اقتراب موسم «الهروب الكبير»

  • 6/18/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

نهى فتحي ودينا حسان | يبقى المسافر الكويتي شغوفاً بالهجرة الموسمية التي تعد متنفساً له في ظل ارتفاع درجات حرارة الجو في البلاد خلال شهور الصيف والتي تصل إلى نحو يفوق 50 درجة مئوية، ولم يختلف موسم السفر في إجازة عيد الفطر وإجازة الصيف لعام 2017 كثيرا عن الأعوام السابقة، حيث تصدرت أوروبا وأميركا وجهات المسافرين الكويتيين خلال شهور الصيف للرحلات الطويلة، بينما استمر الإقبال على دبي وبيروت وشرم الشيخ لرحلات إجازة العيد. ويقدر عدد المسافرين من الكويتيين خلال عطلة عيد الفطر والأسابيع الأولى من يوليو نحو 250 ألف كويتي. مسؤولو شركات السياحة والسفر أكدوا لـ القبس ان المسافر خلال إجازة العيد والصيف يبحث أولا عن عنصري الأمن والأمان في وجهات السفر التي يستعد للذهاب اليها، خصوصا في ظل التوتر الذي يسيطر على مناطق عدة بسبب العمليات الإرهابية التي أصبحت تهدد مختلف دول العالم، وهو الأمر الذي يجعل الكويتي يخطط الى رحلته مسبقا ويتحرى الدقة في اختيار الأماكن. ويؤكد خبراء القطاع ان هناك اختلافاً بين الوجهات التي يقصدها الكويتيون خلال إجازة عيد الفطر المبارك وبين تلك التي يستعد للسفر اليها خلال أشهر الصيف، حيث تقتصر وجهات العيد على المناطق القريبة مثال تركيا ودبي والسعودية للعمرة وبيروت وشرم الشيخ، خصوصا أن إجازة العيد لاتكفي للسفر إلى الوجهات البعيدة مثل اميركا والدول الأوروبية، أما خلال أشهر الصيف، التي عادة ما تكون الرحلة بين ثلاثة أسابيع وشهر ونصف الشهر فإن اغلب الكويتيين خلال الصيف يخططون للسفر الى دول الأوروبية بالدرجة الأولى، لاسيما مع تسهيل إصدار تأشيرات الدخول، ناهيك عن أنها تسمح للمواطن الكويتي بزيارة عدة دول اوروبية في نفس الوقت، حيث تتضمن عروض السفر زيارة ثلاث الى اربع دول أوروبية في نفس الرحلة. كما أشاروا الى أزمة قطر، التي انعكست على حركة السفر في الكويت، وأربكت بعض الحجوزات على متن القطرية التي تنقل المسافر الكويتي عبر الدوحة الى أربع جهات من الأرض. من جانبه، قال مدير عام سفريات مساعد الصالح كمال كبشة ان تركيز المسافر الكويتي خلال إجازة الصيف ينصب على عدد من العواصم والمدن الأوروبية أبرزها لندن وجنيف وفيينا، وكذلك هناك إقبال خلال هذا الصيف للسفر الى اميركا، التي عادت بقوة كوجهة سياحية يرغب فيها الكويتيون، مؤكدا ان هناك وجهات كانت في السابق متصدرة حركة السفر والآن بدأت الحركة اليها تتراجع بقوة ومنها دول شرق آسيا (ماليزيا وتايلند)، حيث تشهد خلال الصيف الحالي تراجعاً ملحوظاً في الحجوزات على الرغم من تواجد عروض متعددة تقدمها شركات الطيران ومكاتب السياحة والسفر، لكن الإقبال عليها لم يعد كالمعتاد خلال السنوات الماضية، حيث يبحث المواطن الكويتي دائما عن التجديد لذلك فقد بدأت وجهات مثال البوسنة والهيرسك (سرايفو) في أخذ أنظار المسافرين خلال العام الماضي والحالي. وبين كبشة أن إجازة العيد تشهد توجها إلى دول المنطقة مثل بيروت، التي أصبحت نسب الإشغال في طائراتها FULL  خلال الأيام الثلاثة قبل بداية العيد، حيث بلغ سعر التذكرة ذهاب وعودة إلى نحو 250 دينارا، خصوصا أن الإقبال عليها يأتي من الجالية اللبنانية وكذلك الكويتيين الذين لديهم منازل في لبنان، وكذلك القاهرة فقد شهدت الحجوزات ما قبل العيد ارتفاعا غير مسبوق مقارنة بالمعروض من المقاعد، حيث بلغ سعر التذكرة نحو 260 دينارا ذهابا وعودة، في حين تقل تلك الأسعار قليلا مع انتهاء فترة العيد، حيث اتجهت شريحة كبيرة إلى تأجيل السفر إلى تلك الوجهات التي تشهد ازدحاماً  إلى ما بعد العيد للاستفادة من تراجع السعر. أما في ما يخص دبي كوجهة خلال فترة العيد فإن هناك مساحة عرض كبيرة وأيضا حجم طلب ولكن لم تصل الحجوزات إليها إلى حد التشغيل الكامل، حيث لا يزال تتوافر حجوزات عدة، وذلك على عكس مواسم أخرى مثل رأس السنة وفترة الإجازات الصغيرة على مدار العام التي تكون فيها حجوزات دبي ممتلئة بالكامل. وبين أن العروض المقدمة من قبل شركات السياحة للسفر إلى الدول الأوروبية تتراوح ما بين 950 دينارا و1300 دينار، حيث يشمل العرض تذاكر الطيران إلى ثلاث أو أربع دول بالإضافة إلى الإقامة في الفنادق، مؤكدا أن فنادق أوروبا تحدد أسعارها حسب نسب الإشغال، حيث يتم رفع الأسعار كلما ارتفع الإشغال، وهو يعد موسما لتلك الفنادق التي تبدأ في تسويقه منذ شهر مايو خلال الملتقيات والمعارض السياحية التي تقام في المنطقة الخليجية، خصوصا في دبي. وعن تركيا كوجهة سياحية أكد كبشة أنها لا تزال متواجدة كإحدى الوجهات الرئيسية لكن حجم الطلب لم يعد كما كان عليه خلال السنوات الثلاث الماضية، وتراجع الطلب نسبياً مقارنة بالسابق، لذلك لجأت شركات الطيران إلى تخفيض أسعار التذاكر وتقديم عروض مغرية لتشجيع المسافرين، وهو ما ساعد في ترويج الحركة إليها. وعن الأحداث التي تمر بها عدة دول وتأثير ذلك على وجهات المسافرين وقرار السفر قال إن المواطن الكويتي يتمتع بثقافة سياحية عالية نتيجة كثرة السفر وشغفه المستمر بالهجرة الموسمية، التي يلجأ إليها نتيجة لارتفاع درجة الحرارة التي تمر بها البلاد خلال شهور الصيف، لذلك هو يخطط جيدا للرحلة ويتعرف على مخاطر وسلبيات وإيجابيات المنطقة التي يرغب في زيارتها، خصوصا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت أداة لمعرفة كل معلومة اليوم، والتي أصبح لها دور كبير في توجيه السائح. من ناحيته، قال مدير سفريات برستيج هاني محمد نصر إن الأحداث التي تمر بها بعض المناطق غيرت من وجهات المسافرين خلال موسم السفر للعام الحالي، حيث يشهد الموسم تراجعا ملحوظا في الأداء عند مقارنته بمواسم السفر في الأعوام الماضية، معربا عن أمله أن يتحسن الطلب على السفر من قبل الكويتيين بعد إجازة العيد، خصوصا أن هناك شريحة ليست قليلة تعتمد على الحجز في اللحظات الأخيرة. وبين نصر أن أزمة قطر كان لها أثر في تغيير حركة السفر هذا الموسم، خصوصا أن الخطوط القطرية لجأت إلى جذب الركاب إليها من خلال تخفيض تذاكرها بنسب فاقت %30 لبعض الوجهات السياحية لتعويض خسائر التشغيل جراء توقف تسيير الحركة للدول المقاطعة، ناهيك عن الربكة التي تسببت فيها أزمة قطر لركاب الترانزيت خصوصا إلى القاهرة (كويت.. دوحة.. القاهرة)، حيث تم تغييرها إلى وجهات ترانزيت أخرى. ولوحظ تنافس كبير بين «القطرية» وطيران الإمارات على المسافرين الكويتيين. ولفت نصر إلى أن الحركة قبل العيد تقتصر بشكل كبير على الوافدين المتجهين إلى دولهم؛ لذلك تشهد الطائرات المتجهة إلى مصر ولبنان والأردن ضغطاً كبيراً، أما الحركة بعد العيد فإن أغلبها من الكويتيين. وأضاف قائلاً: هناك ملاحظة خلال موسم السفر الحالي لا بد من الإشارة إليها، هي تشغيل أسطول الطائرات الجديدة لـ «الخطوط الجوية الكويتية» الذي كان له بالغ الأثر الإيجابي لدى المسافر الكويتي الذي فقد الثقة بــ «الكويتية» على مدار أكثر من 10 سنوات مضت، بسبب تهالك طائراتها والحوادث المتكررة التي شاهدتها، حيث كان لتشغيل الطائرات الحديثة أثر واضح في عودة الثقة والحجوزات بقوة، الأمر الذي خفض الضغط الذي كانت تشهده خطوط الطيران الأخرى في مثل هذه المواسم، فنجد أن «الكويتية» تسيّر في بعض الأحيان رحلة إلى رحلتين يوميا لكل وجهة من وجهات السفر الرئيسية. وتطرق نصر إلى دول شرق آسيا، والتي كانت تتصدر الوجهات السياحية قبل عامين، ومنها ماليزيا وتايلند، موضحا أن الطلب إليها بات محدوداً للغاية، أما تركيا فإن كثرة العرض من قبل شركات الطيران التركية والكويتية والجزيرة أدت إلى تفادي الازدحام خلال موسم السفر الحالي، حيث لم يتعد الطلب هذا الكم من العروض، وقد بلغ سعر التذكرة إلى اسطنبول خلال شهر أغسطس ما بين 130 و200 دينار، على حسب الدرجة، أما تذكرة لندن في نفس التوقيت فقد بلغت ما بين 170 و245 دينارا، مشيرا إلى أن هناك إقبالا كبيراً من قبل الكويتيين هذا العام على السفر إلى لندن وغيرها من المدن الأوروبية بحكم سهولة إصدار التأشيرة. دول جديدة ويذكر أن السافر الكويتي يحب التغيير دائما في رحلاته، فلا يسافر إلى البلد نفسه كثيرا؛ لذا هناك دول جديدة على أجندة سفرياته، مثل روما واليونان، وعلى وجه الخصوص جزيرة سانتوريني، بالإضافة إلى سريلانكا للتمتع بالطبيعة فيها. كما أنه من الممكن دمج رحلات السفر بالاستثمار أيضا؛ فكثير من الكويتيين يسافرون إلى البوسنة وسراييفو للسياحة، والاستثمار المتمثل في شراء العقارات هناك، وهو ما أوضحه مدير عام مجموعة بوخمسين للطيران الحسيني عبدالحميد. وقال مصدر سياحي إن 50 في المئة من الإجازات الصيفية عائلية و20 في المئة فردية، وهذا ما أكده خالد حمد مدير عام مكتب المهلب للسياحة والسفر، أما بالنسبة إلى عطلة العيد فتكون أكثرها فردية شبابية؛ لأنها قصيرة. وأسعار تذاكر السفر لهذا العام معقولة، وفي متناول الجميع تقريبا، بسبب أن الإجازة طويلة، ووقت الحجز طويل ومتاح للجميع؛ فالرحلات إلى أوروبا مثلا تبدأ أسعارها من 250 ديناراً، ولكن من يحجز للسفر أول يوم العيد تكون أسعاره غالية بأكثر من 35 في المئة. وتحدد أسعار الرحلات وفقا لرغبة الشخص المسافر في أن تكون شاملة إقامة وتذكرة أو تذكرة فقط، علما أن 50 ــ 70 في المئة من الحجوزات تكون شاملة تذكرة والإقامة بفندق أحيانا. ومع كثرة شركات الطيران التي تستهدف الوجهات السياحية ذاتها، أصبحت المنافسة عالية جدا على مستوى أسعار تذاكر السفر. وتبدأ حجوزات عطلة الصيف للأفراد المقررة السفر، من الأسبوع الثاني أو الثالث من رمضان، وذلك على أقصى تقدير، وهذه الفئة التي ربطت إجازة العيد بالعطلة الصيفية، وهناك فئة أخرى لم تحجز إلى الآن، وهم من يسافرون في النصف الثاني من يوليو أو أغسطس. وتمتاز حجوزات العطلة الصيفية بأن 50 في المئة منها تكون لأكثر من بلد، و50 في المئة لبلد واحد، علما بأن السفر في الصيف يكون عائلياً أكثر منه فرديا. اتفق خبراء السياحة والسفر على أن حجوزات العام الماضي كانت أفضل من 2017، حيث تراجعت حجوزات العام الحالي بنسبة 10 في المئة لإجازات الصيف، وذلك راجع إلى الوضع الأمني غير المستقر في بعض البلدان السياحية، كتركيا، والتي قل الإقبال عليها عن العام الماضي، كما أن تقارب المواسم الدينية مع عطلة الصيف، والسفر للعمرة أو الحجز للحج في عيد الأضحى، أخذ جزءاً كبيراً من الميزانية المخصصة للسفر.

مشاركة :