انتقدت روسيا بلغاريا بسبب تعليقها العمل على بناء خط أنابيب الغاز الروسي، بعدما أعلنت الحكومة البلغارية أمس رسمياً عن تعليق العمل مؤقتا في مشروع خط الغاز ساوث ستريم مع موسكو. وانتقد فلاديمير شيزوف مبعوث روسيا إلى الاتحاد الأوروبي القرار البلغاري، واصفا إياه بأنه “تحول في العقوبات الاقتصادية ضد روسيا” بضغط من بروكسل، مضيفاً أنه “لا يمكننا سوى أن نشعر بأن وقف المفوضية الأوروبية بدء العمل على بناء الجزء البلغاري من مشروع ساوث ستريم تم لأغراض سياسية بحتة”. من جهته قال بالمن أوريشارسكي رئيس الحكومة البلغارية “إن المشروع سيجري استئنافه فقط حال إزالة كل نقاط الانتقادات الصادرة من بروكسل”، مضيفاً أنه “أمر بوقف كل الأعمال في المشروع طوال الفترة التي يجري فيها مشاورات مع الاتحاد الأوروبي حول خط الغاز”. ووفقاً لـ “الفرنسية”، فمن المنتظر أن يصل مختصون من الاتحاد الأوروبي إلى العاصمة البلغاية صوفيا في الثالث عشر من حزيران (يونيو) الجاري، وكان الاتحاد الأوروبي طالب بلغاريا قبل بضعة أيام بتعليق العمل في الجزء الخاص بها من خط أنابيب الغاز الجديد “ساوث ستريم”، وسط الاشتباه بأن العقود الخاصة بالمشروع تنطوي على انتهاكات لقوانين التكتل. ووجهت المفوضية رسالة تحذير لصوفيا وهي المرحلة الأولى في إجراء ارتكاب مخالفة، فيما قال جون ماكين السيناتور الأمريكي الجمهوري “إن الولايات المتحدة تدعم جهود الحكومة البلغارية للبحث في أولوية ملحة، عن استقلال في مجال الطاقة يضعها بمنأى من التبعية لأي دولة”، وعن خط أنابيب ساوث ستريم أعرب عن أمله في أن ينجز المشروع من قبل منظمات مستقلة عن روسيا. وتم اختيار مجمع بقيادة شركة سترويترنسغاز الروسية الخاضغة لعقوبات أمريكية، في 27 أيار (مايو) لبناء القسم البلغاري من خط الأنابيب الأمر الذي أثار غضبا أمريكيا. وعبر عن ذلك الغضب مارسي ريس السفير الأمريكي بقوله، “نحن قلقون جدا من قرار بلغاريا بمنح عقد إقامة خط أنابيب ساوث ستريم لسترويترنسغاز، وليس هذا الوقت المناسب لعقد صفقات كالعادة مع روسيا”. ويهدف مشروع ساوث ستريم الذي تقوده شركة غازبروم الروسية العملاقة ومجموعة إيني الإيطالية العملاقة، إلى ربط روسيا وبلغاريا عبر البحر الأسود من دون المرور بأوكرانيا، على أن يستمر الخط في اليونان وإيطاليا وصربيا والمجر وسلوفينيا والنمسا، وتعول بلغاريا التي ترتهن بشكل شبه كلي لإمدادات الغاز الروسي عبر أوكرانيا، على “ساوث ستريم” لتنويع مسارات إمداداتها. من جهة أخرى، بدأت أوكرانيا أمس مفاوضات شاملة مع روسيا في بروكسل في محاولة لوضع حد لحركة التمرد الدامية الموالية لروسيا في شرق البلاد وتفادي توقف شحنات الغاز الروسي الذي يخشاه الأوروبيون.