سيكون العالم الليلة على موعد مع انطلاق بطولة كأس القارات في نسختها العاشرة على الأراضي الروسية، وذلك في الفترة بين 17 يونيو و2 يوليو، وقبل عام كامل من انطلاق مباريات كأس العالم. وسيتنافس على لقب البطولة ثمانية منتخبات، قُسمت على مجموعتين، ستة منهم أبطال القارات، إضافة إلى منتخب روسيا الدولة المضيفة، ومنتخب ألمانيا بطل كأس العالم الأخيرة. المجموعة الأولى: روسيا، البرتغال، نيوزيلندا والمكسيك. روسيا تخوض هذه البطولة لأول مرة في تاريخها باعتبارها البلد المستضيف، إلا أن منتخبها ظهر في كأس العالم ثلاث مرات من قبل أعوام (1994 و2002 و2014)، وخرج منها جميعًا في دور المجموعات. تشكل البطولة بروفة جيدة لروسيا قبل استضافة المونديال العام المقبل، سواء من حيث التنظيم أو المشاركة؛ لذا سيدخل الفريق البطولة على أمل تحقيق نتيجة إيجابية؛ ليثبت للعالم علو كعبه، وأن مشاركته لن تكون بهدف المشاركة فقط، بل لاستعادة أمجاد عهد الاتحاد السوفييتي. ويسعى المنتخب للحصول على مركز مؤهل لنصف النهائي، خاصة أن مجموعته سهلة نسبيًّا، وأقوى من فيها هو المنتخب البرتغالي، ويأتي من بعده المكسيكي وأخيرًا النيوزيلاندي المدرب ستانيسلاف شيرشيزوف، وتم تعيينه في أغسطس 2016. نجوم المنتخب إيجور أكينفيف (حارس مرمى)، دونيس جلوشاكوف (وسط ميدان)، فيودور سمولوف (مهاجم). البرتغال تدخل البرتغال غمار هذه البطولة لأول مرة في تاريخها باعتبارها بطلة أوروبا في النسخة الأخيرة. المنتخب البرتغالي يدخل البطولة بهدف التتويج بكل تأكيد؛ ليثبت أن حصوله على بطولة كأس الأمم كان عن استحقاق وجدارة. وسيحاول الفريق استغلال تألق نجمه كريستيانو رونالدو من أجل العودة باللقب. وطريق الفريق ممهد بتجاوز دور المجموعات، والتأهل إلى المربع الذهبي، وحتى تحقيق البطولة؛ على اعتبار أنه يدخل الاستحقاق الدولي وهو أكبر المرشحين بعد دخول بطلة العالم البطولة بالصف الثاني من اللاعبين. المدرب فيرناندو سانتوس نجوم المنتخب كريستيانو رونالدو، بيبي روي، باتريسيو، ناني وريناتو سانشيز. نيوزيلندا تعد هذه مشاركتها الرابع في البطولة، وسبق لها المشاركة ثلاث مرات من قبل (1999، 2003 و2009)، وخرجت فيها جميعًا من دور المجموعات؛ ولم تترك سفير أوقيانوسيا أي إنجاز يحسب لها. على الأغلب ستنصب مشاركة المنتخب النيوزلندي في البطولة من أجل اكتساب الخبرة، من خلال مقارعة فرق تملك تاريخًا كرويًّا جيدًا. ولا تعول الجماهير النيوزلندية كثيرًا على البطولة؛ كونها تعلم مدى الفَرق بين منتخب بلادها والمنتخبات الأخرى، لكنها تأمل بالظهور بمظهر مشرف، يكون كافيًا بالنسبة لهم حتى في حالة الخروج المبكر. المدرب أنتوني هدسون، استلم دفة القيادة عام 2014. نجوم المنتخب ستيفان مارينوفيتش، كوستا بارباروسيز وكريس وود. المكسيك تملك ثاني أكبر رصيد بعدد المشاركة في البطولة، وبمشاركتها في هذه النسخة ستعادل الرقم القياسي بعدد المشاركات برصيد 7 مرات متساوية مع البرازيل. تمكن الفريق من التتويج بلقب البطولة مرة واحدة في عام 1999 حينما استضافها. ودائمًا ما تتصف مشاركاتها بالندية، ودائمًا ما يكون منتخبها خصمًا عنيدًا لكل الأطراف، وسيحاول بكل تأكيد أن يكون طرفًا في دور نصف النهائي على أقل تقدير، والمباراة النهائية؛ إذ إن طموحه الحصول على اللقب الثاني له. المدرب الكولومبي خوان كارلوس أوسوريو. نجوم المنتخب جييرمو أوتشوا، هيكتور مورينو، أندريس جواردادو، كارلوس فيلا وخافيير هرنانديز. المجموعة الثانية: ألمانيا، تشيلي، أستراليا والكاميرون تشيلي هذه مشاركتها الأولى في تاريخها في كأس القارات بعد التتويج بلقب كوبا - أمريكا عام 2015، على الرغم من أن الفريق له باع طويل في كأس العالم؛ إذ ظهر فيها 9 مرات. ينتظر المنتخب التشيلي تحدٍّ بغاية الصعوبة في ظل مواجهته كلاً من ألمانيا بطل العالم والكاميرون بطل إفريقيا وبطل آسيا أستراليا. ويمتاز الفريق بالأسلوب الهجومي، والنجاعة التكتيكية، والاستحواذ على الكرة في منتصف الملعب. المدرب بعد انفصال المدرب خورخي سامباولي عن الفريق بداية 2016 قرر الاتحاد التشيلي تعيين المدرب الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي خلفًا للمدرب خورخي سامباولي. نجوم المنتخب أليكسيس سانشيز وأرتورو فيدال وخورخي فالديفيا وجاري ميديل وكلاوديو برافو. أستراليا شارك منتخب أستراليا ثلاث مرات في بطولة كأس القارات، وستكون هذه الرابعة. وقدم الفريق مردودًا قويًّا في نسختين؛ إذ حقق المركزين الثاني والثالث في بطولتي 1997 و2001 على التوالي. لا يعير المنتخب الأسترالي البطولة أهمية كبرى تتناسب ومكانتها؛ وذلك على اعتبار أن الفريق ما زال يخوض التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم، وأمامه استحقاق أقوى حتى يضمن وجوده مرة أخرى بالأراضي الروسية في الصيف المقبل. لذا من المتوقع أن يخوض الفريق البطولة بغية التحضير للتصفيات المونديالية بهدف كسب مزيد من الثقة والخبرة؛ وعليه فإن الجماهير لا تريد من منتخبها سوى تقديم عروض جيدة. المدرب أنجي بوستيكوجلو تم تعيينه نهاية عام 2013. نجوم المنتخب تيم كاهيل، مات رايان، ماثيو ليكي وميلي جديناك. الكاميرون سيسجل منتخب الكاميرون مشاركته الثالثة في كأس القارات بعد ظهوره في نسختين متتاليتين في بداية هذا القرن في عامي 2001 و2003، وهو رقم قياسي بالنسبة لمنتخبات القارة السمراء. وحقق في مشاركته الأخيرة وصافة البطولة، وهو أفضل إنجاز لمنتخب إفريقي في كأس القارات. وصل منتخب الكاميرون إلى البطولة بعد تتويجه بلقب كأس إفريقيا في الغابون في بداية العام الحالي. وسيحاول المنتخب الكاميروني إثبات أنه رقم صعب في كأس القارات، من خلال تخطي دور المجموعات، والوجود في المربع الذهبي للمرة الثانية في تاريخه. المدرب البلجيكي هوجو بروس نجوم المنتخب فابريس أوندوا، بنيامين موكاندجو وكريستيان باسوجوج. ألمانيا تشارك في كأس القارات كونها بطلة العالم في النسخة الأخيرة. على الرغم من التاريخ الكبير للمنتخب الألماني إلا أنه لم يشارك في البطولة سوى في نسختين، وكان أول ظهور له في المكسيك عام 1999، وودع البطولة من الدور الأول، وكانت المشاركة الثانية بعد ست سنوات، حينما استضاف البطولة في ربوعه، لكنه فشل بالتتويج باللقب؛ ليكتفي بالمركز الثالث. سيشارك بلاعبين من الصف الثاني بالبطولة. والهدف من ذلك تطوير لاعبيه الشبان قبل عام على انطلاق نهائيات كأس العالم لكرة القدم في روسيا. وهذا يدل على أن طموح الفريق ليس الفوز باللقب بقدر ما هو استفادة اللاعبين بالمزيد من الخبرة، ولاسيما بعد تجديد المنتخب، وضخ دماء شابه به عقب اعتزال أغلب عناصره السابقين. ويتميز الألمان بأنهم يجمعون بين البراعة والصرامة التكتيكية والمؤهلات الفنية دون إغفال اللعب الجماعي الرائع الذي يتميز به الفريق. المدرب راهن يواكيم لوف من عام 2006. نجوم المنتخب مارك أندريه تير شتيجين، وشكودران مصطفى، وجوليان دراكسلر وتيمو فيرنر.