في زمنٍ مضى، كانت السيّدة المصرية تُرتل القرآن الكريم فى الاحتفالات العامة، المناسبات الدينية، والمآتم والأفراح، حيث كان الاستماع إليها مقصورًا على السيّدات، ذلك بجانب الأماكن المُخصصة للسيّدات فى المساجد الكبرى. وقبل الحرب العالمية الثالثة، أفتى بعض المشايخ الكبار بأن صوت المرأة عورة، وهو ما جعل أغلب المقرئات يختفين من على الساحة، مثل الشيخة منيرة عبده، التى اختفت من الإذاعة وتوقفت عن محطات أخرى غير المحطة المصرية عن إذاعة تلاوتها، مثل محطة لندن وإذاعة باريس، خوفًا من غضب المشايخ. وفي كتابه «ألحان السماء»، أكد الكاتب الراحل، محمود السعدني، إنه على الرغم من منع المقرئات عن تلاوة القرآن الذى حدث، تدفق المئات من خطابات الاحتجاج على إبعاد القارئات، فى الوقت الذى تميّزت مصر فيه بضم العشرات من السيّدات القارئات، أمثال، كريمة العدلية، منيرة عبده، نبوية النحاس، وبجانب هؤلاء كانت هُناك العديد من القارئات في الأحياء الشعبية والريف أيضًا. ومن أهم القارئات فى ذلك العصر، السيّدة سكينة حسن، مواليد سنة 1892، التى لم يتوفر عنها معلومات كثيرة، ولكنها كانت أول قارئة فى عصرها، تُسجل آيات الذِكر الحكيم بصوتها على أسطوانات، فى القرن الماضى، تحديدًا فى مطلع القرن العشرين. وبعد صدور قرار الإذاعة المصرية بأن «صوت المرأة عورة»، انتقلت «سكينة» من تلاوة القرآن الكريم إلى الغناء، وبدلاً من «الشيخة سكينة»، أصبحت «المطربة سكينة»، وصُنفت حينها بأنها مطربة رصينة تؤدى الطقاطيق بأسلوب رزين، يختلف عن منيرة المهدية وغيرها من مطربات تلك الفترة. ظلّت الشيخة «سكينة» هكذا، تُغنى بدلاً من تلاوة القرآن، بسبب أنها تأثرت بظروف خارجية منعتها من التلاوة، حتى توفت عام 1948.الشيخه القارئه سكينه حسن مايتسر من سورة النجم Uploaded by عبدالله المسيليم on 2013-07-15.
مشاركة :