أكد استشاري جراحات العمود الفقري بمستشفى المواساة الدكتور أحمد مختار ان معظم عمليات الانزلاق الغضروفي تتم عن طريق التدخل المحدود، مشيرا الى عدد من اساليب التدخل المحدودة والتي أحدثت ثورة في كفاءة طرق العلاج.وبدد الدكتور مختار في حوار مع «الراي» الخوف من استخدام الكورتيزون طالما كان هناك التزام بمدة العلاج والتي تترواح ما بين اسبوع الى 10 ايام، مؤكداً انه ليس هناك اثار جانبية أو مضاعفات تلك المدة. وكشف عن زرع جهاز الكتروني لعمل ذبابات لوقف موجات الارسال العصبي لمن يعانون من آلام شديدة جراء بعض المشاكل في العمود الفقري فضلا عن استبدال الدسك الطبيعي بآخرصناعي. وتطرق الدكتور مختار لمزيد من التفاصيل حول مستجدات جراحات العمود الفقري نتابعها في اللقاء التالي:• بداية ما أحدث المستجدات على صعيد جراحات العمود الفقري؟ دعني أشير أولا الى أن ما يهم المريض هو تجنب الجراحة وألا يتعرض لألم ما بعد العملية، أو الاقامة لفترة كبيرة في المستشفى. واليوم التدخل المحدود أصبح شائعا بدرجة كبيرة، ويؤدي نفس ما تؤديه الجراحة التقليدية في معظم حالات التعامل مع التهابات أو امراض أو جراحة العمود الفقري التي تتطور الآن بشكل سريع جدا عكس العقدين الماضيين.• ما أبرز ملامح هذا التطور؟ من بين التطور المهم جدا في جراحات العمود الفقري استخدام التدخل المحدود أو التدخل عبر المناظير، والذي حد إلى درجة كبيرة من حجم الجراحة التقليدية، وان كانت هناك حالات مازالت تحتاج الى تدخل جراحي، وفي هذا الشأن نشير على سبيل المثال الى ان حالات الانزلاق الغضروفي أو الدسك أصبحت نحو 75 في المئة منها يتم علاجها عن طريق التدخل المحدود.• وهل اختلفت عن السابق؟ نعم كانت تلك عملية كبيرة لكن مع التطور أصبحت محدودة أكثر وأكثر، ومعظم العمليات حاليا تتم عن طريق التدخل المحدود، بحيث لا تتعدى الفتحة 2 سم، وعن طريق المنظار والميكرسكوب يتم استئصال الغضروف وتحرير الاعصاب المضغوطة.• وما الأساليب الأخرى للتدخل المحدود؟ من ضمن تكنولوجيا التدخل المحدود استعمال الليزر، وهي تقنية نستخدمها من دون فتح نهائي عن طريق ابرة صغيرة لشفط الضغط داخل الدسك، وان أصبح من الامور القديمة أيضا، حيث استعمال البلازما أو ضوء البلازما، وهو عبارة عن ضوء مكثف يدخل بطريقة معينة لازالة الضغط الذي بداخل الدسك وتبخير البروز فيه، والتقنية ليس لها اعراض جانبية كما ليس هناك خوف على الاعصاب نفسها، وليس هناك ألم أو تعب بعد العملية.• وما وجه الاختلاف ما بين تقنية الليزر وأشعة البلازما؟ أشعة الليزر موجهة ومساحتها محدودة وتخترق جزءا معينا من الدسك وتحرقه، لكن أشعة البلازما حجمها ونسبة الامان فيها أعلى، وهي بمثابة ثورة في كفاءة طريقة العلاج.• متى بدأ استخدام تقنية البلازما؟ منذ سنوات قليلة وثبت كفاءتها وفعاليتها لكن ليس كل الحالات نستخدم فيها تلك التقنية حيث من المهم جدا اختيار طريقة العلاج المناسب لكل مريض،وهي آمنة ولا تستغرق وقتا طويلا حيث المريض بإمكانه العودة لعمله بعد يوم.• ما أسباب الانزلاق الغضروفي؟ الانزلاق الغضروفي في العصر الحديث أصبح من الامراض الشائعة،وجزء منه وراثي ومن الاسباب الأخرى ضعف تركيب الدسك أو للضغط أو التحميل على الدسكات أكثر من اللازم أو لممارسة رياضة عنيفة ما قد ينتج عن ذلك تطور وفشل في الدسك وبروز فيه وللعلاج نجري تقييما كاملا للحالة وعلى ضوء ذلك نحدد افضل تدخل للعلاج.• هل هناك سن معينة لزيادة الاصابة بالدسك؟ ليس هناك سن معينة فقد يحدث في سن صغيرة نتيجة اصابات لكن في السن المتوسطة او الكبيرة يكون نتيجة ضعف الدسك او الخشونة او استهلاك الدسكات.• كيف ترى معدل الاصابة بهشاشة الفقرات؟ من ضمن الامراض التي زدات و وضعت تحت بؤرة الاهتمام، لما قد ينتج عنها من مضاعفات مستقبلية وأهمها الكسور، هشاشة العظام ومعدل الاصابة بها يكون في النساء اكثرمن الرجال نتيجة انقطاع الدورة الشهرية او اختلال في الهرمونات، فتبدأ كثافة العظام في التغير وعليه ننصح اي امراة فوق 45 سنة أو بعد انقطاع الدورة ان تجري كشفا على هشاشة العظام بين فترة وأخرى فمع الكشف المبكر هناك ادوية حديثة تعالجها بكفاءة.• وبالنسبة للحالات التي نتج عنها كسور في الفقرات ؟ هناك تكنولوجيا حديثة لعلاج هذه الكسور، حيث يتم حقنه بمادة اسمنتية عن طريق توجيه الاشعة، وهي من ضمن حالات التدخل المحدود وكذلك يستعمل بالون خاص لاستعادة حجم الفقرة.• وهل له من ميزة معينة؟ من ميزاتها اختفاء الالم تماما مباشرة بعد العملية، والمريض يبدأ في المشي بعد ساعة او ساعتين من اجرائها، كما انها تتم عبر تخدير موضوعي محدود.• هل هناك من مؤشرات أو أعراض معينة للانزلاق الغضروفي؟ الأعراض تكون في صورة ألم في الظهر، يمتد الى ما بعد منطقة الانسان معه بتخدير أو تنميل في منطقة الورك أو الفخد، كذلك الوضع في حالة الانزالاق الغضروفي العنقي حيث تمتد الآلم إلى الذراعين.• كيف ترى فائدة العلاج التأهيلي في الانزلاق الغضروي؟ له دور مهم في الحالات التي تعالج بطرق تحفظية عن طريق الادوية والدور الجوهري لعلاج الطبيعي هو بناء قوة العضلات مرة اخرى حيث لها دور مهم في ثبات الفقرات.• ماذا يقصد بترميم العمود الفقري ؟ بعض الالتهابات او الأورام قد تصيب العمود الفقري فتتأثر بعض فقراته، والمقصود بالترميم هو إعادة بناء الفقرات التي اصيبت عن طريق الاستئصال أو استبدالها بفقرة صناعية بحيث نعيد بناء العمود مرة أخرى.• كيف ترى استخدام البعض للمسكنات لفترات طويلة؟ ليس من الطبيعي ان تكون هناك مشكلة ويظل المريض يعالجها بمسكنات أو مضادات التهاب، لان استعمالها على المدى الطويل له تأثيرات سلبية، حيث يمكن ان تؤدي الى فشل كلوي أو قرحات في المعدة، واستعمالها يجب ان يكون لفترة معينة خلال مرحلة الالم الشديد.• لماذا هناك تخوف من الكورتيزون؟ بالنسبة للوعي المجتمعي هناك نوع من الفوبيا عند سماع اسمه. غير اني أعتبره من ضمن الادوية التي احدثت نوعا من التيسير المذهل في الطب. وغير صحيح انه ينطوي على مخاطر كثيرة، فاستعماله لفترة قصيرة من اسبوع الى 10 ايام ولا يحدث في الغالب بنسبة اي مضاعفات مثل التي تنتج عند استعماله لفترات طويلة تتجاوز 6 اشهر.• كيف ترى الدسكات الصناعية؟ جراحات العمود الفقري كانت تعتمد خلال فترة طويلة على استئصال الدسك المصاب وتثبيت الفقرات، وعند ذلك الحمل يكون على الدسكات الاخرى، غير ان التكنولوجيا الحديثة وللمحافظة على الحركة تعتمد على استبدال الدسك الطبيعي بآخر صناعي، وهو نفس مبدأ استبدال المفاصل الطبيعية باخرى صناعية، والدسك الصناعي يشبه لدرجة كبيرة الدسك الطبيعي.• وماذا عن جراحات تقويم العمود الفقري؟ هناك تشوهات خلقية أو في مرحلة المراهقة، ومنها الانحناء الجانبي للعمود الفقري، ومن أشهرها ما قد يصيب البنات في هذه السن، وهو غير محدد السبب، وبعضها تظهر في سن صغيرة ونستخدم تكنولوجيا القضبان المتمددة لعمل تقويم داخلي، حيث تتم إطالة القضيب المعدني دورياً ليسمح بالنمو الطبيعي للعمود الفقري وعند السن المناسبة نتدخل جراحيا لتثبيت العمود الفقري، وهناك قضبان ممتدة يتم التحكم فيها عن طريق ريموت كنترول خارجي، يسمح باستطالة القضبان حتى يكتمل نمو العمود الفقري، ويصبح مناسباً لعمل العملية النهائية والتدخل يتم من دون فتح عن طريق توجيه من الاشعة، ومن ضمن الجراحات الحديثة استخدام التوجيه الملاحي عبر جهاز يقوم بعمل توجيه للبراغي من دون استخدام اشعة ويعطي نتائج دقيقة، ومعدل الامان وبالذات في حالات التشوهات الشديدة، وهذه التكنولوجيا اصبحت تستخدم كثيرا في مجالات الطب مثل جراحات المفاصل.• ماذا عن متلازمة الفشل الوظيفي للعمود الفقري؟ هي حالة يعاني فيها المريض من ألم مزمن ومستمر ونتيجة عدة عمليات إجراها سابقا. وفي تلك الحالة نعيد العملية لتقويم وتعديل الوضع التشريحي للعمود الفقري، ووضعه في الوضع المثالي ونسبة الاستجابة في مثل هذه العمليات تترواح ما بين 70 الى 80 في المئة. ومن الامور الحديثة لمن يعانون من آلام شديدة يتم زرع جهاز الكتروني لعمل ذبابات توقف موجات الارسال العصبي التي تسبب الألم.
مشاركة :