باعشن خريج الفلاح لازم المسجد أكثر من 50 عاما ومات في طريقه لصلاة الفجر

  • 6/18/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

جدة: ريان الجهني 2017-06-17 11:25 PM أثارت وفاة الشيخ محمد بن أبي بكر بن عبدالله باعشن، الفقيه والعالم والمربي والمحتسب، والذي مات دهسا بسيارة وهو في طريقه لأداء صلاة فجر يوم الأحد الماضي، بعد أن قضى في إمامة المصلين أكثر من 50 عاما في مسجد الخير بحي الكندرة بجدة، مشاعر وعواطف أهالي محافظة جدة، وظهرت تلك المواقف والمشاعر جلية في مواقع التواصل الاجتماعي، متداولين تفاصيل حياته التي بلغت قرنا من الزمان، حيث صلي عليه العصر في مسجده الذي لم يتخلف عن الصلاة فيه إماما وخطيبا، ليشيع جنازته في مشهد نادر ومهيب، وحضور غفير من الكبار والصغار سيرا على الأقدام لمقبرة أمنا حواء التي تبعد 3 كيلومترات ليوارى في مثواه الأخير. خطبه دروس فقهية قال شقيق الشيخ، المحاسب والمستشار القانوني عبود باعشن، لـ«الوطن» إن الفقيد من أسرة علم ودين، فجده الشيخ العلامة الفقيه الإمام سعيد بن محمد باعشن، وينتمي لأسرة الباعشن، وهي أسرة علمية من بيوتات العلم والدين التي أسست قرية رباط باعشن للعلم في وادي دوعن بحضرموت منذ 600 عام، وينتمي إليها مجموعة من العلماء والقضاة، كما يعود نسب أسرته القرشية كما ذكر علماء الأنساب في كتب التاريخ إلى سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه. وأضاف أنه رحل بعد تخرجه ببضع سنوات إلى حضرموت عام 1360 لزيارة الأهل والأقارب وتعاهد مواقع الصبا ومسقط رأسه، قاصدا مدينة العلم تريم وإدراك عدد من أهل العلم والفضل، ومن أشهرهم العلامة عبدالله بن عمر الشاطري الذي لحقه في أواخر عمره، ولم يطل مكثه في تريم، بل عاد إلى دوعن عام 1367، ورجع بعد ذلك -رحمه الله- إلى جدة، واستقر بها منذ ذلك الحين وحتى وفاته. وتابع عبود، أن الشيخ محمد كان يبكر دائما للصلاة، ومداوما على النوافل والسنن، وكان جهوري الصوت، وذا نغمة محببة في القراءة، حيث كان الكثيرون يقصدون مسجده لسماع نغمة صوته الجميلة، إضافة إلى خطبه ومجالسه المميزة، حيث كانت خطب الجمع عبارة عن دروس فقهية مكثفة. إجادة الإنجليزية والفرنسية ابن الفقيد حسين، أكد أن والده أنه كان يحج كل عام حتى أواخر عمره بسبب إصابته في رجله التي منعته من كثرة المشي، مشيرا إلى أنه كان شديد التواضع كثير الشفقة على المساكين والفقراء، زاهدا في الدنيا ومتاعها متخففا منها إلى الغاية، رغم ثراء عائلته واستطاعته الانتقال والسكن في القصور الفارهة، ولكنه كان من الزاهدين وقدوة في كل شؤونه، ولا يراه الناس إلا ماشيا من أو إلى المسجد. في حين كشفت ابنة أخ الفقيد الروائية مها بنت عبود باعشن، أن الشيخ كان يجيد اللغة الإنجليزية بطلاقة إلى جانب الفرنسية، وإلى جانب أنه كثير الاطلاع على كتب العلم من مختلف بقاع الدنيا، ويقرأ لكبار العلماء، ويحفظ معظم كتب السنة والحديث، وفي نطاق التعامل الأسري كان لين الجانب يحب لغة الحوار، وكان يمتاز بالحكمة والنظر إلى الأمور بزاوية واسعة، بل كان واحة للعلم ومرجعا في مختلف نواحي المعرفة.

مشاركة :