في عام 2003 م وبعد استدعاء السعودية سفيرها في الدوحة، ونتيجة لهذا الحدث السياسي الهام في العلاقات السعودية - القطرية، أتذكر أننا امتنعنا كإعلاميين سعوديين عن حضور مهرجان الدوحة الغنائي الرابع، كردة فعل طبيعية، وللمعلومية وهذه حقيقة للتاريخ، لم يصلنا أي توجيه رسمي بهذا الخصوص، وإنما ردة فعل طبيعية للواقع وخصوصاً مع تمادي قناة الجزيرة آنذاك والإساءات المتكررة على بلدنا. محمد عبده وعبدالمجيد عبدالله ورابح صقر تضامنوا مع موقف بلدهم، وبعضهم تواصل معنا ووضح وجهة نظره، ولكن ورغم الإساءة لم تبادر السعودية بتصعيد هذا الموقف إعلامياً، كانت حليمة إلى أبعد الحدود، لأن الحفاظ على العلاقات الأخوية كان هو الأهم، ولم يحرك الموضوع إعلامياً إلا شجاعة المطرب الكويتي نبيل شعيل عندما أعلن إعلامياً مقاطعته للمهرجان تضامناً مع موقف زملائه السعوديين السياسي. قناة الجزيرة كعادتها وبخبث إعلامي ركزت على موقف نبيل شعيل وخصوصاً فيما يتعلق أن المقاطعة كانت بسبب برامج الجزيرة المسيئة، سياسة الجزيرة الإعلامية تستمتع بأن تشتمتها وتنتقدها، لاعتقاد المسيرين لها أن هذا الأمر تأكيد لنجاحها، سياسة غبية بطبيعة الحال، درجت عليها سنوات طويلة، عبر أبواق إعلامية عاشوا على تفعيل البغضاء وبث الأحقاد، فلم نشاهد في ثقافتنا التلفزيونية العربية التجاوز في قلة الأدب الحوارية مثل ما شاهدنا في برنامج فيصل القاسم "الاتجاه المعاكس" ، والحال مع بقية العاملين بالقناة، الذين يعيشون الآن حيرة من أمرهم مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي، وانكشاف خباياهم ومخططاتهم من رجل الشارع العادي، بعد أن كانت الأجهزة الإعلامية السعودية على وجه التحديد تترفع عن التطرق لهم..!! غياب الإعلام السعودي في عام 2003 عن الدوحة كان مؤثراً ورسالة هامة عبر مهرجان هام للفنون، والجميل أن عدم الحضور لم يلغِ أن يتم تناول الحدث بصورة إعلامية بعيدة عن منهج قناة الجزيرة بالتركيز على الأمور السيئة والتعلق بها، كانت الدوحة تعيش على الإعلام السعودي الذي أنصفها بالعلن، وخذلته وخذلت بلاده بالخفاء عبر بوق الجزيرة التي كان عذرها أنها "من قطر" وليست "في قطر" كتحايل لعدم التفكير أنها تتبع حكومة قطر..!! حتى الخبث الإعلامي وصل إلى تغيير اسم قناة "قناة الجزيرة للأطفال" إلى قناة " "ج" لكي تستطيع أن تمرر رسائلها بصورة غير مباشرة على الأطفال، وتقدم لهم برامج تثير علامات الاستفهام أحياناً وبجرعات بسيطة ولكن مؤثرة، وكذلك الحال مع القنوات الرياضية التي تم الكشف أنها كان من المخطط لها إدخال برامج ونشرات سياسية لا تتعلق بالرياضة فقط. الإعلام السعودي الذي تتم مهاجمته من مرتزقة الإعلام بقطر، كان له دور كبير إعلامياً مع قطر فنياً ورياضياً وثقافياً واقتصادياً، كان هذا الإعلام يهتم بالتنمية والفرح والمنافسات الشريفة وينقلها للعالم، بينما كانت الآلة الإعلامية الوحيدة وهي الجزيرة تُعد البرامج التي تسيء للسعودية وشعبها..!! من جهاز الـ iPad الخاص بي.
مشاركة :