الرحلة السياحية بنهر لوار لا تخلو من أجواء الإثارة والمغامرة ويعتبر أطول الأنهار في فرنسا وأعنفها، ويمتاز بروعة المناظر الطبيعية.العرب [نُشر في 2017/06/18، العدد: 10667، ص(17)]الماضي يزين الحاضر نانت (فرنسا) – يعتر نهر لوار أطول الأنهار في فرنسا وأعنفها، ويمتاز بروعة المناظر الطبيعية، وتمر الرحلة النهرية به على القلاع والحصون ومزارع الكروم، ولذلك فإن الرحلة السياحية بنهر لوار لا تخلو من أجواء الإثارة والمغامرة. ويجلس القبطان بُنوا خلف عجلة قيادة السفينة الضخمة؛ ويجول ببصره على ضفاف النهر الرملية ويلمح البيانات على لوحة القيادة، وأكد القبطان أن مستوى الماء ليس مرتفعا للغاية، ولكن الرحلة النهرية ستسير بدون مشاكل. وقد قام القبطان، الذي يبدو في منتصف الثلاثين من عمره، بقيادة المراكب السياحية في نهر السين كثير التعرجات، بالإضافة إلى نهر الراين ونهر الرون، ولكن القيادة في نهر لوار تعتبر صعبة بعض الشيء بسبب المياه الضحلة والتيارات الشديدة. ويتولى القبطان بنوا قيادة السفينة السياحية “إم إس لوار برينسيس” منذ أبريل 2015، والتي تعتبر الباخرة السياحية الوحيدة في أطول نهر في فرنسا، وتبدأ الرحلة من مدينة نانت على ساحل المحيط الأطلسي وتنتهي بعد مسافة 150 كلم في مدينة سومور. وتعتبر مدينة نانت موطن الروائي والشاعر والكاتب المسرحي جول فيرن صاحب كتاب “80 يوما حول العالم”؛ حيث ولد جول فيرن على مسافة قريبة من المرسى بجزيرة فيديو. وعندما كانت مدينة نانت تستفيد من المستعمرات الفرنسية قام التجار الأغنياء وأصحاب السفن ببناء المنازل والقصور الرائعة على هذه الجزيرة الصغيرة في أحد روافد نهر لوار، ولا تزال واجهات المنازل والقصور مزينة بأشكال مختلفة من المنحوتات الحجرية. وتزخر مدينة نانت بتاريخ عريق مع الكثير من الكنوز الأثرية والتاريخية؛ حيث تشتمل البرامج السياحية لهذه المدينة على القلعة المهيبة لدوقات بريتاني، مع أبراجها السبعة والممشى الذي يبلغ طوله 500 متر، وكاتدرائية سانت بيير وسانت بول الرائعة، ومنطقة التسوق بوميراي التي تعود إلى القرن التاسع عشر. ويمتد نهر لوار لمسافة 1000 كلم ولا يعد أطول نهر في فرنسا فحسب، بل إنه يعتبر واحدا من الأنهار الجامحة في أوروبا؛ حيث تكثر به التيارات المتدفقة الشديدة وانخفاض منسوب الماء كما أن الضفاف الرملية به تغلف الملاحة فيه بأجواء من الإثارة والمغامرة. وتبحر في نهر لوار حاليا قوارب الصيد الصغيرة وقوارب كانو، ويمكن للقوارب السياحية الإبحار في الجزء الأخير من النهر بين إنجيه ونانت وسان نازير، ومنذ أبريل 2015 تبحر السفينة السياحية “إم إس لوار برينسيس”، والتي تتضمن 48 كابينة، كما أنها تعتبر الباخرة السياحية الوحيدة في نهر لوار. ويتذكر القبطان بنوا يوم 10 يوليو 2015 عندما واجه تيارات متدفقة شديدة وانخفاض في منسوب المياه؛ حيث جنحت الباخرة السياحية على الرمال، وليس هناك مشكلة كبيرة في ذلك؛ حيث تم سحبها مرة أخرى بعد مرور سبع ساعات، وقد استغل السياح هذا الوقت في الاستمتاع بحمامات شمس على سطح السفينة. وتبدأ الرحلات السياحية على متن الباخرة “إم إس لوار برينسيس” في فصل الربيع وتنتهي في الخريف.
مشاركة :