أعشاش السنونو تفترش الموائد الفاخرة في الصين

  • 6/19/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بوكبيين (بورما) - في هذه المزرعة في جنوب بورما، تربى طيور السنونو ليس من أجل لحمها بل لأعشاشها التي تباع بأسعار باهظة للطهاة في الصين المجاورة حيث تستخدم في إعداد أطباق تلقى رواجا كبيرا. وقد ظهرت عشرات المنشآت الاسمنتية خلال الأشهر الأخيرة في محيط مدينة بوكبيين الصغيرة كي تبني طيور السنونو فيها أعشاشها الثمينة. لكن ما الطريقة المستخدمة لجذب آلاف الطيور إلى هذه الأعشاش العملاقة؟ في كل يوم صباحا ومساء، تُبث تسجيلات لتغريدات عصافير بواسطة مكبرات للصوت موضوعة على نوافذ المنشآت. وقد أصبحت تربية طيور السنونو أحد مصادر الدخل الرئيسية للسكان في هذه المنطقة الزراعية المعروفة بشكل أساسي بإنتاج زيت النخيل والمطاط الطبيعي وبندق التنبول وهي نوع من العلكة الطبيعية ذات المفاعيل المحفزة للدماغ. وتباع الأعشاش بسعر يقرب من 1300 دولار للكيلوغرام لتجار الجملة الصينيين، أي ما يوازي معدل الدخل السنوي في بورما. وبعد بلوغها وجهتها في المطاعم الراقية في بكين او شنغهاي، يتم تذويب أعشاش طيور السنونو لتصبح على شكل مادة هلامية بيضاء تستخدم في تصنيع تحليات وأطباق حساء ومشروبات. وتعزى إلى هذه المنتجات مزايا علاجية عدة في الطب الصيني مع أن الدراسات الغذائية تظهر أن لعاب طيور السنونو غني خصوصا بالبروتينات. ويروي باينغ سيت اونغ وهو صاحب منشآت عدة من هذا النوع في بوكبيين "بدأنا انشاء هذه الأبراج لطيور السنونو قبل حوالى عقد". ويضيف "في البداية كان هناك عنبر حيث كانت طيور السنونو تأتي لبناء أعشاشها بنفسها. هذا الأمر أعطى فكرة للسكان ببناء مواقع لتعشيش الطيور". كذلك فإن أكثرية الأعشاش المنتجة هنا تسلك في ما بعد طريق الصين لإرضاء الذواقة. وبعدما كان في الماضي حكرا على موائد النخب، بات هذا الطبق مطلوبا أكثر من أفراد الطبقة الوسطى الآخذة في الاتساع في الصين رغم سعره الباهظ. وتقرب قيمة السوق العالمية لأعشاش طيور السنونو القابلة للأكل من خمسة مليارات دولار سنويا. وهذا المبلغ يمثل نعمة لبلدان جنوب شرق آسيا وهي المنطقة الرئيسية المنتجة لأعشاش الطيور في آسيا وخصوصا لبورما البلد الذي سجلت صادراته نموا هائلا منذ حل المجلس العسكري الحاكم سابقا سنة 2011 والانفتاح الاقتصادي. ويقول لين اونغ الذي يبني ثالث برج في خمس سنوات "أعشاش طيور السنونو تمثل أحد قطاعات الأنشطة الرئيسية في بوكبيين. الصين تحتل صدارة الاسواق المستوردة لها" من بورما. وفي شنغهاي، تقدم مطاعم عدة هذا الطبق الملقب بـ"كافيار الشرق" بسعر باهظ يبلغ مئات الدولارات للوعاء. وتمثل النساء الهدف الأول لهذا الطبق نظرا إلى المزايا المنسوبة لأعشاش السنونو في الطب الصيني لناحية مكافحة التجاعيد الجلدية والمنافع على صحة الحوامل. ويقدم منتجع صحي راق في شنغهاي لزبوناته الحوامل ضمن قائمة الطعام في مطعمه هذه الاعشاش على شكل كريمات تجميل تباع بأكثر من 500 دولار. وتباع أعشاش الطيور هذه أيضا عبر الانترنت إذ تدمج خصوصا بسكاكر. وتقول جانغ يي وهي صاحبة مطعم "نست تشا" في شنغهاي "في الصين، تمثل أعشاش السنونو محفزا طبيعيا معروفا ومحببا منذ أزمنة طويلة، ولها مزايا على صحة النساء والمسنين والأطفال والرجال". ويتباين تحويل هذه الأعشاش إلى أطباق فاخرة بشكل كبير مع الأصول المتواضعة لمركز هذا النشاط في جنوب بورما. ويتسم الجمع التقليدي لهذه الأعشاش بالخطورة إذ أن البورميين كانوا يحصدونها عبر تسلق منحدرات الجزر حيث كانت طيور السنونو تأتي لبناء أعشاشها طبيعيا. أما اليوم، فقد باتت أعشاش السنونو تحصد ثلاث مرات إلى أربع سنويا لتلبية الطلب الكبير للسوق الصينية. وقد كان القطاع على مدى عقود خاضعا لسيطرة مجموعة اقتصادية عسكرية نافذة فقدت هذا الاحتكار العام الماضي.

مشاركة :