فقد سبعة بحارة أميركيين وأصيب عدد آخر بعد اصطدام مدمرة تابعة للبحرية الأميركية بسفينة حاويات ترفع علم الفلبين قبالة سواحل اليابان. وقال الأسطول السابع الأميركي إن برايس بينسون، قائد المدمرة «يو إس إس فيتزجيرالد»، كان من بين المصابين في حادث التصادم الذي وقع صباح أمس (السبت) على بعد 56 ميلا بحريا جنوب غربي يوكوسوكا. وتم نقل القائد بينسون لتلقي العلاج وهو في حالة مستقرة في مستشفى البحرية الأميركية في يوكوسوكا، مقر الأسطول السابع الأميركي. كما تم إجلاء اثنين آخرين من البحارة، حيث تلقيا العلاج من تمزقات وكدمات، ويقوم الطاقم بتقييم حالة الجرحى الآخرين. وعادت المدمرة «فيتزجيرالد» إلى قاعدتها في يوكوسوكا في اليابان بعد حادث التصادم الذي وقع في وقت مبكر صباح أمس السبت مع الحاوية، التي تفوقها حجما بثلاثة أمثال وترفع علم الفلبين في شرق اليابان.وأوضح المسؤول في خفر السواحل اليابانيين يوتاكا سايتو لقناة «إن إيتش كيه»، أن «المنطقة تشهد عبورا كثيفا للسفن وهي شهدت حوادث سابقا». ولم يتضح السبب الذي أدى إلى الاصطدام، إلا أن القناة اليابانية قالت إن سفينة الشحن وطولها 222 مترا قامت بانعطافة حادة قرابة الوقت الذي سجل فيه الاصطدام. الممرات المائية القريبة من خليج طوكيو مزدحمة بالسفن التجارية التي تبحر من وإلى ميناءي الحاويات الكبيرين في اليابان في طوكيو ويوكوهاما.وأضافت البحرية الأميركية أن جهود البحث عن البحارة جارية، وتقوم بها طائرات أميركية ويابانية وسفن سطح. وسبب حدوث التصادم غير واضح. وقال المتحدث باسم الأسطول السابع: «بمجرد انتهاء التحقيق، يمكن التعامل مع أي قضايا قانونية».وقال البيان الصادر عن البحرية الأميركية، إن الحادث تسبب في «أضرار جسيمة وفيضانات مرتبطة بعنابر للنوم ومكان للماكينات وغرفة لاسلكي». ورغم الجهود لتخفيف دخول المياه «فلا يزال من غير الواضح المدة التي سيستغرقها الأمر للدخول إلى هذه الأماكن بمجرد وصول السفينة الرصيف في يوكوسوكا». الضرر لوحظ على جانب المدمرة الأيمن فوق وتحت خط المياه». وبعد عودتها إلى يوكوساكا قالت البحرية إن غواصين سيفحصون الأضرار ويخرجون بخطة للإصلاحات. وأوضحت أن «فيتزجيرالد» تعمل بطاقتها «على الرغم من أن دفعها محدود». المدمرة «فيتزجيرالد» وضعت في الخدمة في 1995 وشاركت في حرب العراق في 2003. وقال خفر السواحل الياباني بشكل منفصل إن زورقا للقطر سحبها إلى يوكوساكا.وقال خفر السواحل الياباني إن أيا من الطاقم المكون من 20 بحارا فلبينيا على متن السفينة «إيه سي إكس كريستال التجارية» لم يصب بأذى. وأضاف أن السفينة وصلت إلى خليج طوكيو وأبحرت بقوة دفعها الخاصة دون مساعدة. وبثت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية لقطات التقطت من الجو للمدمرة حيث يوجد تجويف كبير في جانبها الأيمن. وكتب الأسطول السابع الأميركي، في وقت لاحق على «تويتر»: «البحارة من السفينة (يو إس إس ديوي) يساعدون في جهود السيطرة على الأضرار الناجمة عن تدفق المياه إلى المدمرة».وشكر الأميرال جوزيف أوكوين، قائد الأسطول السابع، خفر السواحل الياباني في تدوينة على صفحة الأسطول على موقع «فيسبوك» وأضاف: «نحن ملتزمون بضمان العودة الآمنة للسفينة إلى ميناء يوكوسوكا». وتم حجب أسماء البحارة المفقودين حتى إخطار عائلاتهم.وكتب أحد ذوي البحارة على صفحة الأسطول السابع على موقع «فيسبوك»: «ابنتي على متن (المدمرة) فيتزجيرالد»، مضيفا: «أشعر بقلق بالغ. أحتاج فقط للاطمئنان عليها. أتعاطف مع كل البحارة وأسرهم».الأدميرال جون ريتشاردسون قال: «عندما تصلنا معلومات جديدة سنقوم بإبلاغ أسر (طاقم المدمرة) فيتزجيرالد، كما والرأي العام عندما يكون ذلك ملائما»، معلنا وقوفه إلى جانب أسر أفراد طاقم المدمرة «فيتزجيرالد» وأسرهم.ويقوم حرس السواحل الياباني بالبحث عن البحارة المفقودين، وتم إرسال السفينة «يو إس إس ديوي» وزورقي سحب وطائرة لتقديم المساعدة، فضلا عن مروحيات وطائرات أخرى.وقال الأميرال سكوت سويفت، قائد الأسطول الأميركي في المحيط الهادي: «نحن نركز الآن على أمرين: سلامة السفينة وسلامة البحارة». وأضاف: «نشكر شركاءنا اليابانيين على مساعدتهم». وقالت وزارة الخارجية الفلبينية إنها ترصد التقارير عن كثب. وقال البيان: «ننسق مع السلطات المعنية بما في ذلك حكومتا الولايات المتحدة واليابان لتحديد مدى الضرر وعدد الضحايا، خصوصا إذا كان هناك أي مواطن فلبيني بينهم». وأظهرت مشاهد تلفزيونية تم تصويرها من الجو عملية إجلاء أحد الضحايا بواسطة نقالة وعملية سحب مسعف ياباني إلى مروحية كانت تحلق فوق المدمرة.
مشاركة :