أكد وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير أمس أن استضافة المملكة للمؤتمر التاريخي الذي جمع عدداً من الدول الإسلامية والعربية مع الولايات المتحدة الأميركية يهدف إلى تغيير لغة الحوار بين الدول العربية والإسلامية ونظيرتها في الغرب. وقال في مؤتمر صحفي في مقر سفارة خادم الحرمين الشريفين بلندن بحضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين لدى المملكة المتحدة إن المملكة دشنت مؤخراً المركز الدولي لمكافحة الإرهاب الذي دخل نطاق العمل الآن، ويستطيع المركز أن يلتقط الرسائل من الإنترنت في فترة لا تتعدى ست ثوان ومن ثم يتعامل معها فوراً حسب نوعها كما نسعى الآن إلى توسعة قدرات المركز. وأضاف «لقد وقعت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مع الولايات المتحدة مذكرة تفاهم بخصوص محاربة تمويل الإرهاب في خطوة تعدّ ذات أهمية كبيرة في مساعي تجفيف كافة مصادر تمويل المنظمات الإرهابية والجماعات المتطرفة، مبيناً أننا نهدف عند الانتهاء من تجهيز آليات تفعيل الاتفاقية إلى توسيع رقعة الدول المشاركة فيها لتحقيق الأهداف المرجوة على أكمل وجه». وعرج الوزير إلى الأوضاع في اليمن، مؤكدًا استمرار عمليات قوات التحالف العربي العسكرية ضد الميليشيات الانقلابية، ومعرباً عن قلق المملكة البالغ تجاه الأوضاع الإنسانية هناك. وأشار إلى أن حكومة خادم الحرمين الشريفين خصصت 800 مليون دولار لمواجهة تلك الأزمة عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الذي يقوم بتوزيع الإعانات من خلال 81 منظمة إنسانية. وأعرب وزير الخارجية عن قلق المملكة للحصار الذي تفرضه جماعات الحوثي على بعض المناطق مما تسبب في حدوث مجاعات عديدة وعطل وصول المساعدات الطبية والغذائية، مبيناً أن قوات التحالف تعمل على فك الحصار والوصول إلى المحتاجين في أسرع وقت ممكن. وفي ذات السياق أوضح الجبير أن المملكة استضافت مؤتمراً لإعادة الإعمار في اليمن بالتعاون مع البنك الدولي، وأنها خصصت لهذه الجهود أكثر من عشرة مليارات دولار. وفي الشأن السوري، جدد وزير الخارجية التأكيد على أن إنهاء الأزمة يتم عبر الحل السياسي وفق إعلان جنيف الأول وقرار مجلس الأمس 2254، مضيفاً أن المملكة تعمل وفق المجموعة الدولية لدعم سوريا تمهيداً للانتقال السياسي. وجدد الوزير التزام المملكة بمحاربة ودحر تنظيم داعش الإرهابي في سوريا وفي كل أنحاء العالم، مبيناً أن المملكة كانت في طليعة الدول المشاركة في التحالف ضد داعش في العراق و سوريا، مطالباً باستمرار الجهود الدولية الكبيرة والقوية ضد تنظيم داعش الإرهابي لضمان دحره. كما جدد دعم المملكة للخطوات التي تتخذها الحكومة العراقية من أجل محاربة تنظيم داعش الإرهابي، ومرحباً بالزيارة التي سيقوم بها دولة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يوم الاثنين القادم إلى المملكة لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها. وتطرق وزير الخارجية إلى استمرار النظام الإيراني في إشعال فتيل العنف من خلال التدخل في شؤون دول المنطقة ودعم المجموعات الإرهابية في سوريا واليمن والبحرين واستخدام الحرس الثوري في سوريا والعراق في مخالفة واضحة للقوانين والأعراف الدولية. وأوضح أن على إيران التصرف مثل الدول الملتزمة إذا ما رغبت في العودة إلى الأسرة الدولية ووقف التصرفات العدوانية من دعم للمليشيات وتفجير للسفارات وتدخل في شؤون الآخرين، معبراً عن عدم تفاؤله بأن يغير نظام طهران النهج الذي ظل يستخدمه طيلة السنوات الماضية. وفي الشأن الليبي أوضح الجبير أن المملكة تنسق مع شركائها الدوليين من أجل إعادة استقرار البلاد وعدم السماح بانتشار الإرهاب في ليبيا وفي أفريقيا. وأوضح الوزير في الشأن القطري أن المملكة والبحرين والإمارات ومصر أخذت الموقف الأخير تجاه قطر بعد فشل جميع المساعي مع الدوحة وعدم التزامها بعدة مطالبات متكررة كان آخرها في 2013 و2014م بوقف دعم التطرف والإرهاب والتدخل وتأجيج الصراعات في الدول الأخرى. وأبان أنه تم اتخاذ القرارات الأخيرة لإرسال رسالة للدوحة مفادها لقد طفح الكيل نحن نعتبر قطر حليفًا في دول مجلس التعاون الخليجي ولا نسعى لإلحاق الضرر بالمواطنين القطريين ولكن لا بد من تصحيح الوضع الراهن إذ لا يمكن أن تستمر الدوحة في سياستها الحالية ويجب عليها وقف تمويل الإرهاب. كما أفاد الجبير أنهم بصدد تقديم شكوى للقطريين تحوي جميع النقاط التي سببت الأزمة، آملاً في أن تعالج الدوحة تلك التخوفات وتحكم صوت العقل من أجل حلحلة القضية. من جانب آخر أجرى الجبير، خلال زيارته للولايات المتحدة الأميركية، عدداً من اللقاءات والاتصالات مع أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي، وذلك مع كل من رئيس لجنة الشؤون العسكرية السيناتور جون ماكين، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية السيناتور بوب كوركر، وعضوة لجنة الاستخبارات السيناتور دايان فاينستاين، ورئيس لجنة مخصصات الدفاع السيناتور لندزي جراهام، وعضو لجنة الاستخبارات السيناتور جو مانشين، وتم خلال اللقاءات والاتصالات بحث الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
مشاركة :