يعد التعصب أخطر الظواهرالسلبية التي تهدد مسيرة الحركة الرياضية في المملكة وخارجها لاجتراره كثيرا من السلبيات والنعرات المشجعة على الفرقة، والغضاء بين الأفراد والجماعات، مما حدا بأصحاب القرار الرياضي، والحريصين على بقاء الرياضة خالية من الشوائب إلى عقد العديد من الندوات والمؤتمرات في الأشهر القليلة الماضية على كل الصعد في محاولة لإبقاء الرياضة ساحة تنافس شريف، وملتقي محبة وصداقة بين شباب البلد الواحد، والشعوب المختلفة قريبها وبعيدها. وتتحمل إدارات الأندية الرياضية مسؤولية جسيمة في هذا الجانب لما لصوتها، وتصرفاتها من تأثير على مشجعي الأندية ومحبيها، سلبا وإيجابا، فبإمكانها أن تطفئ هذه النار، أو تزيدها استعارة بكلمات معدودة، وتمثل عودة سمو الأمير خالد بن سعد إلى سدة رئاسة نادي الشباب بعد غياب عقد من الزمان تقريبا أملا في تفعيل الدور الحيادي للاندية ونشر روح التسامح، والتعاون لاسيما أن الأمير خالد هو صاحب مدرسة الحياد في الشارع الرياضي بالنهج الذي سار عليه في إدارة نادي الشباب لأكثر من 30 سنة عندما بدأ خطواته بالنأي بلاعبي فريقه، وأبعدهم عن صراعات الجارين اللدودين الهلال والشباب اللذين كانا يجتذبان لاعبي الفريق ويعملان على خلخلة ولائهم لناديهم. ولم تكن مهمة خالد بن سعد تلك بالسهلة أو اليسيرة عليه، وعلى محبي شيخ الأندية، الذين عقدوا له الراية، ومنحوه الثقة للاستقلال بناديهم ليكون لثنائي العاصمين النصر والهلال ندا، ولبقية أندية المملكة منافسا مهما طال زمن البناء الذي امتد لأكثر من عشر سنوات حتى تذوق الشباب طعم الانتصارات والتغني بالبطولات، ومهما غلا ثمن التغيير الذي وصل حد الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى، وهناك سلخ جلد الفريق واستبدل بآخر عاد معه إلى مصاف الكبار بإرادة الكبار. ومن حسن حظ خالد بن سعد والحركة الرياضية معا أن ذلك الفكر وجد مناخا جديدا يساعد أولا على تحسين صورة الأندية في نظر المجمتع بتوفر المنشآت الحديث، التي أكد من خلالها خالد بن سعد أن الأندية للجميع، وأن فلذات الأكباد في أمان، فاقبل الناس على الأندية جماعات ووحدانا، وبدأت علاقة جديدة يعد خالد بن سعد هوعرابها. ولم يتوقف عند ذلك الحد، بل إنه انتهج خطا معتدلا في التناول الإعلامي جعل من ناديه الشباب أنموذجا أحبه الجميع على اختلاف ميولهم وتعاطفوا معه، ونهج سار عليه خلفاؤه ربان السفينة الشبابية من بعده، وتشكل عودته بارقة أمل في أن تسود الحيادية الوسط الرياضي. أما على مستوى النتائج والبطولات والأرقام فقد جعل خالد بن سعد من الشباب شبحا في الملاعب في العقد الأخير من الثانية لم يبق فيها ولم يذكر، فعوض غياب السنين في زمن قصير، كما تحول النادي إلى مدرسة كروية خرجت المواهب، وقدمت للكرة السعودية أبرز اللاعبين، فؤاد أنور، سعيد العويران، سالم سرور، فهد المهلل، سعود السمار، عبدالرحمن الحمدان، خالد الزيد، عبدالرحمن الرومي، عبده عطيف، أحمد عطيف، عبداللطيف الغنام، مرزوق العتيبي، خالد الشنيف، عبدالله الواكد، صالح الداود وغيرهم كثير. فأهلا بخالد بن سعد أستاذ الحيادية ومكتشف النجوم في عرين شيخ الأندية.
مشاركة :