لايزال العلم الحديث يكتشف الطرق الأحدث لتسخيرها في توفير حلول للمشكلات المرضية المزمنة، التي لم تفلح الطرق التقليدية في حلّها. وخلال الأعوام القليلة الماضية استطاعت الاكتشافات العلمية الجديدة تقديم الدعم للأطباء في مواجهة الكثير من الأمراض، منها أمراض الأسنان التي استحدث العلم لها العديد من الطرق لتوفير الوقت والجهد، ووضع حدّ لآلام المرضى.وعن تعريف ودور الليزر في علاج الأسنان تقول الدكتورة سنان أمجد لطفي، اختصاصية طب وجراحة الفم والوجه والفكين بالشارقة: اكتشف الليزر بداية عام 1960، ويمكن تعريفه على أنه شعاع ضوئي جميع جزئياته ذات تردد واحد، وذات موجات متطابقة، ما ينتج في النهاية نبضة ضوئية ذات طاقة عالية وبسببها يمكن توفير شعاع صغير يوجه بدقة.استخدامات متعددةاستخدم الليزر ﻋﻠﻰ ﻣرﺿﻰ اﻷﺳﻧﺎن ﻓﻲ ﻋﺎم 1994م، حيث دﺧل ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺎت السنية ﺑﺷﻛل كبير، ﺑدءاً ﻣن اﻟﺟراﺣﺔ الفموية والتجميلية واﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺎت الترميمية ﺑإزاﻟﺔ اﻟﻧﺧور السنية، وتحضير اﻟﺳن والإﺟراءات التجميلية ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺳﺞ اﻟرﺧوة وتطويل اﻟﺗﺎج، وأيضاً اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺎت اللثوية وﺣول السنية، وﻛذﻟك اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺎت اللبية وتعقيم االأقنية الجذرية واﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺎت الجراحية اﻟﻣرﺗﺑطﺔ بها. وحالياً دﺧل الليزر ﻓﻲ ﻣﺟﺎل زرع اﻷﺳﻧﺎن وﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻣﺎ ﺣول اﻟزرﻋﺎت وﺗﺑيـيـض اﻷﺳﻧﺎن. وﻋﻧد اﺳﺗﺧدام اﻟﻠيـزر ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺎت يـﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣريـض واﻟطﺑيـب وﻣﺳﺎﻋديـه ارﺗداء اﻟﻧظﺎرات اﻟواﻗيـﺔ ﺣيـث إن ﻟﻛل ﻧوع ﻣن اﻟﻠيـزر ﻧظﺎرات ﺧﺎﺻﺔ به واﻟﺗﻲ ﺗﺗواﻓق ﻣﻊ اﻟطول الموجي لها. ﻛﻣﺎ أﻋطﻰ اﻟﻠيـزر ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣﻣﺗﺎزة ﻓﻲ اﺳﺗﺋﺻﺎل الأورام اﻟﺣﺑيـﺑيـﺔ والأورام اﻟدﻣويـﺔ وﺣﺎﻻت ﻓرط اﻟﺗﻧﺳﺞ.فوائد عديدةيـﺟري أطﺑﺎء ﺟراﺣﺔ اﻟﻔﻛيـن اﻟﺷراﺋﺢ اﻟﺟراﺣيـﺔ اﻟﻠﺛويـﺔ واﻟﺳﻣﺣﺎﻗيـﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻟﻘﻠﻊ اﻟﺟراﺣﻲ ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻟﻠيـزر، ﻟﻠﺗﻘﻠيـل ﻣﺎ أﻣﻛن ﻣن اﻟﻧزف، وأيـﺿﺎً يـﺳﺗﺧدم ﻓﻲ اﻟﻘطﻊ اﻟﻌظﻣﻲ لإزاﻟﺔ اﻟﻌظم اﻟﻣﻐطﻲ للضروس اﻟﻣﻧطمرة، وﺣﺎﻟيـاً يـﺳﺗﺧدم اﻟﻠيـزر ﻓﻲ إﺟراء اﻟﺧزﻋﺔ اﻻﺳﺗﺋﺻﺎﻟيـﺔ واﻟﺗﺧﺛيـر وإزاﻟﺔ اﻟﺛﺂﻟيـل، ﻛﻣﺎ يـﺳﺗﺧدم ﻓﻲ ﺗﺟريـف اﻟﻠﺛﺔ واﻟﺟذور واﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺎت ﺣول اﻟﺳﻧيـﺔ واﻟﺗﻌﻘيـم ﺣول اﻟسن.ﻛﻣﺎ يـزيـل اﻟﻠيـزر اﻟﺗﺻﺑﻐﺎت اﻟﻘﺗﺎﻣيـﻧيـﺔ اﻟﻣوﺟودة ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺛﺔ ﻋﻧد اﻟﻣرﺿﻰ ذوي اﻟﺑﺷرة اﻟﺳﻣراء واﻟﻣرﺿﻰ اﻟﻣدﺧﻧيـن، وذﻟك من دون أﻟم أو ﻧزف ﺑﻌد إزاﻟﺔ اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﻣﺗﺻﺑﻐﺔ، ويـﺳﺗﺧدم اﻟﻠيـزر أيـﺿاً ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ الأﻧﺳﺟﺔ اﻟﺻﻠﺑﺔ اﻟﺳﻧيـﺔ ﻣن اﻟﻧﺧور ﺣيـث ﺗزيـل أﺷﻌﺔ اﻟﻠيـزر اﻷﻧﺳﺟﺔ اﻟﻣﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻧﺧور اﻟﺳﻧيـﺔ ﺑﻛﻔﺎءة وﺳرﻋﺔ، وﺗﻘوي ﺳطﺢ اﻷﺳﻧﺎن وﺗﻘﺗل اﻟﺟراﺛيـم اﻟﺳﻧيـﺔ اﻟﻣﺳﺑﺑﺔ ﻟﻠﺗﺳوس، واﻟﻌﻼج ﺑﺎﻟﻠيزر ﻻ يـﺣﺗﺎج اﻟﻰ ﺗﺧديـر ﻓﻲ أﻏﻠب اﻟﺣﺎﻻت، وﻓﻲ ﺣﺎل إﺟراء ﻣﻌﺎﻟﺟﺎت ﻟﺛويـﺔ أو ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﺧراﺟﺎت ﺑﺎﻟﻠيـزر يـﻛون اﻟﺗورم واﻟﻧزف أقل ﻛﺛيـراً ﻣن اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﺗﻘﻠيـديـﺔ.مفيد مع الأطفالنجح الليزر في معالجة الأطفال، حيث لا يتطلب التخدير، وكذلك صوت جهاز الليزر المنخفض أدى إلى إزالة الخوف والتوتر عند الأطفال وذلك مقارنة بآلة الحفر التقليدية ذات الصوت المرتفع. وفي مجال المعالجات التجميلية للشفاه استخدم الليزر في توريد الشفاه واعتبر من الطرق الناجحة في علاج لون الشفاه الداكنة، حيث ساعد على تفتيت الخلايا الصبغية والعمل على تفتيح لون الشفاه مع إعطائها اللون الوردي والنعومة والترطٌب الطبيعي، ونتيجة لهذا التطور السريع في استخدام الليزر وتطبيقه في طب الأسنان التجميلي، يلجأ أغلب المرضى إلى أطباء الأسنان وأطباء الجراحة الفموية التجميلية للحصول على ابتسامة جميلة.أنواع الليزروعن أنواع الليزر المستخدمة في طب الأسنان تذكر د. سنان أمجد على سبيل المثال: هناك نوع يستخدم كبديل لحفر السن بالتوربين العادي، حيث يتميز بالدقة إلا أنه لا يمكن استخدامه في إزالة الحشوات القديمة إنما يستخدم فقط لإزالة التسوس وتهيئة الحفرة، وأيضاً يستخدم في القطع العظمي، والنوع الآخر المستخدم من الليزر ثاني أكسيد الكربون وهو أشهر أنواع الليزر المستخدمة في جراحة النسج الرخوة لدقته ولقلة النزف أثناء العمل الجراحي.نوعان رئيسيانوعن استخدامات الليزر في مجال طب الأسنان يقول الدكتور عمرو الهادي طبيب الأسنان: تزداد استخداماته يوماً بعد يوم ما ينعكس بصورة إيجابية في تطوير الخدمة العلاجية المقدمة للمريض، من حيث جعل العلاج أكثر راحة وفعالية، ويجب معرفة ماهية أشعة الليزر وأنواعها المستخدمة في طب الأسنان، حيث يمكن تعريف الليزر على أنه إشعاع كهرومغناطيسي تكون فوتوناته متساوية في التردد ومتطابقة في الطول الموجي، حيث تتداخل تداخلاً بناء بين موجاتها لتتحول إلى نبضة ضوئية ذات طاقة عالية وشديدة التماسك زمانياً ومكانياً وتتميز بزاوية انفراج صغيرة جداً.وينقسم الليزر المستخدم في طب الأسنان إلى نوعين رئيسيين:أولاً: الليزر اللين أو الليزر البارد: ويتميز هذا الليزر بطاقة منخفضة، ومن أهم أنواعه:- ليزر الهيليوم- نيون- ليزر زرنيخ- الغاليوم- ليزر غاليوم المونيم الزرنيخويمتاز الليزر اللين بقدرته العالية على تسريع شفاء الأنسجة وتنشيط بناء الخلايا وعلاج التقرحات الفموية.ثانياً: الليزر الصلب: يتميز هذا الليزر بطاقة عالية ومن أهم أنواعه:- ليزر ثاني أكسيد الكربون - ليزر الأرغون- ليزر الدايود- ليزر الأربيوم كروميوم واي ساغمميزاتمن أهم مميزات علاج الأسنان بالليزر:{ تخفيف وتقليل الشعور بالألم أثناء الجراحة وبعدها وبالتالي يقلل الحاجة للتخدير في معظم العمليات.{ يعتبر العلاج بالليزر علاجاً هادئاً وقليل الإصدار للأصوات ما يقلل من توتر المريض.{ قتل البكتيريا بصورة فعالة ما يؤدي إلى تعقيم أعلى.{ تقليل النزف المصاحب للعمليات الجراحية.{ الدقة في القطع الجراحي وفي معظم الأحيان عدم الحاجة للخياطة أو التضميد، ما يساعد على سرعة في الشفاء وعدم حدوث ندبات بعد الجراحة.عند الحديث عن استخدامات الليزر في طب الأسنان فإن أول ما يتبادر لذهن المريض هو العلاج التجميلي مثل:{ تبيض الأسنان بالليزر، حيث أصبح من الممكن باستخدام الليزر إنجاز عملية تبيض الأسنان خلال جلسة واحدة أو جلستين كحد أقصى.{ الحشوات التجميلية ( حشوات الكمبوزيت).{ علاج تصبغات اللثة الداكنة، حيث يعطي الليزر نتائج رائعة للحصول على لثة صحية ذات لون طبيعي بدون أي ألم أو نزف.{ علاج الابتسامة اللثوية لدى المرضى الذين يعانون ظهور اللثة بشكل كبير أثناء الضحك أو الكلام.{ إطالة تاج السن القصير أو المتهدم قبل التعويضات التجميلية.{ قص وإعادة رسم اللثة الزائدة حول الأسنان للحصول على أسنان طبيعية وجميلة. وإضافة للاستخدامات التجميلية، هناك استخدامات تشخيصية وعلاجية لليزر:{ الكشف عن تسوس الأسنان في مراحله الأولى والقيام بإزالته وتهيئة السن للحشوة بواسطة استخدام الليزر.{ يستخدم الليزر لعلاج حساسية الأسنان بواسطة ختم الأقنية العاجية المكشوفة في منطقة عنق الأسنان، والتي تسبب ألماً حاداً وحساسية في الأسنان عند تناول المشروبات الباردة أو المثلجات.{ أما بالنسبة لحالات علاج العصب، فيستخدم الليزر لتعقيم قنوات جذور الأسنان ولمعالجة الآفات والخراجات السنية.علاج اللثة بالنسبة للعلاجات اللثوية فيتم استخدام الليزر في:{ علاج التهابات اللثة وعلاج الجيوب اللثوية، ما يؤدي إلى تقليل النزف عند استخدام فرشاة الأسنان.{ تجريف اللثة والتخفيف من حركة الأسنان البسيطة والمتوسطة.{ إعادة تشكيل حدود اللثة غير المنتظمة وتجميلها لإعطاء حدود واضحة ومتناسقة مع أعناق الأسنان.{ علاج اللثة المتضخمة الناتجة عن الالتهاب المزمن أو استخدام بعض الأدوية.{ علاج التقرحات الفموية.اتجه الكثير من جراحي الأسنان لاستخدام المشرط الليزري في جراحات الفم والأسنان، لما يتميز به من دقة في القطع ولخاصية الفعل المرقئ (حيث يتم القطع وتخثير الأوعية الدموية حتى قطر 0.5 ملم)، ما يؤدي إلى تقليل النزف بصورة كبيرة وإلى جرح نظيف ومعقم، ويتميز أيضاً بخاصية سد النهايات العصبية وبالتالي إلى ألم أقل. استخدامات الليزر في جراحات الفم والأسنان:{ جراحة استئصال الحصوات اللعابية من داخل الغدد والقنوات اللعابية.{ جراحة استئصال الأورام الحميدة من الفم.{ إزالة لجام اللسان لإعطاء اللسان حرية في الحركة ما يساعد على التخلص من صعوبات النطق.{ إزالة لجام الشفة المنخفض والذي يسبب فراغاً بين الثناية العليا وتتم هذه العملية بالمشاركة مع العلاج التقويمي لعلاج مشكلة الفراغ بين الثناية.{ الخلع الجراحي لضرس العقل المطمور.وأخيراً، يجب التذكير بأن العلاج بالليزر يعتبر علاجاً آمناً بالنسبة للمريض والطبيب على حد سواء.
مشاركة :