عصام أبو القاسم (الشارقة) بدأت القاصة والمسرحية والشاعرة فاطمة المزروعي (مواليد أبوظبي 1978) كتابة النصوص القصصية منذ فترة باكرة في عمرها (17 سنة) متأثرة بحكايات ما قبل النوم التي كانت تسردها لها جدتها، التي كانت تتميز بأسلوب حكائي جذاب، وخيال خصب في تأليف وتوليف القصص. كانت حكايات الجدة بمثابة كتاب مسموع بالنسبة للمزروعي التي تتميز عن سواها من الكاتبات الإماراتية الحاضرات في المشهد الراهن بتعدد مواهبها الإبداعية، فهي كتبت الرواية والمسرح والشعر، وأفلحت في إحراز العديد من الجوائز خصوصاً في مجالي الرواية والمسرح، كما أن للمزروعي زاويتها الصحفية اليومية التي تتبع وتناقش من خلالها قصص وموضوعات وقضايا اجتماعية وثقافية وتاريخية متنوعة. في حديثها إلى «الاتحاد» قالت صاحبة رواية «زاوية حادة»، مجيبة حول ما دلها إلى القراءة قبل الكتابة؟ إنها اعتمدت على نفسها غالباً وأن البيئة المحيطة بها خصوصاً في المدارس التي درست بها قد يكون لها تأثيرها: «لا يوجد شخص بذاته فقد ساعدتني جميع الأجواء من حولي على القراءة بداية من مكتبة المدرسة ثم الجامعة ثم معارض الكتب الدورية. كنت أعيش في استمتاع كبير بين دفتي الكتب الثقافية والأدبية، وكلما انتهيت من كتاب تشجعت لقراءة كتاب آخر، كما لديَّ الرغبة بالمطالعة وحب الاطلاع وحب الاكتشاف والبحث عن كل ما يدور حولي، والقراءة ملهمة ومحفزة دائماً». لكن، هل يمكن لكتاب ما أن يحدث تغييراً ما في شخص ما؟ تجيب صاحبة مسرحية «الزجاج والطين»: «لا يوجد كتاب بعينه فقد أثرت بي عشرات الكتب وكل كتاب له قصة معي». تقرأ الكاتبة الإماراتية الحائزة على جائزة العويس الثقافية لأفضل عمل روائي 2013، في مجالات معرفية هي التي تخصصت أكاديمياً في «التاريخ والآثار»، وذلك بحكم أن كل عمل إبداعي تشرع به يستدعي أن تقرأ وتفعم ذاكرتها بمعلومات ورؤى حوله، كما أن عملها اليومي ككاتبة لزاوية صحفية يحضها على التوسع في قراءاتها وخصوصاً عبر الإنترنت الذي تتيح مكتبته العديد من المصادر. ما دور القراءة في مسيرة صاحبة المجموعة القصصية الموسومة «وجه امرأة فاتنة»؟ تجيب: «ساهمت القراءة في صقل الكثير من جوانب حياتي، وأمدتني بالقوة والثقافة في الرد على قضايا ومشكلات المجتمع والقراء وتحليلها ثم نشرها في العديد من المجلات والجرائد والمواقع الإلكترونية». وتنظر المزروعي بكثير من التقدير إلى مبادرات الدولة في مجال تشجيع القراءة وتقول: «هذه المبادرات لها أثر كبير في تشجيع القراءة والحث عليها، خاصة مع التجاوب الكبير من فئات المجتمع، وفي خلق نوع من التنافس لدى الطلاب والموظفين وأصحاب المواهب لتقديم مشاريعهم الأدبية للحصول على الجوائز والتقدير وتعريف المجتمع بهم، فتكريم قادتنا ساهم في تشجيع تلك الطاقات وتحفيزهم لتقديم المزيد».
مشاركة :