أنور إبراهيم(القاهرة) كان للمانشيت العريض الذي كتبته صحيفة «أبولا» البرتغالية أمس الأول، وقع الصدمة في الأوساط الكروية الأوروبية وبوجه خاص الإسبانية، الصحيفة قالت إن النجم الكبير كريستيانو رونالدو يرغب في مغادرة إسبانيا بعد الاتهامات التي طالته بشأن التهرب الضريبي، بل إن الصحيفة أضافت أن هذا القرار على مايبدو «لا رجعة فيه» وأن «الدون» أبلغه لزملائه في منتخب البرتغال الذي يشارك حاليا في بطولة كأس القارات بروسيا، كما أبلغه أيضا الى زملائه في ريال مدريد.. فما هي حقيقة الأمر؟ وما مدى جدية رونالدو فيما قاله ؟ وماهي التداعيات المتوقعة في حالة اصرار كريستيانو على ماقاله؟ أسئلة كثيرة بحاجة الى ايضاحات، وبالفعل جاءت أول ردود الفعل الاسبانية من صحيفة «ماركا» إذ قالت: بعد اتهام كريستيانو بالتهرب الضريبي، كان من الطبيعي أن يكون رد فعله انفعاليا على هذا النحو لأنه واقع تحت تأثير«حالة ضيق شديدة» وعدم ارتياح، ولأنه يشعر على مايبدو بأن الصحافة أساءت التعامل معه كما أساءت تناول هذه القضية منذ الاعلان عن الاتهامات الموجهة اليه من جانب النائب العام الإسباني، وهى الاتهامات التي تزعم تهربه من سداد 7و14 مليون يورو لمصلحة الضرائب الإسبانية. وهذا الشحن الانفعالي الكبير دفع رونالدو – والكلام لماركا- الى ابلاغ زملائه بأنه يأمل في الرحيل من ريال مدريد، بل وأضاف بالحرف الواحد قائلا: سأغادر مدريد ولم يعد هناك مجال للعودة للوراء، ومعنى هذا الكلام من رونالدو، أنه ينوي الذهاب الى بلد آخر أو بمعنى أدق أن هذا ما كان «الدون» يرغب في أن يلمح اليه، وهو بالتأكيد نبأ سيئ بالنسبة لناديه الذي يأمل في بقاء نجمه الأول، وخاصة أن اللاعب نفسه كان صرح مؤخرا بأنه ينوي اللعب حتى سن 41 سنة وبأنه يريد أن ينهي مشواره الكروي في ريال مدريد. وفي مقابل هذا الموقف الانفعالي من جانب رونالدو، كان رد فعل النادي الملكي ومسؤوليه هادئا، وقرر منح نجمه الكبير مهلة أسبوعين للتفكير جيدا في قراره وهي مدة تتناسب مع الفترة التي يقضيها مع منتخب بلاده في اطار خوض فاعليات بطولة كأس القارات بروسيا والتي تنتهي يوم 2 يوليو القادم. ويأمل مسؤولو «الميرينجي» أن تكون هذه الفترة كافية لإمعان التفكير فيما قاله ولاتخاذه القرارالسليم، وحرصوا في الوقت نفسه على عدم شغل رونالدو بالاتصالات التليفونية طوال تلك الفترة، حتى يمكنه التركيز مع منتخب بلاده في البطولة. ولكن ماذا يحدث إذا ما صمم رونالدو على قراره بالرحيل من إسبانيا ومغادرة ريال مدريد ؟ الاجابة جاءت على لسان «ماركا» اذ قالت إن هناك بندا بشرط جزائي في عقد رونالدو بقيمة مليار يورو ومن الممكن أن يتم تفعيله من أجل شراء السنوات المتبقية في عقده، وهو بالطبع مبلغ كبير جدا لايمكن لأي ناد أن يدفعه، وإن كانت هناك بعض العروض التي اقترحت على الريال مبلغ 180 مليون يورو مقابل ضم كريستيانو رونالدو على حد قول صحيفة «أبولا» البرتغالية، ولكن الريال لم يؤكدها من قبل. ويتردد أن الأندية المهتمة بأمر ضم رونالدو هي الأندية الأكثر قدرة مالية على ابرام صفقات كبيرة مثل مانشستر يونايتد وباريس سان جيرمان أو بعض الأندية الصينية. ومن جانبها ذكرت صحيفة «لوموندو ديبورتيفو» أن فلورينتينو بيريز رئيس ريال مدريد سيجتمع مع رونالدو بمجرد عودته من بطولة كأس القارات التي يشارك فيها مع منتخب بلاده، وذلك للتعرف على حقيقة ما ردده ونشرته صحيفة «أبولا» البرتغالية. وأوضحت الصحيفة أن بيريز سيحاول اقناع رونالدو بالبقاء والتخلي عن فكرة مغادرة ريال مدريد. وأضافت أن إدارة ريال مدريد لن تصدر آية بيانات انفعالية أو متسرعة حتى تتيح لنفسها فرصة دراسة الموقف جيدا قبل عودة رونالدو. كما أفادت تقارير صحفية إسبانية أنه في حالة اصرار رونالدو على الرحيل، فان النادي الملكي سيطلب مبلغ 200 مليون يورو مقابل الاستغناء عنه، وهو مبلغ لاتقدر على تلبيته سوى أندية الدوري الصيني التي طالب احداها في منتصف الموسم المنتهى بضم رونالدو. ويبقى السؤال: هل من الممكن أن يكون رونالدو راغبا بالفعل في الرحيل من إسبانيا ؟ وهل يساوي هذه الأرقام المذكورة سلفا ؟ وهل هناك بالفعل من هو على استعداد لدفع هذه المبالغ غير الأندية الصينية ؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام المقبلة.. كما ستكشف في الوقت نفسه عما اذا كان التصريح الذي أدلى به رونالدو في شهر نوفمبر الماضي عند تمديد عقده حتى عام 2021 له «دلالة ما» أم لا، وهو التصريح الذي قال فيه وقتها: هذا ليس عقدي الأخير!