويات تعتبر خفيفة مقارنة بغيرها، مثل المهلبية، والرز بحليب؛ لهذا أقوم بتحضيرها مرات عديدة فى رمضان، كما أبتكر فيها حتى لا يشعر أفراد عائلتي بالملل منها، وأعد لهم أنواعاً أخرى أيضاً مثل القطايف المنزلية، حتى أتحكم فى طريقة تحضيرها فأضعها فى الفرن وأدهنها بالزيت، بدل القلي لتكون صحية أكثر، وأحاول التحكم في كمية القطر والقشطة أو المكسرات المضافة إليها».خيارات لا تعدلعل التحضير للمائدة الرمضانية فى البيت الإماراتي أصبح مقروناً بطبق اللقيمات، الذي يعتبر طقساً محبباً فى الشهر الكريم، حسب زينب السيد «أم سعيد»، ومن الحلويات التي كانت سائدة فى الماضي تذكر الخنفروش، وهو حلوى تشبه اللقيمات، تحضر من السميد أو الذرة، و الساقو، والعصيدة، وعن الخيارات الكثيرة المتوفرة اليوم، تقول: «اليوم لدينا خيارات لا تعد و لا تحصى مثل الكنافة، والبسبوسة، والمقطوعة، وجميعها طرأت عليها التعديلات فأصبحنا نرى منها أشكالاً وأنواعاً، لكن يبقى طبق اللقيمات هو الأصل، وهو الأكثر تكراراً».ويعتبر طبق الحلويات الذي تحضر به الأم فى السهرة أشبه بجرعة من الدلال الدافئ الذي تغمر به عائلتها، ويكون له طعم خاصة عندما يكون من إعدادها، لهذا تستمتع علا ألدن «ربة منزل» بالتنويع في أطباق الحلويات التي تعدها لعائلتها يومياً. وتقول: «أحب الطبخ بطبيعتي، فهو هوايتي المفضلة؛ لهذا أعتبر شهر رمضان مناسبتي المفضلة، فأتفنن في الحلويات الرمضانية التقليدية والمعتادة، وأبتكر الإضافات عليها أحياناً»، وعن الحلويات التي تفضلها عائلتها فى رمضان تذكر أن «القطايف العصافيري» هو الطبق الأقرب إلى قلب أبنائها.النكهة الأصليةبدون شك هناك أنواع من الحلويات نراها تنتشر فى رمضان على وجه الخصوص، ومنها ما لا نراه إلا فى هذا الشهر الكريم، وأيضاً لكل بلد أو مدينة طقوسها وحلوياتها الخاصة، مثل «قرص المعروك» الذي يشتهر فى سوريا، والذي يعتبره حسن جعفر «موظف مبيعات» من أهم طقوس رمضان إلى جانب السوس، وعلى الرغم من أنه من الصعب أن نجده بنفس النكهة الأصلية المعتادة إلا أن وجوده بحد ذاته يدغدغ ذكريات رمضان. وعن التغييرات التي طرأت على هذه الحلوى يذكر أنه فى الماضي كان يأتي بنكهة واحدة دون أي حشوات، لكن منذ سنوات بدأ الطهاة يتفننون في تحضيره فيحشونه مرة بالقشطة، ومرة أخرى بالتمر، لكن تبقى النكهة الأصلية هي المحببة والمفضلة لدى معظم الناس.أما عشاق الحلويات فتحلو الحياة بالنسبة لهم مع كل هذا التنوع الذي تشهده محالات الحلويات والبيوت فى رمضان، حسب روعة محمد، ربة منزل. وتقول: «لست من محبي الطعام. الحلويات عندي هي الطبق الأهم، ولهذا أعتبر شهر الصوم محبباً إلى قلبي؛ لأنني أرى الجميع ينضمون إليّ ويحتفون بأطباق الحلويات مثلي، فتصبح الحلوى طبقاً أساسياً وضرورياً فى رمضان، فى حين يتحاشى معظم الناس الاستسلام لرغباتهم بتناولها طوال العام، من أجل الحفاظ على الوزن والحميات الغذائية، لكن في الشهر المبارك تغيب إلى حدّ ما هذه الأفكار فيستسلم الناس لجمال الطقوس، ويقرروا العيش على طبيعتهم»، وعن طبقها المفضل من الحلويات الرمضانية تذكر الكنافة، والقطايف، واللقيمات.تغييرات جديدةوعن التغييرات التي طرأت فى السنوات الأخيرة على الحلويات الرمضانية التقليدية، وغير التقليدية يخبرنا محمد سقعان «الشيف الرئيسي ومؤسس مطعم سرجون»، أنه إضافة إلى التجارب الكثيرة التي يقوم بها الطهاة لابتكار نكهات جديدة تسعد الناس، لدينا أيضاً اتجاه عام لدى الناس يتمحور حول الاهتمام بالغذاء الصحي، وهذا الاتجاه لاقى اهتماماً من قبل الطهاة اللذين بدؤوا يسعون لابتكار أفكار وأساليب طهي صحية أكثر يضيفونها إلى الحلويات التقليدية التي يفضلها الناس فى شهر رمضان، ومنها ما لاقت تفاعلاً ورواجاً لدى الناس مثل الاستغناء عن القلي، واستبداله بالشيّ بالفرن، حيث يقوم الشيف بدهن الحلويات التي تحتاج إلى القلي بالزيت، ووضعها في الفرن لتعطي طعم القلي بسعرات حرارية أقل، وأيضاً لدينا الاتجاه إلى إدخال الفواكه في الحلويات، مثل إضافة المانجو إلى الكنافة، أو حشو بعض الأنواع المعروفة بأنواع من الفاكهة الملائمة للطعم، مثل القطايف، التي لم تنتشر بعد بهذا الشكل، لكنها بدأت تحضر بهذه الطريقة، وليس بالضرورة أن تكون الفاكهة طازجة طبعاً، فهي تطهى بطريقة معينة. وعن الحلويات الأكثر انتشاراً فى رمضان يوضح أن الكثير من الحلويات تكون موجودة على مدار العام، لكننا لا نتذكرها إلا خلال الشهر المبارك بحكم العادة، مثل النمورة، والوربات المحشية بالقشطة، والقطايف، والبسبوسة، التي أصبحت تحشى بالقشطة أيضاً، واللقيمات، لكن بدون شك هناك أنواع من الحلويات التي لا نراها إلا فى رمضان فقط، مثل الناعم، والمعروك.

مشاركة :