أعلن النظام السوري وقف الأعمال القتالية لمدة 48 ساعة في مدينة درعا جنوب سوريا بين قوات النظام ومسلحي المعارضة، في المدينة التي شهدت أعمال قتال عنيفة في الأسابيع الأخيرة. وقالت القيادة العامة لقوات النظام في بيان نشرته على موقع وزارة الدفاع «وقف العمليات القتالية اعتباراً من الساعة 12:00 ظهراً 17-6-2017 في مدينة درعا لمدة 48 ساعة وذلك دعماً لجهود المصالحة الوطنية». وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الهدوء ساد بشكل كبير في المدينة بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. وجاءت الهدنة نتيجة لاتفاق توسطت فيه الأردن وروسيا والولايات المتحدة، حسبما أضاف المرصد السوري دون الإشارة لمزيد من التفاصيل. من جانبه، قال مصدر إعلامي مقرب من فصائل المعارضة في محافظة درعا لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن «الهدنة التي أعلنها النظام في مدينة درعا بسبب فشله المتكرر منذ بدء حملته الشرسة قبل أسبوعين لحصار مدينة درعا والسيطرة عليها، خصوصاً بعد فشله في التقدم شبراً واحداً قبيل البدء باجتماعات أستانة التي تم تأجيلها من موعدها السابق في الثاني عشر من الشهر الحالي لمنح وقت أكبر لقوات النظام لتحقيق أي خرق ممكن في جبهات درعا». وأوضح المصدر الإعلامي أن «الوضع العسكري والميداني على الأرض هو لصالح الثوار، وأن التوصل إلى هدنة يعتبر بمثابة انتصار لفصائل الثوار التي صمدت طوال الأسابيع الماضية في وجه الآلة العسكرية الوحشية للنظام ومليشياته، حيث يبدو أن إعلان النظام للهدنة هو انسحاب جزئي لحفظ ماء الوجه أمام أنصاره ومؤيديه». في الأثناء، أكدت وزارة الدفاع الروسية، إحباط عملية كبرى لتنظيم «داعش» الإرهابي ضد القوات السورية في دير الزور. وقالت الوزارة في بيان: «في بداية يونيو/حزيران من العام الجاري، قامت القوات الجوية السورية، باستخدام طائرات بدون طيار بالكشف عن تجمع لمتشددين من تنظيم داعش كانوا يعدون لعملية ضد القوات الحكومية السورية في مدينة دير الزور»، بحسب وكالتي سبوتنيك وإنترفاكس. وأشارت الوزارة إلى أنه تم يومي 6 و8 من الشهر الجاري قتل نحو 180 متشدداً، ومن بين القتلى أبوياسين المصري أبوعمر البلجيكي، كما تم تدمير 16 عربة مدرعة وذخائر. إلى ذلك، سيطرت قوات النظام السوري على مساحات جديدة شرق مدينة تدمر وسط البادية السورية، في طريق تقدمها باتجاه بلدة السخنة 70 كم شمال تدمر المعقل الرئيسي لتنظيم «داعش» في البادية السورية. وذكر قائد ميداني برتبة عميد يقاتل مع قوات النظام أن «القوات الحكومية والمسلحين تمكنت بعد مقاومة عنيفة من مسلحي داعش من السيطرة على بئر حفنة وسد أرك وسلسلة جبال التدمرية الشمالية شرق مدينة تدمر بحوالي 45 كم». وتحدث القائد الميداني عن استمرار العمليات العسكرية في المنطقة باتجاه بلدة السخنة، مشيراً إلى أن المشاركة الفعالة للطيران الحربي الروسي لها الدور الأبرز والحاسم في السيطرة على المزيد من المساحات بريف تدمر.
مشاركة :