رأس الخيمة: عدنان عكاشة أعلنت القيادة العامة لشرطة رأس الخيمة، ممثلة بإدارة التحريات والمباحث الجنائية، أنها نجحت خلال أقل من 24 ساعة، في ضبط 3 آسيويين، نفذوا عملية سرقة ل 287.400 ألف درهم، واسترجعت المبلغ المسروق بالكامل. وأوضح العميد عبد الله علي منخس، مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية في شرطة الإمارة، أن الشرطة تلقت بلاغاً من قبل شخص، ادعى تعرضه للسرقة من طرف «مجهول» لاذ بالفرار صوب منطقة «القرم» في رأس الخيمة، لتنطلق الفرق الأمنية المختصة إلى الموقع، الذي شهد حادثة السرقة، وبالاستماع لأقوال صاحب البلاغ، أكد أنه يعمل في إحدى الشركات ك «مندوب»، وكان بحوزته 287.400 ألف درهم، هي حصيلة بيع مواد عائدة للشركة، مشيراً إلى أنه توجه لمركز تجاري في رأس الخيمة، لإيداع المبلغ في حساب الشركة بأحد المصارف العاملة في المركز، وعند ترجله من مركبته متجهاً نحو المدخل، باغته شخص من الخلف وسرق «الكيس البلاستيكي»، الذي يضم المبلغ، وأثناء ذلك وصل زميل يعمل معه في الشركة ذاتها إلى مكان الواقعة، كان من المفترض أن يكون معه خلال إيداع المبلغ، لكنه وصل متأخراً بعض الشيء، ليحاولا معاً اللحاق بالسارق والإمساك به، إلا أنه اختفى في منطقة «القرم» بين الأشجار الكثيفة، أبلغا بعدها الشرطة، التي مشطت، بدورها، المنطقة بالاستعانة بإدارة المهام الخاصة وطيران الجو في الشرطة وقيادة السرب الثاني، باعتبار الموقع، الذي اتجه إليه «بحري» ومكون من مياه ضحلة، دون أن يسفر ذلك عن العثور عليه.وقال مدير إدارة التحريات: إن خبرة رجال التحريات والمباحث الجنائية في شرطة رأس الخيمة، وتمرسهم في مثل تلك القضايا، جعلهم لا يقتنعون بما ذكره المبلغان من رواية، لتحوم حولهما الشبهات وتثور الشكوك في أن يكونا متورطين في عملية السرقة، وبعد مراجعة «سيناريو الواقعة»، وفقاً لرواية المبلغين نفسهما عن جريمة السرقة، وخط سيرهما منذ استلام المبلغ المسروق حتى الوصول إلى المركز التجاري، تكشف لرجال التحريات عدد من التساؤلات وعلامات الاستفهام، التي تعزز شكوكهم في «المبلغين».وبحسب عبد الله منخس، مع مواصلة عملية البحث والتحري، ورغم الصعوبة البالغة، التي واجهت فريق العمل الشرطي، في ظل شح المعلومات، واتساع رقعة المركز التجاري، وكثرة مرتاديه، توصلت تحريات رجال الشرطة إلى الاشتباه في متهم، يقيم في إحدى الإمارات المجاورة، لتتخذ الإجراءات القانونية، بجانب التنسيق مع الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي، ومداهمة شقة المشتبه به وضبطه، الذي أقر أنه قدم إلى الإمارات بتأشيرة زيارة، حيث تعرف إلى أحد الأشخاص، الذي وعده بمساعدته للحصول على وظيفة، فيما تواصل معه لاحقاً، وطلب منه سرقة الضحية مقابل أن يوفر له فرصة عمل، وأعد له خطة محكمة وزوده بالتفاصيل ومكان السرقة، لينفذ، بدوره، عملية السرقة، ويخفي المبلغ المالي في المكان، الذي اتفقا عليه ب «القرم»، بينما توجه فريق العمل إلى الموقع، الذي أدلى بمواصفاته، حيث استرجعت الشرطة المبلغ، وتبين أن المتهم، الذي حرضه على السرقة، هو المشتبه به الثاني، الذي وصل في وقت لاحق من وقوع السرقة.وأضاف: بعد تضييق التحقيق على المتهمين، تكشفت الحقيقة كاملة لرجال التحقيق، الذين توصلوا إلى أن المتهمين جميعاً متآمرون معاً، والمشتبه الأول، وهو المبلغ، هو من رسم «سيناريو السرقة»، بالكامل وخطط له مع المشتبه به الثاني، ليستوليا على أموال الشركة، دون أن تحوم حولهما الشبهات، ولكن يقظة رجال الشرطة كانت لهم بالمرصاد، وبناء عليه تمت إحالتهم مع المضبوطات للجهات المختصة لاستكمال باقي الإجراءات القانونية بحقهم.