طالما وصفت قطر نفسها أنها قبلة الرياضة في العالم، وهي في سبيل ذلك وطدت علاقتها بالاتحاد الدولي لكرة اليد واستضافت من وراء ذلك أغلب بطولاته الكبرى في السنوات الأخيرة، لكنها تعرضت لضربة معنوية قوية بإعلان ناديي الأهلي المصري والنور السعودي بطلي إفريقيا وآسيا انسحابهما من المشاركة في كأس العالم لكرة القدم الذي يقام في الدوحة من 25 إلى 28 أغسطس /آب المقبل.عادة يلعب في البطولة أبطال القارات، وكان الأهلي قد تأهل إلى بطولة كأس العالم للأندية، بعد تتويجه بلقب بطل كأس السوبر الإفريقي، على حساب مواطنه الزمالك، في حين صعد النور بوصفه بطلاً لقارة آسيا بعد تفوقه على فريق الجيش القطري.وجاء في حيثيات قرار النادي الأهلي بالانسحاب ماعبّر عنه محمود طاهر رئيس الأهلي الذي أكد أن ناديه ملتزم بسياسات الدولة المصرية وقرار مقاطعتها لقطر.من جانبه، ذكر اللواء شيرين شمس المدير التنفيذي للنادي أن اعتذار الأهلي يأتي تضامناً مع اتجاه مصر السياسي ومع قرار المقاطعة المصرية لقطر نتيجة سياساتها العدائية تجاه الدول العربية ورعياتها للإرهاب، مضيفاً في بيان صحفي أن الأهلي كان سباقًا لمثل هذه الخطوات عندما قاطع علاقته بقنوات «بي إن سبورت» الرياضية ومنعها من دخولها مقراته في الجزيرة ومدينة نصر والشيخ. وأشار شمس إلى أن النادي قرر الانسحاب قبل فترة السماح التي أقرها الاتحاد الدولي لكرة اليد، إلاّ أن هناك مخاوف من حدوث تعنت من قبل مسئولي الاتحاد والإصرار على تطبيق الغرامة المفروضة في مثل هذه الحالات رغم تأكيدات من قبل مسؤولين في وزارة الرياضة المصرية بعدم فرض غرامات.وكان الاتحاد الدولي لكرة اليد أعلن في 9 يونيو/ حزيران الحالي أنه يدرس سحب تنظيم مونديال الأندية من قطر بسبب مشاركة فريقين من دولتين لا تقيمان علاقات دبلوماسية معها.ويترأس الاتحاد الدولي لكرة اليد المصري حسن مصطفى، لكن في حال إبقاء البطولة في الدوحة فإن ذلك قد يخلق مشاكل عدة، ولاسيما أن بديل الأهلي هو الزمالك الذي لن يقبل بدوره في المشاركة، في حين أن بديل النور هو فريق الجيش القطري الذي كان حل مؤخراً ودمج مع فريق آخر هو لخويا. وتأهلت فرق فوكس برلين وجامعة سيدني بطل أوقيانوسيا وفاردار سكوبى المقدوني وسبورت بينيهروس البرازيلي للبطولة.عموماً، انسحاب الأهلي والنور، يسيئ إلى صورة قطر الرياضية، ويعطي عن أنها دولة تشهد توترات مستمرة مع جيرانها بسبب سياستها، حيث سبق لمنتخبي الإمارات والبحرين أن انسحبا ورفضا المشاركة في كأس العالم التي أقيمت في قطر عام 2015 بسبب أزمة دبلوماسية مشابهة.وتريد قطر أن تفرض نفسها لاعباً أساسياً في عالم كرة اليد من خلال علاقة ملتبسة مع الاتحاد الدولي لكرة اليد الذي ينظم مؤخراً أهم بطولاته في الدوحة، كما أن قطر لجأت إلى عمل غريب عندما تشارك في كأس العالم للمنتخبات عبر جلب أبرز اللاعبين المعروفين في العالم وتجنيسهم ليلعبوا باسم «العنابي».وكان من المفارقات أن قطر هزمت ألمانيا العريقة مرتين في كرة اليد، لتسخر صحيفة«بيلد» الشهيرة من ذلك وتكتب في عنوانها «الإقصاء مجدداً من بطولة العالم علي يد مرتزقة الصحراء»، في الإشارة إلى المنتخب القطري.والمضحك أن قائمة منتخب قطر في مونديال 2015 تألفت من 17 لاعباً معظمهم مجنّسون، بعدما عمد الاتحاد القطري إلى جذب مجموعة من نجوم اليد على مستوى العالم، ووضعهم تحت تصرف المدير الفني الإسباني فاليرو ريفيرا، حامل لقب النسخة السابقة من المونديال مع منتخب إسبانيا.ويستغل الاتحاد القطري لكرة القدم، خلال حملته لتجنيس لاعبين يمكن لهم أن يمثلوا المنتخب، نقطة سماح قانون الاتحاد الدولي لكرة اليد للاعبين بتمثيل منتخب يحملون جنسيته، إذا مرّ عامان دون أن يدافعوا عن ألوان بلدهم الأصلي.وتنوعت مصادر لاعبي منتخب قطر المجنّسين بين عدة بلدان، هي مونتينغرو (3 لاعبين) ومصر والبوسنة (لاعبان من كل بلد)، وتونس وإسبانيا وفرنسا وكوبا (لاعب واحد من كل بلد).أمّا في أولمبياد ريو دي جانيرو عام 2016 فلقد سخرت مواقع التواصل الاجتماعي من منتخب قطر نظراً لتواجد عدد كبير من اللاعبين المجنّسين في صفوفه من جنسيات صربية وكرواتية وتحول الفريق العنابي إلى عائلة «فيش»، في إشارة إلى اللاعبين ماركوفيتش ودانييل سازيتش ومميفتش.قناة PBS sports في مواجهة «بي إن سبورت» تعقد قناة PBS sports مؤتمراً صحفياً الأربعاء المقبل، للحديث عن تفاصيل اطلاق القناة المتوقع ان تنافس في السنوات المقبلة قنوات «بي ان سبورت»القطرية وتحصل على حقوق بث البطولات الوطنية في في إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا.وحسب المعلومات فإن القناة السعودية ستبث من مصر، وكتب الإعلامي المصري طه الحديري عبر حسابه في «فيسبوك» أن «القناة ستكون أكبر منصة رياضية في العالم العربي برأس مال يتجاوز 7 مليارات دولار، وأنه سيتم الكشف عن العديد من التفاصيل والمفاجآت».وستبث القناة الجديدة ذات التمويل السعودي والكادر الفني الذي يغلب عليه الطابع المصري مجاناً في الوقت الحالي على القمر الصناعي «نايل سات» و«عرب سات»، ومن ثم ستكون بسعر رمزي بعد نيل الحقوق كون اللوائح الدولية للبث تستوجب أن تكون القنوات الناقلة مشفرة. قطر تخلط الرياضة بالسياسة رغم أن قطر تردد في الفترة الأخيرة أنه يجب عدم خلط السياسة بالرياضة وذلك رداً على من يطالب بسحب تنظيم كأس العالم منها، إلا أنها لا تطبق ذلك على نفسها حيث ذكرت صحيفة«الموندو ديبورتيفو» أمس أن ناصر الخليفي رئيس نادي باريس سان جيرمان المملوك قطرياً يرفض انتقال اللاعب الإيطالي فيراتي إلى صفوف النادي الكاتالوني بسبب غضبه من برشلونة الذي تعاقد مع شركة«راكوتين» الصينية لرعاية قمصانه، في الوقت الذي أوقف التعامل مع «قطر للطيران».