ميريام طفلة حلب تروي حياتها: الحرب دمرت طفولتي

  • 6/17/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

اضطرت ميريام رويق إلى الرحيل عن الحي الذي ولدت فيه بحلب، وتعرضت مع عائلتها للقصف، وأصبحت لاجئة في مدينتها بسورية، حيث سجلت على امتداد خمس سنوات تفاصيل حياتها اليومية التي نشرت في كتاب في باريس. يروي كتاب «لو جورنال دو ميريام» (يوميات ميريام) قصة الحرب كما عاشتها وشهدتها فتاة تبلغ اليوم الثالثة عشرة من العمر. ولدت ميريام في عائلة مسيحية متواضعة من أصل أرمني، لكن حياتها انقلبت رأسا على عقب عندما حدثت «أشياء كبيرة»: الشعارات الثورية على الجدران، وتظاهرات الاحتجاج ضد الحكومة، واختطاف ابن عمها، والحصار والمعارك. تحب الرسم والنجوم قالت ميريام في مقابلة مع فرانس برس «عندما بدأت الحرب، شجعتني أمي على كتابة يومياتي. كنت أكتب فيها كل ما أفعله طوال اليوم. كنت أقول لنفسي إنها ستساعدني في ما بعد على أن أتذكر ما حدث». عندما سمع الصحفي الفرنسي فيليب لوبجوا في ديسمبر 2016 عن ميريام وعن يومياتها، وهي دفتر من نحو 50 صفحة كتبتها بالعربية وتغطي الفترة من نوفمبر 2011 إلى ديسمبر 2016، فهم أنها تمثل فرصة لرواية أحداث الحرب من الداخل، فعمل على تحرير وترجمة اليوميات إلى الفرنسية لتصدر في كتيب صغير عن دار «فايار». كانت حلب، إحدى أقدم مدن العالم، تضم كنوزاً مدرجة على لائحة التراث العالمي للبشرية قبل أن تصبح ميدان المعركة الرئيسي في الحرب السورية 2016. «حلب كانت جنة، جنتنا نحن»، كتبت ميريام التي تحب الرسم والغناء، وتقول إنها لن تنسى ما حييت تلك الأيام السوداء في مارس 2013 عندما أرغم «رجال بملابس سوداء» عائلتها على الرحيل. كانوا ينتمون إلى فصيل إسلامي. تتذكر ميريام: «أفقت في الصباح، وسمعت صوت أشياء تنكسر، ورأيت أشخاصاً يصرخون +الله أكبر+. خفتُ كثيرا. شعرت بالرغبة في التقيؤ. احتضنت لعبتي بقوة، وقلت لها: لا تخافي، لا تخافي، أنا معك». - السكر لتهدئة الخوف -«ركضت ووضعت كتبي في حقيبة ظهري. أنا أحب الكتب، ولا يمكنني أن أعيش بدونها. لبست معطفين، الواحد فوق الآخر، لأحمي نفسي من الرصاصات الطائشة. في الشارع، رأيت رجلاً لحيته كثيفة ويلبس جلابية سوداء وبيده سلاح، خفت كثيرا. مشينا كثيرا حتى وصلنا إلى حي أكثر أماناً» في حلب الغربية. «أكثر ما كان يخيفني هو الصواريخ. ذات مساء، كنت أستعد للنوم عندما صارت السماء حمراء، وسمعت صوتاً صم أذنيَّ. سقط صاروخ في الشارع القريب من شارعنا. لتهدئتنا كانوا يعطوننا السكر، ويقولون لنا إنه يساعدنا. تواصل ميريام التي تحلم بأن تصبح يوماً عالمة فلك لأنها تحب النجوم، والكتابة في دفترها «جميل أنني ما أزال حية، ولا أريد أن أنسى ذلك. حتى إنني نمت مساء البارحة فوق دفتري».

مشاركة :