لا أزمة بين فاتن حمامة وأنور وجدي

  • 6/18/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة – خالد بطراوي | كم من مواقف تشهدها الأعمال السينمائية، خلال وبعد تصويرها، تظل عالقة في وجدان أبطالها لما لها من ذكريات، ربما لا يعرف المشاهد الكثير عنها، الصورة تبقى دليلا حيا على الموقف.. نقدمها مع قصة الحدث ليخرج في «حكاية زمان يا فن». لا أظن أن هناك من ينكر أن فاتن حمامة تعد واحدة من أقوى الممثلات اللاتي ظهرن خلال النصف الثاني من القرن الماضي، بل انها تعتبر واحدة من أهم الممثلات المصريات على الإطلاق، فهي ممثلة غير عادية ونجمة غير تقليدية، تحترم فنها وجمهورها ولا تقبل أي شيء لمجرد الوجود فقط، وأروع ما فيها أنها كانت تقف بجوار كل من تعرفه من قريب أو بعيد، ناهيك عن أنها فنانة لن تتكرر وإنسانة أيضاً من الصعب أن تجدها في الحياة بهذا النقاء، فإن التاريخ الفني المعاصر لم يذكر أبداً أنها كانت طرفا في أي خلاف فني، أو أنها دخلت عضوة في شلة فنية تناوئ أخرى، وكذلك المحاكم المصرية أبداً لم تسجل دعوى أقيمت على فاتن حمامة أو دعوى اقامتها على أحد. والشيء الجدير بالملاحظة أنه في عام 1947 كانت هناك حرب طاحنة بين الفنان أحمد سالم وانور وجدي لدرجة أن أحمد سالم عندما عرف ان فاتن حمامة ستمثل فيلماً من تمثيل وانتاج واخراج انور وجدي، سارع إلى أحد المقربين من أسرة فاتن حمامة وشرح له وجهة نظره وقال: إن فاتن حمامة ممثلة راقية وأنور وجدي مهرج، وان كل أفلامه تهريج في تهريج خصوصاً ان فاتن حمامة تعد الأمل الوحيد في الابتعاد عن التصنع والإثارة والافتعال في التمثيل، ولهذا أريدها ان تكون في دنيا تختلف تماماً عن الدنيا التي تعيش فيها. سمعت فات حمامة ـ يومها ـ النصيحة فابتسمت بذكاء وقالت: أنا لا أمتنع عن التمثيل مع أحد، فإذا كانت القصة المعروضة جيدة والدور الذي سأمثله جيداً.. فأنا لست على استعداد لأن أكون طرفاً في أي خلاف او منحازة إلى أي شلة فنية. والمثير للدهشة أنه بعد مرور سبع سنوات وقفت فاتن حمامة لأول وآخر مرة أمام أنور وجدي في فيلم «قلوب الناس» عام 1954، وهو الفيلم نفسه الذي أعيد تقديمه مرة أخرى تحت اسم «الساحرة الصغيرة» بطولة سعاد حسني ورشدي أباظة عام 1963.

مشاركة :