تونس -  الراية : في خطوة مهمة وكبيرة تعبر عن وعي الشعوب العربية، وإدراكها لما يحدث من حولها، وفي تصرف تلقائي يعبر أيضا عن الحب الكبير والاحترام الأكبر الذي تحظى به دولة في هذه الظروف الصعبة، عبرت الجماهير التونسية عن تضامنها مع قطر ووقوفها إلى جوارها ضد الحصار الذي تتعرض له من 3 دول خليجية بلا أي مبرر وبلا أي أدلة. وأثبت الرياضيون التونسيون وعيهم وإدراكهم للحملة الظالمة التي تتعرض لها قطر، من خلال إعلان تأييدهم لقطر والهتاف باسمها بتلقائية وعفوية في المباراة النهائية على كأس تونس التي جرت مساء أمس وجمعت بين فريقي الأفريقي، واتحاد بن قردان، بحضور فخامة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي ذهبت الجماهير التونسية وفي مقدمتها جماهير فريق الأفريقي إلى الملاعب حاملين لافتة ضخمة معبرة عن الوضع العربي قبل أن تعبر عن الحصار الجائر على قطر، ووضعت هذه اللافتة الضخمة في أعلى مدرجات رادس الأولمبي الذي امتلأ عن آخره و تابعه الجميع عبر أثير القنوات الفضائية مساء أمس وكتبت جماهير الأفريقي على اللوحة الضخمة كلمات معبرة للغاية: (كرهناكم يا حكام... تحاصرون قطر ..وإسرائيل في سلام) ! هكذا عبر الشعب التونسي العظيم عن الموقف والحال العربي المؤلم والمؤسف، فإسرائيل التي تعتبر عدو العرب تعيش في سلام وتنعم بكل شيء ولا تعاني من أي حصار، بينما قطر التي دافعت عن الشعوب العربية في ثوارتها الخالدة وفي الربيع العربي تعاني الحصار الجائر من أشقائها العرب والخليجيين .. براً وبحراً وجواً . الجماهير التونسية الواعية و جماهير الأفريقي أرادت أن تعبر عن وقوفها بطريقها عملية بجانب قطر ومساندتها وسط هذا الحصار الجائر، فكتبت بأحرف من ذهب تلوم العرب على تركهم إسرائيل تعيش في سلام، وفي نفس الوقت يحاصرون قطر (كعبة المضيوم) . لم تكتب الجماهير التونسية بهذه العبارات التي كانت لطمة على وجوه العرب، لكنهم شجعوا قطر بحرارة خلال المباراة وهتفوا باسمها كما سمع الجميع خلال المباراة التي نقلت على الهواء مباشرة وعبروا بجرأة وبصوت عال عن أسفهم لقرار رؤساء بعض الدول العربية والخليجية بقطع العلاقات مع قطر في الوقت الذي تنعم فيه إسرائيل العدو الحقيقي للعرب والمسلمين في سلام. الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، حيث وجدت هذه الوقفة الشعبية التونسية و هذه اللفتة الرائعة تجاوباً كبيراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر، فيس بوك، إنستجرام»، خاصة على موقع «تويتر» الذي اشتعل تأييدا لموقف الجماهير التونسية، خاصة أن الشعار تم نقله على الهواء مباشرة عبر العديد من القنوات الفضائية لتكون رسالة واضحة لموقف الشعب التونسي جراء ما يحدث من حصار حول قطر، ورددت الجماهير في ملعب رادس كلمة «قطر.. قطر» مراراً وتكراراً مع رفع الشعار لتؤكد الجماهير التونسية وقوفها خلف قطر قيادة وشعباً وتضامنها معها في هذه المحنة خاصة أن قطر كانت لها وقفات كثيرة مع الشعب التونسي و غيره من شعوب العالم هو سبب العلاقات الطيبة بين الشعبين و هذه الرسالة جاءت من الشعب التونسي للشعب القطري وقيادتنا الرشيدة، لتبعث برسالة للعالم عما تعرضت له قطر من ظلم بين من حكام خليجيين وعرب مسلمين تربطهم بهم علاقات تاريخية، ليكون هذا الموقف صعبا للغاية في عيون كل عربي ومسلم تجاه دولتنا التي كثيراً ما نصرت المظلومين ووقفت بجوارهم. واعتبر بعض المغردين أن هذا التضامن يعبر عن شعوب حرة تقول رأيها ولا تعاقب على تعاطفها، كما أشاد آخرون بموقف الجماهير التونسية ووقوفها بجانب الحق. وبالعودة للمباراة فإن الأفريقي تمكن من تحقيق اللقب للمرة الأولى منذ 17 عاماً وتحديداً منذ عام 2000، وهي المرة الـ 12 في تاريخ الأفريقي، بفوزه على بن قردان بهدف نظيف، ليعوض جماهيره عن ضياع لقب بطولة الدوري. وأحرز هدف المباراة الوحيد صابر خليفة قائد الفريق، بعد أن تلقى تمريرة عرضية حولها في الشباك من داخل منطقة الجزاء في الدقيقة الثالثة لكنه غادر الملعب عقب حصوله على بطاقة حمراء في الدقيقة الأخيرة.