غياب روسيا عن نهائيات كأس العالم يجعلهم متعطشين للألقاب

  • 6/11/2014
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يخوض المنتخب الروسي نهائيات مونديال البرازيل 2014 وهو يبحث عن وضع الاسس الصحيحة قبل استضافته لنهائيات نسخة 2018، معولا على الواقعية الايطالية المتجسدة بمدربه الفذ فابيو كابيلو. وقد حدد كابيلو منذ ضمان تأهل منتخبه الى نهائيات البرازيل لنفسه هدف قيادة الروس الى تحقيق أفضل نتيجة لهم في كأس العالم منذ انحلال عقد الاتحاد السوفياتي، وذلك من اجل تحضيرهم بأفضل طريقة لاستضافة نسخة 2018 على أرضهم. ويعلم كابيلو جيداً معنى الفشل في نهائيات كأس العالم بعد تذوقه مرارة الخروج من الدور الثاني لمونديال جنوب افريقيا 2010 مع المنتخب الانكليزي حين تلقى الاخير هزيمة مذلة أمام غريمه الالماني (1-4)، ما جعل المدرب الايطالي محط الانتقادات اللاذعة في وسائل الإعلام البريطانية. ويبدو ان كابيلو، الذي يطلق عليه "دون فابيو" في روسيا، تعلم الدرس في جنوب افريقيا 2010 ولم يبالغ في تطلعاته وتوقعاته لمونديال الصيف المقبل في البرازيل، واضعا الدور ربع النهائي كهدف لمنتخبه، لكن هذا الهدف ايضاً ليس سهل المنال لمنتخب لم يشارك في النهائيات منذ 12 عاماً وتعود أفضل نتيجة له في العرس الكروي العالمي الى عام 1966 في انكلترا حين حل رابعاً أيام الاتحاد السوفياتي. ولم يسبق للمنتخب الروسي الذي تبقى أفضل إنجازاته منذ انحلال عقد الاتحاد السوفياتي وصوله الى الدور نصف النهائي من كأس أوروبا 2008، ان تخطى الدور الأول من كأس العالم وهو شارك في البطولة الاكثر شعبية في العالم مرتين فقط بكينونته الحالية عامي 1994 و2002. "المنتخب الروسي خصم خطير لأي فريق يواجهه"، هذا ما قاله المدرب الايطالي، مضيفاً "ان غيابهم عن نهائيات كأس العالم جعلهم متعطشين كثيراً، اعتقد أن مستوانا في البرازيل سيكون بين أفضل ثمانية منتخبات، أريد لفريقي التأهل هناك الى الدور ربع النهائي". لكن على المنتخب الروسي الذي وقع في مجموعة تضم المتألقة بلجيكا وكوريا الجنوبية والجزائر، أن يتخطى دور المجموعات أولا قبل التفكير بربع النهائي. والمفارقة ان المشاركة الاخيرة لروسيا في النهائيات عام 2002 وضعتها في مجموعة مشابهة كثيراً لمجموعة البرازيل 2014، اذ وقعت حينها مع بلجيكا بالذات واليابان وتونس ولم تتمكن من التأهل بعد أن حلت ثالثة خلف اليابان، شريكة الضيافة حينها، وبلجيكا بفوز وهزيمتين. ويستند كابيلو في تفاؤله حيال حظوظ فريقه الى التقدم الذي حققه الأخير تحت قيادته، وهو قال بهذا الصدد: "نحن نعمل بجهد كبير لكي نطور مستوى الفريق الروسي ولقد تمكنا حتى الآن من تحقيق نتائج لافتة"، في إشارة منه الى التفوق على البرتغال ونجمها كريستيانو رونالدو في التصفيات المؤهلة الى البرازيل 2014. وتابع "أنا معجب بالكرة الروسية، هناك لاعبون أقوياء في الدوري الممتاز رغم ان الخيارات محدودة بسبب السماح للفرق باشراك حتى سبعة لاعبين أجانب في المباراة، هذا الأمر يصعب علي مهمة اختيار فريق منافس". واعتبر كابيلو الذي مدد ارتباطه بالمنتخب الروسي حتى نهاية مونديال 2018، بأن نهائيات 2014 ستشكل فرصة تعلم رائعة للاعبيه لأنها ستمكنهم من اكتساب خبرة ثمينة من خلال اللعب ضد أقوى الخصوم في العالم. "من المهم جداً للاعبين ان يعززوا ثقتهم بأنفسهم"، هذا ما أشار اليه مدرب ميلان وروما ويوفنتوس السابق، مضيفا "باستطاعتنا تحقيق اهدافنا في كأس العالم لكن لكي نتمكن من ذلك علينا ان نلعب بأفضل مستوياتنا في كل مباراة نخوضها هناك". وواصل "رغم ان هدفنا الاساسي في البرازيل هو اكتساب خبرة ثمينة لكأس العالم 2018 التي ستستضيفها روسيا، فنحن فريق طموح جاهز لكي نحول طموحاتنا الى واقع". ويأمل كابيلو ان ينجح في البرازيل بتكرار مسيرة فريقه في التصفيات حيث تمكن من تحقيق ما عجز عنه أسلافه باستخراج افضل ما عند لاعبيه، وهذا ما يجعل الخبراء في روسيا متفائلين بحظوظ منتخب بلادهم في نهائيات الصيف المقبل. "لقد اختار الاشخاص المناسبين ونجح في تكوين فريق"، هذا ما قاله المهاجم الدولي السابق الكسندر بانوف عن المدرب الايطالي، مضيفا "لاعبوه يقاتلون حقا من اجل الفريق، يقدمون افضل مستوياتهم على ارضية الملعب وهذا الامر يعني بان كابيلو وفريقه ذاهبان بالاتجاه الصحيح". وخلافا لجميع المنتخبات الاوروبية المشاركة في عرس البرازيل، يعتمد كابيلو في نهائيات النسخة العشرين على تشكيلة يلعب جميع لاعبوها في الدوري المحلي من بينهم ستة من دينامو موسكو الذي حل رابعا في الدوري الروسي هذا الموسم، وخمسة من سسكا موسكو البطل واربعة من زينيت وصيفه. الكسندر كيرجاكوف من المتوقع ان يكون مهاجم زينيت سان بطرسبورغ الكسندر كيرجاكوف الخيار الاول لكابيلو في الخط الامامي للمنتخب الروسي في نهائيات البرازيل 2014 لانه اللاعب الوحيد في التشكيلة الحالية التي يملك خبرة المشاركة في العرس الكروي لانه خاض غمار نسخة 2002 حين خرجت بلاده من الدور بانتصار وهزيمتين. ويتمتع كيرجاكوف (31 عاما) بالحنكة التي تخوله قيادة خط هجوم بلاده في البرازيل بعد ان دافع عن الوانه في حوالي 80 مباراة (78 حتى اواخر مايو وسجل خلالها 24 هدفا). ويأمل كيرجاكوف ان يضع خلفه الفترة الصعبة التي عاشها مؤخرا مع فريقه زينيت حيث اكتفى بلعب دور ثانوي في ظل وجود الثنائي البرازيل هولك والفنزويلي سالومون روندون. وقد اكد كيرجاكوف ان مستواه لم يتأثر بقرار مدربه في زينيت البرتغالي اندري فياش-بواش بالاحتفاظ به على مقاعد الاحتياط في معظم المباريات، مضيفا "من المؤكد ان اندري يملك افضلياته ووجهة نظره الكروية ويعلم كيف يجب ان يلعب فريقه". وتابع كيرجاكوف الذي اصبح مؤخرا افضل هداف في تايخ الدوري الروسي بعد ان وصل الى 213 هدفاً "لكنه يطلب مني القيام بكل ما كان يريده أسلافه، أن ألعب كلاعب جماعي حقيقي وأن أسجل اذا سنحت لي فرصة القيام بذلك، انا جاهز دائما للقيام بمهمتي بغض النظر اذا كنت اساسياً او احتياطيا". خطا كيرجاكوف الذي ولد في مدينة كينغيسيب، في منطقة لينينغراد على مشارف سان بطرسبورغ، خطواته الكروية الاولى تحت اشراف والده اناتولي الذي كان لاعباً سابقاً والذي كام مؤمناً بان لا خيار امام ابنه البكر سوى ان يصبح لاعباً محترفاً. وفي ال11 من عمره التحق بأكاديمية زينيت للصغار وتخرج منها عام 1999 قبل ان يخوض مع الفريق الأول بدايته الاحترافية في مارس 2001. وكلاعب في زينيت، تم اختيار كيرجاكوف بين أفضل ثلاثة مهاجمين في الدوري الروسي لخمسة أعوام على التوالي ما فتح الباب امامه لاختبار حظوظه في الدوري الأسباني الذي تعاقد معه عام 2007 وبقي في صفوفه لموسم واحد فقط سجل خلاله ثمانية اهداف في 26 مباراة قبل ان يقرر العودة الى بلاده للدفاع عن الوان دينامو موسكو من 2008 حتى 2010 (سجل 20 هدفا في 51 مباراة في الدوري) لكن الحنين أعاده مجدداً الى زينيت الذي استعاده في 2010. وساهم كيرجاكوف في قيادة زينيت الى إحراز لقب الدوري مرتين (2010 و2012) والكأس مرة واحدة (2010). على الصعيد الدولي، سجل كيرجاكوف بدايته مع المنتخب عام 2002 حين كان في ال17 من عمره وخاض معه نهائيات مونديال كوريا الجنوبية واليابان، إذ شارك في مباراة واحدة ضد بلجيكا، وهو افتتح سجله التهديفي في اغسطس 2002 ضد منتخب السويد في مباراة ودية. ولعب كيرجاكوف دوراً مهما في قيادة بلاده الى نهائيات كأس أوروبا 2004 حيث خرجت من الدور الأول وفرض نفسه المهاجم الاساسي سواء ايام المدرب يوري سيمين في تصفيات مونديال 2006 او الهولندي غوس هيدينك في تصفيات كأس أوروبا 2008 حيث سجل خمسة أهداف لم تكن كافية لكي يحجز مكانه في التشكيلة التي قادت البلاد الى الدور نصف النهائي في البطولة التي احتضنتها النمسا وسويسرا. وفي تصفيات مونديال 2010 سجل كيرجاكوف هدفين لكنه فشل في ايجاد طريقه الى الشباك خلال الملحق الاوروبي الذي خسرته بلاده أمام سلوفينيا بل لعب دوراً في فشل بلاده بعد أن طرد في لقاء الإياب ما حرمه من المشاركة في المباراتين الأوليين لبلاده في تصفيات كأس أوروبا 2012 لكنه عاد الى التشكيلة مجدداً وساهم بقيادة فريق ادفوكات الى النهائيات بتسجيله في المباراتين ضد ايرلندا ومقدونيا ثم خاض البطولة التي احتضنتها بولندا وأوكرانيا الا ان منتخب بلاده مني بالخيبة بعد خروجه من الدور الاول. ومع قدوم كابيلو بعد كأس اوروبا 2012، بقي كيرجاكوف الخيار الاول في خط المقدمة على حساب استبعاد اندري ارشافين ورومان بافليوتشنكو وبافل بوغربنياك، وهو عوض خيبة نهائيات اوروبا 2012 بتسجيله ثلاثة اهداف مهمة في تصفيات البرازيل 2014 ضد إسرائيل والبرتغال التي اضطرت لخوض الملحق، فيما تأهل رجال كابيلو مباشرة الى النهائيات. فابيو كابيلو نجح المدرب الايطالي الفذ فابيو كابيلو وفي ثاني اختبار له على صعيد المنتخبات في ان يجعل روسيا من المنتخبات التي يحسب له الحساب في نهائيات مونديال البرازيل، خصوصا بعدما تفوقت في التصفيات على كريستيانو رونالدو ورفاقه في المنتخب البرتغالي واجبرهم على خوض الملحق من اجل بلوغ العرس الكروي العالمي. ارتقى "دون فابيو" الى مستوى الآمال التي عقدت عليه منذ أن خلف الهولندي ديك ادفوكات في يوليو 2012 ونجح في تقويم مسار المنتخب الروسي الذي افتقد بحسب رأيه الى التوازن الدفاعي الذي تسبب بخروجه من الدور الاول لكأس أوروبا 2012 رغم بدايته النارية أمام تشيكيا (4-1). "نحن الآن من بين افضل المنتخبات الأوروبية من حيث عدد الأهداف التي دخلت شباكنا، أما على الصعيد الهجومي فنحن نخلق الكثير من الفرص"، هذا كان تقييم كابيلو لوضع المنتخب الروسي الذي فاز بمبارياته الأربع الاولى في التصفيات دون ان تهتز شباكه، ما يعكس أهمية الفلسفة الايطالية على أداء الفريق لكن مدرب ميلان وريال مدريد السابق يرفض الحديث عن أسلوب "الكاتيناتشيو" الذي اشتهر به أبناء بلاده. "كاتيناتشيو"، هي كلمة تعجب الاجانب، ربما لان وقعها (على الاذن) جميل..."، هذا ما قاله كابيلو، متسائلا "لماذا لم يحض احد يوما العدد الكبير من المدربين الايطاليين في الخارج؟ فالى جانبي، بامكاني ان اسمي لكم تراباتوني، ليبي، زاكيروني، انشيلوتي، مانشيني، سباليتي، رانينيري، زينغا، دي كانيو، فإذا كنا حقا لا نلعب سوى بأسلوب كاتيناتشيو، فلماذا هناك طلب كبير علينا؟". من المؤكد ان الطلب على كابيلو كان كبيراً جداً منذ ايام المجد الذي حصده مع ميلان بعد أن خلف اريغو ساكي عام 1991 اذ توج مع الفريق اللومباردي بلقب الدوري اربع مرات والكأس السوبر الايطالية ثلاث مرات ودوري ابطال اوروبا مرة واحدة وكأس السوبر الاوروبية مرة ايضا، اضافة الى حصوله على لقب الدوري الاسباني مع ريال مدريد مرتين ثم الدوري الايطالي مجددا لكن مع روما عام 2001 الى جانب كأس السوبر. ولا ينحصر السجل المميز لكابيلو بألقابه كمدرب بل توج بطلا للدوري الايطالي كلاعب ثلاث مرات مع يوفنتوس ومرة مع ميلان، لكن سجله التدريبي بعيدا عن الاندية يقلقه دون ادنى شك لانه لا يريد تكرار سيناريو تجربته الانكليزية التي انتهت بسبب خلافه مع الاتحاد المحلي بسبب تجريد جون تيري من شارة القائد. وعرف كابيلو الفشل في تجربته مع "الاسود الثلاثة" اذ تذوق معهم مرارة الخروج من الدور الثاني لمونديال جنوب افريقيا 2010 بعد ان منيوا بهزيمة مذلة امام غريمهم الالماني (1-4)، ما جعل المدرب الايطالي محط الانتقادات اللاذعة في وسائل الاعلام البريطانية. وبقي كابيلو في منصبه رغم فشل مونديال 2010 لكن مغامرته الانكليزية انتهت في فبراير 2012 وقبل اشهر معدودة من نهائيات كأس اوروبا وذلك بسبب معارضته قرار الاتحاد المحلي بتجريد تيري من شارة القائد بسبب اتهامه بالعنصرية. ويبدو ان كابيلو مطمئنا على وضعه الروسي وعلى مواصلته المشوار مع المنتخب بغض النظر عن نتيجة الاخير في البرازيل بعدما كشف بانه سيعتزل التدريب بعد نهائيات مونديال 2018 التي تقام في روسيا.

مشاركة :