قبيل وفاتها عام 1977، حصلت مراسلة القبس في واشنطن أنوش كيشيشيان من وزارة الخارجية الأميركية، على وثيقة تعود إلى عام 1948، تتضمن تفاصيل المراسلات التي جرت بين وزارتي الخارجية الأميركية والبريطانية، بشأن رغبة الولايات المتحدة في فتح قنصلية لها في الكويت. وقد سلطت القبس الضوء على الوثيقة يوم 15 رمضان 1397هـ (29 أغسطس 1977). وأظهرت تلك المراسلات، التي جمعت في 1950 صفحة، قلق بريطانيا البالغ من «العواقب السياسية» التي قد تنشأ عن ذلك، « فقد طلب العراقيون بالفعل تعيين قنصل لهم في الكويت، واذا ما تم تعيين قنصل عراقي فإن المصريين قد يتقدمون بطلب مماثل.. ولهذا السبب نخشى ان يكون انشاء قنصلية أميركية في الكويت هو السابقة.. بهذه الطريقة سيصبح الطريق مفتوحا أمام التدخل المصري والعراقي، وستكون هناك خطورة حقيقية، حيث ان الكويت ستصبح معرضة بسرعة للأمراض القومية التي تعاني منها هاتان الدولتان في الوقت الحاضر، وستدخل الكويت في الجامعة العربية، وفي جميع اعمال الصراع والخلافات التي تقسم الدول العربية حاليا. وتدخل الكويت في سياسة الشرق الاوسط لن يكون في مصلحة الولايات المتحدة او في مصلحتنا». وأكد الجانب البريطاني على ثلاث نقاط بشأن وضع القنصل الأميركي في الكويت، طلب موافقة واشنطن عليها، الاولي هي وجوب صدور قرار اعتماده من الحكومة البريطانية، وتعامله مع السلطات الكويتية من خلال المعتمد السياسي البريطاني، والثانية هي ان المعتمد السياسي البريطاني مسؤول عن الامور القانونية الخاصة بالأجانب غير العرب، والثالثة ان لا يؤثر تعيين القنصل في الاتفاقات مع شركة نفط الكويت، وشركة الزيت الأميركية المستقلة التي تنص على ان تمر علاقات كل منهما بأمير الكويت من خلال المعتمد السياسي البريطاني.
مشاركة :