في ضوء اهتمام وزارة التربية والتعليم بالنشء وبالموهوبين بشكل عام والموهوبين رياضيًا بشكل خاص جاءت فكرة انشاء أكاديميات متخصصة في لعبة كرة القدم ليتم انتقاء اللاعبين الموهوبين وتدريبهم لتشكيل منتخبات مدرسية تمثل مملكة البحرين في المسابقات الخليجية والإقليمية والدولية، ولتسليط الضوء أكثر التقينا الدكتور عصام عبدالله رئيس قسم التربية الرياضية: بداية حدثنا عن مشروع أكاديميات كرة القدم بالمدارس؟ فكرة إقامة أكاديمية لكرة القدم فكرة رائدة بالنسبة لدول الخليج العربي والدول العربية، انبثقت الفكرة من وزير التربية والتعليم لبرامج وأنشطة التربية الرياضية وعند عرض الخطط وجه سعادته بوجوب إعادة دور الرياضة المدرسية من خلال انطلاقة اللاعبين، واكتشاف الموهوبين ودعم الأندية لهم، لذلك ارتأت وزارة التربية والتعليم الشروع في تنفيذ المشروع بعد إجراء دراسة المدارس التي بها معلمون متخصصون في كرة القدم ومدربون بالأندية الرياضية في الفترة المسائية للاستفادة من امكانياتهم وقدراتهم، وروعي أن تكون المدارس ضمن مناطق بها كثافة سكانية إضافة إلى وجود أندية رياضية وطنية، وعلى ضوء ذلك تم اختيار 7 مدارس موزعة على جميع محافظات مملكة البحرين، وبها 7 معلمين مدربين متخصصين وتم اختيار بين 25 إلى 30 طالباً لكل أكاديمية، وسوف تطبق تلك الفكرة في المستقبل القريب على بقية الألعاب الرياضية. كيف تجد تجارب الدول المجاورة لإنشاء أكاديميات من أجل اكتشاف المواهب الرياضية من خلال المدارس؟ مفهومها يختلف تمامًا عن طبيعة الأكاديميات التي أنشأتها وزارة التربية والتعليم في مملكة البحرين، فبعض الأكاديميات تضم جميع الموهوبين من داخل أو خارج البلد، ولها بُعد استراتيجي من أجل الوصول إلى العالمية من خلال تلك الأكاديميات، أما بالنسبة لنا فالأكاديميات خاصة وتكون خلال الفترة المسائية فقط ما بعد الدوام الرسمي ويلتحق بها الطلبة، وهناك بعض الأكاديميات بالأندية الرياضية بالبحرين، وهي مخصصة للأعمار من 11 إلى 13 سنة لتكوين لاعبين بهدف تمثيل النادي مستقبلاً، وما شجعنا على انشاء الأكاديميات هو الاهتمام بالفئة العمرية الأصغر وهي من 9 إلى 11 سنة، حيث أن هذه الفئة غير منضمة إلى الأندية، ومن ضمن شروط الانضمام لأكاديمياتنا أن لا يكون الطالب مرتبطاً بأي أكاديمية أو نادٍ آخر، ونترك لولي الأمر اختيار النادي الذي يريده مستقبلاً، والفائدة الأخرى هي الاستفادة من وقت الدوام الرسمي حيث أننا وجدنا أن الطالب لا تكفيه خمسة أيام أو أكثر لحصص التربية الرياضية في الأسبوع الدراسي، ولكن من خلال الأكاديمية سيمارس الطالب اللعبة بشكل أفضل بحيث يتقن مهارات اللعبة وتزداد امكانياته على المدى البعيد، والشيء الإيجابي الملفت للنظر والذي لم نكن نتوقعه بشكل كبير، هو التغير الإيجابي للناحية السلوكية للطلبة والناحية النفسية حيث تفاجأنا بأن الطلبة المنضمين للأكاديميات نسبة حضورهم كانت 100% طوال الفترة، وحرصهم الشديد على التواجد للتمارين بالأكاديميات، بالإضافة إلى وجود تطور بالمستوى العلمي لديهم، وهو شرط وضعناه من أجل الاستمرار بالأكاديمية الرياضية لابد من وجود تطور في المستوى العلمي للطالب، وهناك بعض الطلبة لديهم ظروف مادية أو لا يستطيعون الحضور في الفترة المسائية، فوفرنا لهم التدريب صباحًا بالمدارس حتى لا يكون هناك أي عبء مادي على الأهالي.
مشاركة :