(اليمامة) تكشف حقائق العلاج بالطاقة: دهاليز مظلمة خفايا خطيرة

  • 6/11/2014
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تقول الحكمة: حدِّث العاقل بما لا يُعْقَل، فإن صدّقك فلاعقل له، من هذا المُنطلق بدأت (اليمامة) رحلة البحث والتحرّي عن حقيقة العلاج بالطاقة " الريكي " في محاولة لكشف أسرار هذا اللغز الغامض، الذي انتشر بين الناس في الآونة الأخيرة للتحقق من حقيقته ومدى جدواه من عدمها، فكانت البداية مع مؤسس جمعية سعودي ريكي، وعضو المؤسسة البريطانية للريكي، والأمين العام ونائب الرئيس لجمعية سعودي ريكي، الدكتور طلال خياط والذي يُعد أول مدرب سعودي في المملكة للريكي (العلاج بالطاقة) إضافة إلى عمله رئيساً لوحدة العلاقات العامة والإنترنت بنادي الحاسب الآلي بتعليم العاصمة المقدسة.. إليكم نص حوارنا معه، ولكم الحكم: في البداية نُريدك أن تُحدثنا أين درست، وتدربت، واكتسبت معرفة أو مهارات العلاج بالطاقة (ريكي)؟ - درست بفرنسا، وفي بيروت، والكويت على يد عدّة معلمين لـ (الريكي). هل تمّت الدراسة تحت إشراف جامعات أو هيئات أو مراكز طبية مُعترف بها؟ - لا، لا، لا، هذه العلوم تنقل عن طريق معلمين ليسوا تابعين لهيئات أكاديمية بل معلمين متفرقين. هل هؤلاء المعلمين معترف بهم من قبل جهات رسمية في الدول التي يتواجدون بها؟ - حسب الدولة التي يتواجدون بها ففي فرنسا معترف بهم، أمّا في الكويت وبيروت فلا توجد جهة تدعمهم. سمّ لنا الأشخاص الذين درست على أيديهم فضلاً؟ - في الكويت كانت: «رفاه السيّد»، وفي فرنسا كانت البداية مع: «ياسر الصفدي»، وفي لبنان: «مها نمّور». ما جنسية المدعو: «ياسر الصفدي»؟ - أعتقد لبناني، أو «حاجة زي كدا»! كم كانت مدّة دراستك في فرنسا؟ - هذه الدورات يا أخي العزيز يمكن يكون عندك فكرة عنها هي دورات وليس لها مُدّة معينة! الذي أعرفه أن الدورات لها مدة زمنية كأن تكون ساعتين يومياً على مدى عشرة أيام مثلاً.. - لا، لا، لا، أكثر.. ثلاثة أيام كانت في فرنسا، ونفس الوقت في بيروت، ونفس الوقت في الكويت.. وكانت على فترات وعلى عدة مرات ما تكون مرّة واحدة. «عدّة مرّات «كم بالضبط وضّح أكثر؟ - على حسب كل «كورس «يعني بفرنسا كانت مرتين، وفي الكويت مرتين، وفي بيروت مرة واحدة! عُذراً إجاباتك مُتناقضة نُريد حساب الوقت المحدد للتعلّم في كل مرّة، أذكر لنا – على الأقل - متوسط عدد الساعات التي أمضيتها مع كل معلم؟ - الله يعطيك العافية أخوي بندر، ما تحسب بالطريقة هذي، لكن ممكن لو نحسبها بالساعات توصل 6، 7، 8 ساعات تقريباً. وبعد إجابته عن هذا السؤال توجه د. خياط بسؤال غريب للمحرر ودار الحوار التالي: د. خياط: عفواً أخي بندر، هل ستنشرون الأسماء التي ذكرتها لكم؟ - المحرر: أكيد طبعاً.. - د. خياط: إمممممممه. لا بُد أن تتضح الصورة للقارئ من جميع الجوانب لأنني تابعت العديد من اللقاءات التي أجريتها في وسائل الإعلام واستغربت لماذا لم تُسأل: أين تعلمت العلاج بـ (الريكي) رغم أهمّية السؤال حسب تقديري. - د. خياط: يمكن لأنّ وقت أغلب المقابلات قصير جداً للأسف. حتى وقت مقابلتنا قصير، لكننا نحاول التركيز على الأهم؟ - د. خياط: كل مُعدّ لديه فكرة أو معلومة يُريد أن يصل إليها.. معلوماتي تقول إنك خريج بكالوريوس «إعلام»؟ - د. خياط: أساساً بكالوريوس إعلام نعم.. إذن لا تستغرب معرفتك للأساليب الإعلامية المتنوعة سواءً في إعداد الأسئلة، أو طريقة وتوقيت طرحها. - د. خياط: أهاه.. جميل حدّد لنا أنواع الأمراض التي تقوم بعلاجها؟ - د. خياط: عموماً، أنا ما أعرف بعض المعلومات الّلي واصله عندك «من فين أخذتها»؟ من خلال قراءتي لسيرتك الذاتية التي وضعتها في «جمعية سعودي ريكي» باعتبارك مؤسساً لها. - د. خياط: جمعية سعودي ريكي أنظف مكان تأخذ منّه معلومات عنّي. أشعر بأنك متوتر قليلاً؟ - د.خياط: والله أبداً، بس ما أخفيك الآن وصلت لمكتب (سمّى قطاع خدمات عام)، لأنه لي إشكالية كبيرة معاهم، وأخاف يسكروا للصلاة وما ألحق يتمّ موضوعي معاهم، فعذراً منك مضطرّ أنهي مكالمتي معاك وإن شاء الله نرجع نكمّل بعد شويّه، أو بعد أداء صلاة العشاء إذا ماعندك مانع.. لكنّك في بداية المكالمة أكّدت لي أنّك جاهز تماماً لإجراء اللقاء والإجابة عن جميع الأسئلة؟ - د. خياط: والله أنا كنت في الطريق وما توقعت أوصل بهذي السرعة. على أيّة حال سأعاود الاتصال بك بعد صلاة العشاء إن شاء الله. - د. خياط: إذا خلصت منهم بدري أصير أتصل بك على طول. بانتظار اتصالك. هكذا انتهت المكالمة، وتمّ الاتصال به بعد صلاة العشاء مباشرة لكنه لم يجب، وكرّرت الاتصال به بعدها بساعة ولم يجب أيضاً، لتتوالى عليه اتصالاتي يومياً في كل صباح ومساء ولمدّة أسبوع كامل لكنّه لم يلق لها أي اهتمام! هكذا وبكل بساطة اختار د. خياط الإجابة عن أسئلتنا بأسئلة مرتبكة، ثم اختفى في تصرف غريب جداً أثار سيلاً من علامات الاستفهام والتعجب، كما ضاعف من الشكوك في مصداقيته وفتح باب التكهنات على مصراعيه، وزادت احتمالات مُمارسته للعلاج بالطاقة بطريقة غير قانونية، مُستغلاً بذلك – ربما – حاجة المرضى للعلاج وتمسكهم بأمل الشفاء، وبذلهم لكل غالٍ ونفيس من أجل تحقيق حلمهم بالتعافي، وبذلك يكون حاله كحال بعض الرُقاة الشرعيين الذين أعمى عيونهم الطمع والجشع ممن ينطبق عليهم قول خير المرسلين الأبرار: «تعس عبدالدرهم، تعس عبدالدينار» صلوات الله وسلم عليه وعلى آله الأطهار، وأصحابه الأخيار. خطوة في دهاليزهم واستشعاراً منا بمسؤوليتنا تجاه المجتمع وسلامة أفراده والحرص على توعيتهم واصلت رحلة البحث في عالم العلاج بالطاقة الغارق في الغموض محاولةً كشف أسراره وحقائقه المغيبة عن الأبصار، وذلك بسبر أغوار ودهاليز حكايات الأشخاص الذين سبق لهم اللجوء إلى المعالجين بالطاقة «الريكي» طلباً للشفاء، حتى وصلنا إلى الغاية المطلوبة وهو المواطن (تركي بن نايف) الذي سبق له التواصل مع د. طلال خياط عبر الهاتف بعد إن اقترح عليه أحد زملائه في العمل الاتصال به، وذكر له طريقته العجيبة التي يستخدمها لعلاج المرضى «عن بُعد» بدون استخدام أدوية أو الحاجة إلى تدخل جراحي، فما كان منه إلاّ أن بادر بالاتصال عليه مُشتكياً له من آلام حادة دائمة ومستمرّة يُعاني منها في الظهر مُبيناً له أن الطبيب المعالج أفاده بأن حالته تستدعي تدخُلاً جراحياً، ومُتأملاً أن يجد عند د. خياط الحل الأسهل للشفاء دون أن يضطرّ للجراحة، ويواصل تركي سرد حكايته قائلاً : شرحت له مُعاناتي بالكامل وأخبرته بتشخيص الطبيب وما قاله لي بالكامل، فأفادني د. خياط: بأنّه سيطبّق عليّ طريقة "العلاج عن بُعد" فسألته: عن مكان إقامته فأجابني بأنه: من سُكان جدة، وبدوري أخبرته بأنني في مدينة حائل، فطلب منّي التوجّه إلى السرير والاسترخاء لمدّة 20 دقيقة فور انتهاء المكالمة بيننا ومعاودة الاتصال به بعد إنقضاء الفترة المحددة للاسترخاء، ويضيف تركي: ذهبت إلى سريري وقمت بالاسترخاء ثم اتصلت عليه بعد إنقضاء فترة الإسترخاء، فبادرني بالسؤال: بماذا شعرت أثناء فترة استرخائك، فأجبته: لا شيء يُذكر، فقال لي مُستفسراً: ألم تشعر بأيّ شيء في أسفل قدمك، فقلت له: إنني شعرت بـ «تنميل» خفيف دائماً ما أشعر به ويراودني بين الحين والآخر، فما كان منه إلاّ أن قال لي: هذه إشارة على استجابتك للعلاج. وأكد على ضرورة زيارتي له في عيادته الخاصة لاستكمال العلاج، وطلب منّي تحويل مبلغ 700 ريال سعودي مقابل «العلاج عن بُعد» في حال رغبت في مواصلة العلاج، وبسؤالي له عن التكلفة المادية ذكر لي أن تكلفة «العلاج عن بُعد «تبلغ 700 ريال سعودي، وتكلفة الجلسة الواحدة في عيادته تبلغ 1600 ريال سعودي مؤكداً أنه لا يستطيع مُعاينتي إلاّ بعد ثلاثة أشهر نظراً لازدحام جدوله، والإقبال الكبير من المرضى على عيادته. لا بد من قرار ولأهمّية رأي الباحثين من ذوي الخبرة والاختصاص توجهت (اليمامة) للدكتورة فوز بنت عبداللطيف كردي أستاذة العقيدة والمذاهب والتيّارات الفكرية المعاصرة في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة والتي لها باع طويل وإسهامات جليلة في توعية المجتمع بحقيقة العلاج بالطاقة من خلال مؤلفاتها ومقالاتها ومحاضراتها وطرحنا عليها التساؤلات التالية لنستزيد من علمها فجاءت إجاباتها مليئة ً بالوعي ونابعة ً من معرفتها العميقة لتشبع نهم فضول العقول التوّاقة للحقيقة. فبدأنا لقاءنا معها بسؤال مباشر: دكتورة فوز.. أمضيتِ وقتاً طويلاً في البحث عن حقيقة العلاج بالطاقة، فماهي الخلاصة التي توصلتِ إليها بعد كل هذا العناء الطويل؟ - العلاج بالطاقة منظومة كبيرة من الممارسات والتطبيقات تحاول الدخول للعالم عبر بوابة (الطب البديل أو الطب التكاملي) مستغلة عدم وجود ضوابط كافية لتمييز الصحيح من الخرافة والحق والباطل في هذا النوع من الطب بعد، ومستغلة حاجة الناس الذين زاد إقبالهم عليه في العصر الحديث لأسباب، منها: -سوء استخدام الطب الدوائي سواء من قبل بعض الأطباء أو من قبل المرضى. - تفشي الوهم بالمرض والخوف من المرض بشكل كبير بين الناس بسبب انتشار المعلومات الكثيرة والمشوبة بمبالغات متنوعة عن تلوث كوكبنا بالكيماويات ومخلفات المدنية المتنوعة، وآثار الحروب. - الآثار الجانبية لكثير من الأدوية الكيميائية لا سيما مع خطأ التشخيص أو سوء الاستعمال. - انتشار الأمراض المستعصية التي لا يزال البحث عن دواء لها مجال أبحاث ودراسات مطولة.. وقد أمضيت أكثر من عشر سنوات أبحث في جذوره وحقيقته وأتابع تطبيقات وصور ترويجه التي تدور حول حقيقة واحدة أنه عبارة عن فلسفات روحانية شرقية الجذور غربية التسويق، مبناها على الالحاد الروحاني القائم على الاعتراف بغيبيات يسمونها (روحانيات) ويحاولون التعرف عليها من خلال التراث الديني للديانات الشرقية الكبرى: الهندوسية والبوذية والطاوية، ومن خلال كبار سحرة العالم ومشعوذيهم الذين يسمونهم (معلمين). فهو فلسفة ملحدة تلبس رداء الطب والعلاج. قيام أحد المعالجين بالطاقة بتأسيس (جمعية سعودي ريكي) قابله صمت رسمي أوحى للناس بشرعيّة مايقوم به من نشاط.. فهل يحق لمثل هؤلاء المعالجين ممارسة مثل هذه الأنشطة؟ وهل أصبح عملهم قانونياً ومرخصاً أم أنهم يمارسون تجاوزاتهم في غفلة من الجهات المعنية؟ - السؤال هذا يوجه إلى الجهات المعنية بالترخيص، وللأسف فقد أسهم في الترويج لهؤلاء إعلامنا (ربما بجهل وحسن نية) ففي صحيفة رسمية، وفي القناة الأولى الرسمية تم استضافة هؤلاء وترويج هذا الدجل والشعوذات لعامة الناس ممن يتأثرون بالإعلام. غالب الأبحاث العلمية خلصت إلى أن الادعاءات حول طاقة الريكي ليس لها أي أساس نظري أو ملموس فلماذا لا يُطالب الباحثون والمختصون بسنّ قوانين تجرّم من يمارس العلاج بها؟ - عن نفسي طالبت ووجهت خطابات لعلماء الأمة ومفكريها والمسؤولين في المركز الوطني للطب البديل، وغيره من المؤسسات المعنية عبر المراسلات الرسمية والخاصة وعبر مقالات ومقابلات إعلامية مختلفة وكان لهذا أثر ولله الحمد كبير في وعي شرائح متنوعة من الناس داخل وطني وخارجه بخطر الخرافات والضلالات الفلسفية الوافدة تحت اسم الطاقة على عقيدة الناس أولا، وثانيا؛ على صحتهم وأموالهم وربما عقولهم في بعض تطبيقاتها. وأرجو أن يصل من خلال الإعلام الصوت للمسؤولين لسن هذه القوانين ونشر أرقام للإبلاغ عن هؤلاء وملاحقتهم. كيف يمكن أن تتضافر الجهود لتوعية الناس من خلال وسائل الإعلام المختلفة كي لا يكونوا صيداً سهلاً لبائعي الوهم بأسعار خيالية ويتم إستغلال أملهم بالشفاء بمنتهى الجشع؟ - التوعية أمل الجميع، وأنا كأستاذة جامعية متخصصة ومعي فريق من البحاثة نسعى لتتبع الحقيقة، ونسعى جهدنا لإبرازها ويبقى دور الإعلام والتعليم ومؤسسات التدريب التي استغلت لنشر هذا الباطل عبر بوابة الدورات التدريبية.آمل أن يصدر قرارا بمنع هذه الممارسات وعقوبة من يمارس ذلك وإعلانه للناس من الجهات الرسمية المخولة فالدعايات الكبيرة لبست الأمر على عامة الناس. خطورة المعالجين بالطاقة تكمن في أن بعض المرضى يتجنبون علاجات طبية مؤكدة الفعالية للحالات الخاصة والخطيرة أملاً بإمكانية شفائهم على أيدي هؤلاء المعالجين مما يتسبب في مضاعفات تهدد أرواحهم.. ما رسالتك كباحثة في حقيقة العلاج بالطاقة لوزاة الصحة والمرضى الذين يتجهون للعلاج بالطاقة «الريكي»؟ - رسالتي لهم وجهتها منذ عشر سنوات وما زلت أنادي بها في كل محفل، وملخصها: ضرورة منع العلاج بالطاقة بكافة تطبيقاته من الريكي، والماكروبيوتيك، والفينغ شوي، والتاي شي، والعلاج بالألوان والأحجار وطاقة المكان وغيرها من الأسماء المتجددة كل يوم، فهذا الأمر الخطير على صحة الناس وعقيدتهم، ووعاها المسؤولون في الطب البديل وكان للدكتور عبدالله البداح جهود مشكورة للتصدي لهذا الأمر، وكذل لجان التوعية في الوزارة استضافتني عدة مرات لتقديم دورات توعوية لمنسوباتها بعنوان: (وقفة مع الطب البديل) و(حقيقة العلاج بالطاقة) ولكن الأمر يتطلب أكثر بلاشك وربما تعاونا مع الداخلية والإعلام والتدريب المهني ليمكن تطويق هؤلاء الذين ينتشرون بشكل أخطبوطي في المجتمع. وختتمت (اليمامة) لقاءها مع الدكتورة فوز كردي بسؤالها عن حقيقة ارتباط المعالجين بالطاقة بمنظمات خارجية مُعادية للإسلام؟ حيث أجابت قائلة ً: ما أعرفه من أبحاثي اتصالهم بحركة (العصر الجديد) وجمعية (الثيوصوفي) الذين يتبعون لمن يسمونهم أسياد الأخوية البيضاء العالمية.. ولا يمنع أن يكونوا أغراراً مفتونين لا يدركون خطورة ما يتعاملون به. معلومات خطيرة خطيرة ولمعرفة المزيد عن خفايا وأسرار عالم (العلاج بالطاقة) تمكنت (اليمامة) من الحصول على معلومات خطيرة مصدرها مسوّقة ومنسقة دورات ومدربة سابقة اسمها: (غدير العلي) والتي حدثتنا عن تجربتها وبداية معرفتها للعلاج بالطاقة حيث قالت: بدايتي كانت عام 2010م، وفي تلك المرحلة كانت لدّي تساؤلات كثيرة دينية ونفسية وفلسفية تحاكي واقع الحياة فإتجهت للبحث والقراءة من أجل الحصول على إجابات شافية لفضولي، وبالمصادفة اطلعت ذات يوم على مقابلة في التلفزيون مع (صلاح الراشد) واستمعت باهتمام لما يطرحه من آراء جذبتني وأثارت إعجابي، فتوجهت للمكتبة لشراء جميع كتبه المتوافرة، ثم شرعت بقراءتها ومحاولة فهم واستيعاب ما تحتويه على أمل أن أجد فيها الإجابات التي أبحث عنها، وشعرت في البداية بالارتياح لمحتواها نظراً لاحتوائها على استشهادات من القرآن والسنّة وهو الأمر الذي دفعني لأفتح حساباً على (الفيس بوك) من أجل متابعة الراشد والاطلاع على أطروحاته أولاً بأوّل، كما قمت بمراسلة المركز الذي قام بإنشائه لتقديم الدورات والاستشارات تحت اسم (الأكاديمية الدولية للتنمية الذاتية) سعياً لحضور إحدى الدورات التي يقدمها لكنني لم أوفق في ذلك، فبدأت بتطبيق النظريات التي قرأتها أو سمعتها عن نفسي فمثلاً كان كثيراً ما يتكلم عن (الوعي) وقادني ذلك للتساؤل: هل أمتلك الوعي الكامل؟ كيف لي أن أتأكد من سلامة وعيي.. وهكذا، وخلصت إلى أنني يجب أن أجتهد أكثر من أجل زيادة وعيي حسب المقاييس التي ينادون بها كقولهم: إذا أزعجك شخصٌ ما فابتعد عنه فوراً كي لا يكون سبباً في التشويش على ذهنك والتأثير على سلامك الداخلي، وكان ذلك ممكناً مع الأصدقاء لكنه مستحيل التطبيق مع الوالدين أو الإخوة، فالاختلاف وتباين وجهات النظر أمرٌ وارد وطبيعي داخل الأسرة الواحدة، ومن هنا بدأت أعيد النظر في المسألة وأحسست أن طريقة المحافظة على (السلام الداخلي) التي يدعون إليها غير منطقية أبداً، وأخذ يراودني شعور بأنني أبتعد عن أهلي ومحيطي الأسري بسبب تطبيقاتي لتلك الأفكار، ونشأ في داخلي صراع عنيف بين ما تربيت عليه من تعاليم إسلامية، وبين ما قرأته وحاولت تطبيقه في حياتي. إلى أن سنحت لي فرصة حضور دورة في الكويت، ولم يكن سفري للكويت من أجل حضور الدورة بل كان الهدف زيارة الكويت، وكنت وقتها قد توسعت في قراءاتي لتشمل مؤلفات: (فلاديمير جيكارنتسف) وهو روسي الجنسية، إضافة إلى (لازاريف) وهو الآخر روسي الجنسية، وكلاهما مختصان في (علم الطاقة)، وكثيراً مايتمّ الاستشهاد بهما، وكنت أشعر بأن مؤلفاتهم أقرب ماتكون إلى السحر والشعوذة، وقد كانت الدورة التي حضرتها في الكويت عن (الريكي) قدمتها سيّدة اسمها: (ليلى العجمي) والتي لم أسمع بإسمها إلاّ أثناء حضوري لتلك. الدورة ولم أسمع بها بعدها نهائياً.. وكانت حاضرةً معي (ليلى كايزن) عندما كانت اسماً مغموراً قبل أن تشتهر فيما بعد، وتواصل غدير العلي إفادتها لليمامة قائلةً: حضرت كايزن كمتدربة وقد وصفتني بالوعي العالي لأنني تكبدت عناء السفر من السعودية إلى الكويت من أجل حضور الدورة، كما لفت انتباهي أنها تحاول التقليل من شأن صلاح الراشد، وتؤكد أنها تتفوق عليه بقدراتها وأن ظهورها سيكون قريباًً في محاولة منها لاجتذابي وإقناعي لكنني تجاهلتها، وكانت مدّة الدورة (أربعة أيام) أنهيتها وعدت إلى السعودية، وبعدها بشهرين عثرت على إعلان على الفيس بوك يسوّق دورة للدكتور إبراهيم الفقي في الكويت، وكنت قد قرأت جميع مؤلفاته كما أنني شديدة الإعجاب بطرحه – آن ذاك - فقررت أن أحضرها وبالفعل سافرت للكويت وحضرت الدورة، وأثناء وجودي هناك عرضوا عليّ القيام بالتسويق للدورات التي يقيمونها، وكنت قد سبق لي التسويق للدورات التي تقيمها (حصة الحشاش) عن طريق الـ (أون لاين) وقد جمعتني بها علاقة وثيقة حيث التقيت بها في عدّة زيارات، وأضافت العلي أنها لاحظت من خلال احتكاكها بهذا الوسط أنهم لا يطبقون مايدعون إليه على أنفسهم وهذا يشمل المدربين والمتدربين، أمّا من يطبقه فتشعر بأن لديه مشكلة نفسية فتجده ينفصل عن الناس أو ينفصل عن العقيدة أو تتكون لديه أفكار غريبة إلى درجة أن بعضهم يتبرأون من أهلهم، وتشير إلى أن هذه التصرفات جعلتها تُمعن التفكير وتعيد النظر في حقيقة وصحة مايتبنونه من أفكار مؤكدةً أن ذلك دفعها للمزيد من البحث والتقصّي والإطلاع، وتمضي العلي في سرد حكايتها قائلةً: في المرّة الثالثة ذهبت للكويت في شهر مارس عام 2011م. لحضور وتنسيق دورة وأمسية للدكتور إبراهيم الفقي الذي استغربت كونه شخصا شديد الغضب رغم أنه يعطي دورات عن (كيفية إدارة الغضب) وقد ذكرت ذلك لوالدتي لكنها قالت لي إنّه: شخص (كويس) وبيقول كلام حلو، فقلت لها: يا أمي المشكلة أنه لا يطبق ما يقول! وكانت هذه الملاحظة بالنسبة لي تشكل علامة استفهام كبيرة لقناعتي بأن أيّ شخص كلامه لا يوافق عمله هو شخص متناقض، وبعد انتهاء الدورة عدت إلى السعودية وبدأت أراقب، وأحلّل، وأقارن، وأربط بين المواقف كما كثّفت أبحاثي وبدأت تتشكل لدي قناعة بأن العلاج بالطاقة ومايندرج تحته من مُسمّيات هي شعوذات ودجل ليس لها أيّ أساس علمي، ومن خلال سؤال غالب المعالجين بالطاقة عن الدليل أو البحث العلمي الذي يؤكد حقيقة أو جدوى العلاج بالطاقة تأكدت أنه لا توجد لديهم أيّ إجابة، بل إنهم يغضبون من طرحي لهذا السؤال ويكتفون بالرد: (إذا كنتِ غير مُقتنعة فلستِ مجبورة على ذلك، ومع السلامة)، وتساءلتُ أيضاً: كيف يكون العلاج بالطاقة علم وله عدّة مدارس ومسميات مُختلفة؟! حقائق مضللة فالذي أعرفه أن العلم لا يقبل سوى حقيقة واحدة كأنّ نقوم بـ (تسخين الماء فيغلي)، وقد حاولت أن أستعين بأهل العلم الشرعي لكنهم لم يفيدوني لأنهم يرفضون كل شيء بالمُطلق، وهذا إقصاء لا يوافق طبيعة عقلي الذي لا يرفض كل شيء لكنه في المقابل يبحث عن الحق، ومّما زاد الأمر سوءًا أن الذين يتبنون فكرة العلاج بالطاقة كعلم يستندون في أُطروحاتهم إلى بعض الحقائق المضلّلة، والتي تخدع الناس وتجذبهم إن لم يجدوا من يرد عليها ردّاً مُفصلاً ويوضّح الحقيقة لمن يطلبها كي لا يقع المتابع عديم الخبرة أو الإنسان البسيط ضحيّةً لطرقهم الملتوية، والتي يعتمدون من خلالها على عرض حقائق تنطوي على أباطيل ليستدرجوا البسطاء ويستميلوهم لقبول خُرافاتهم المختبئة تحت ستار العلم أو الدين، وعن أبرز المواقف التي مرّت بها خلال تواجدها في الأوساط المُهتمّة بـ (العلاج بالطاقة) تقول غدير العلي: الموقف الأبرز كان عندما بدأت الإعلان عن دورتي التي قمت بالإعداد لها اعتماداً على بعض المرجعيات التي كنت أعتبرها صحيحة، وكان هدفي الأوّل هو بيان الصواب والخطأ للناس لكنني اكتشفت بعد إقامتي للدورة الثانية بأنني على خطأ خصوصاً في اعتمادي على (ديباك شوبرا) كمرجع رئيسي وتفاجأت بأن المجتمع العلمي لا يعترف به الأمر الذي أصابني بصدمة قوية جداً، فقمت بدعوة المتدربين وبيّنت لهم المسألة بحسب ما توصّلت إليه مما أزعج الكثير وتسبب في غضبهم منّي، لكنني لم أهتمّ بهم وتصرفت بما يُرضي ضميري ويبرئ ذمتي أمام ربّ العالمين، وفي تلك الأثناء اجتمعت بصديقتين الأولى كانت علاقتي بها قديمة، والثانية كانت علاقتي بها حديثة، وقد درات بيننا نقاشات طويلة حول حقيقة العلاج بالطاقة وكنت قد سمعت عن ظهور كتب علم:(الإيزوتيريك) وذكرن لي أنها متوافرة في السعودية وأنها تُباع عن طريق مندوبين لأنها كانت ممنوعة، وبالفعل اتصلت بالمندوب وأبلغته برغبتي في شراء تلك الكتب، وخضعت لاستجواب طويل استمرّ شهراً كاملاً تركّز على أسئلة نحو: لماذا تريدين شراء هذه الكتب، وكيف، وأين، ومتى.. إلخ، فاستشعرت خطورة الأمر وأدركت أنني مُقبلة على كارثة، وبعد إلحاح ٍ طويل حصلت على الكتب وشرعت بقراءتها، وأذكر أنني كنت أبتهل إلى الله أثناء قراءتي لأوّل كتاب عن مفهوم (الإيزوتيريك) وأدعوه أن لا يسخط عليّ أو يأخذني أخذ عزيزٍ مقتدر نظراً لاحتوائه على تجاوزات شرعية تصل إلى حدّ الخروج من الملّة، وإنكار وجود الخالق! تعالى الله عمّا يشركون.. وتواصل غدير سردها لتفاصيل حكايتها وتجربتها المُرعبة قائلةً: بعد اطلاعي على عدد من تلك الكتب التقيت بأكبر مسوّق لها في السعودية واسمه (مهند مروان مزيك) وهو سوري الجنسية، وتمّ اللقاء على أساس أنه مدير مركز ويُريد أن يسوّق لدوراتي لكننا لم نتطرّق إلى ذلك بتاتاً فأغلب لقائنا ارتكز حول مفهوم (الإيزوتيريك)، ويبدو أنّه رأى أنني بيئة صالحة لزرع أفكارهم كوني باحثة لم تُقنعني الإجابات العادية أو البسيطة وهم يعتبرون أنفسهم مصدراً للعلم العميق والفلسفي، وقد اشترطت حجةً علمية تستند إلى برهان واضح كي أقتنع بمنهجهم وقد حاول إقناعي بشتّى الطرق، ورغم أنهم وثقوا بي وباعوني كتباً كثيرة إلاّ أنه رفض تزويدي بكتابين عنوان الأول: (رسول عصر الدلو)، وعنوان الثاني: (سرّ الأرقام) بحجة أن الوقت لا يزال مُبكراً على تزويدي بهما، لكنني أصررت على معرفة سرّ رفضه، وبدأتُ بالدعاء في داخلي وكنت أردّد: الّلهم انطقه، الّلهم انطقه، الّلهم انطقه، فإذا به يقدم لي شرحاً لمعنى الأرقام وكيف يترجمونها، وماترمز إليه، والمعنى الباطن لها، وذكر لي أن الأرقام تنتهي عند الرقم (13)؟! فسألته: لماذا الرقم (13) تحديداً؟ فأجابني: (هيك وبس). فقلت له: مافيه شيء اسمه (هيك وبس) لكل شيء تفسير، ولا يمكن أن يكون سبب اختيار الرقم (13) لتنتهي عنده الأرقام مُبهماً بالنسبة لك.. وأمام تمسكه بالصمت وعدم البوح بسرّ الرقم (13) اتجهت للبحث وتقصّي الحقائق وتحرّي الدقّة والصواب فاكتشفت أن الرقم (13) يرمز لسبط (بني إسرائيل) المفقود والذي يُعرف باسم السبط (السامري)، ومعروفٌ أن (بني إسرائيل) اثني عشر سبطاً، ويعتبرون السبط الثالث عشر هو السبط المضطهد في الكون وهو السبط (السامري) وذلك حسب رأيي وتحليلي الشخصي والله أعلم.. وواصلت غدير إفادتها قائلة ً: في أحد الأيام قام (مهند مزيك) بعقد اجتماع في المركز وكان ذلك قبل شهر رمضان بيومين في عام 2013م. ليشرح مفهوم (الإيزوتيريك) بعمق لمجموعة الحاضرين الذين يصل عددهم حوالي 20 مُتدرباً مابين شباب وبنات من مُختلف الأعمار والجنسيات، وكنت أستوقفه عند كل نقطة وأناقشه، وقد ذكر أن الرقم (13) يرمز للحكمة الباطنية المخفيّة التي لا يعلمها أحد مُشيراً إلى أنها ستجعلهم مؤهلين لمساعدة العالم من خلال بثّ حقائقهم الباطنية كما يسمونها، وبيّنت العلي أن كتاب: (رسول عصر الدلو) يُقصد به: (المسيح الدجّال). دورات غير نظامية وبسؤالنا لها عن الدورات التي يقدمونها وهل تُقام تحت إشراف رسمي ومدى التزامهم باستخراج التراخيص اللازمة لمزاولة نشاطهم بطريقة قانونية أجابت قائلة: لا يوجد لديهم أيّ تراخيص رسمية، كما أنهم لا يعلنوا عنها لعامّة الناس موضحةً أن المراكز التي يقيمون فيها أنشطتهم يكون نشاطها الأساسي تقديم دورات متخصصة في مجال اللغة الإنجليزية، والحاسب الآلي، والسكرتارية، ويتم استغلالها من قبلهم بعد انتهاء أوقات الدوام الرسمي مساء ً ويقيمون فيها اجتماعاتهم بعد توجيه الدعوات السرّية لمن يرغبون في حضوره، وأوضحت العلي أن المدعو مهند قال لها إنه سبق له النفي من السعودية عدّة مرّات مُتفاخراً بنجاحه في العودة إليها المرّة تلو الأخرى! والأمرّ والأدهى قوله عن القرآن إنّه مُحرّف وليس محفوظا، والذي ردّت عليه بقولها: إن ربّ العالمين حفظ الذكر، لكنه أصرّ على أن القرآن غير الذكر، تقول فسألته: من الأعمّ الذكر أم القرآن، فأجاب: الذكر هو الأعمّ، فقالت له: إذا حفظ الأعم حفظ الأخص، فقام بحذفها من قروب (الواتساب) كردّة فعل غاضبة على إحراجها له أمام من يعتبرونه شخصية ذات قيمة ولها أهميتها الاعتبارية.. وبسؤالنا لها عن الهدف الذي يُريد الوصول إليه من خلال بثّ هذه الأفكار الإلحادية أجابت العلي بقولها:من خلال بحثي المستمرّ عن أيّ دليل يُثبت أو ينفي المبادئ التي تقوم عليها (الإيزوتيريك) كانت المُفاجأة الفاجعة عندما عثرت في شبكة الإنترنت على موقع لـ (الماسونية) مقرّه لبنان يحتوي على جميع كتب (الإيزوتيريك) الأمر الذي أكدّ لي أنهم على اتصال مباشر بالماسونية كما وجدت أن الدعو صلاح الراشد ليس بريئاً من الارتباط بها من خلال نشره وتبنّيه فلسفة وحدة الوجود والإحلالية إضافة إلى مشروع (الأهرامات) ومشروع حركة العصر الجديد الذي تناولته الدكتورة هيفاء بنت ناصر الرشيد في كتابها الصادر عن مركز التأصيل للدراسات والبحوث تحت عنوان: (حركة العصر الحديث، مفهومها ونشأتها وتطبيقاتها). واختتمت العلي حديثها المثير بالتأكيد على أنها تلقت عروضا ً مُغرية من قبل القائمين على (الإيزوتيريك) لإقامة حملات تسويقية ضخمة والترويج لها في مختلف وسائل الإعلام وبسؤالها لمُقدّم العرض عن المقابل المطلوب منها أجابها بأنّهم مؤمنون بقدراتها لكنها لم تقتنع بردّهم ورفضت عرضهم، وقالت: ليلتها كتبت تغريدة في حسابي على تويتر قُلت فيها: (قرأت مجموعة كتب أكثر ما يُمثلها هو مسلسل شرلوك هولمز كلّها شعوذة وسحر ودجل) فاتصل بي (مهند مزيك) وقال لي: إذا كنتِ غير مقتنعة أو إذا كان وعيك لم يستوعب أفكارنا فما فيه داعي تخربطي هالخرابيط عيب عليك! بدورها تُناشد (اليمامة) كل رجال الوطن المخلصين.. الأوفياء بأن لا يسمحوا لكل من هبّ ودبّ بالتمادي في خداع الناس كما تُنبّه رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الأفاضل لخطر هذه النشاطات المشبوهة والتي تستخدم المراكز المرخص لها بالعمل وتقديم دورات اللغة والحاسب المعتمدة كغطاء للتمويه وصرف النظر، وعدم لفت الانتباه. كما تحث جميع الجهات المعنية بسرعة التحرّك العاجل ومراقبة ورصد جميع الأسماء التي تتبنّى بثّ ونشر هذه الخرافات والتحذير من الانجراف وراءهم من خلال توعية الناس بخطرهم والتحقيق معهم واستجوابهم ومحاسبتهم وتشديد العقوبة عليهم بالإضافة إلى التدقيق على حساباتهم البنكيّة ومتابعة جولاتهم في الداخل والخارج.

مشاركة :