أكدت الفنانة هند البلوشي أهمية تقديم أعمال هادفة في مسرح الطفل، مشيرة إلى أن وسائل النشر الحديثة تتضمن كماً كبيراً من القسوة والعنف. تستعد الفنانة هند البلوشي لتقديم مسرحية «سالي... فتاة الريف» في موسم عيد الفطر المسرحي، ويشاركها في بطولة العمل عدد من الفنانين منهم مرام، مشاري البلام، محمد العلوي، يوسف البغلي، علي الحسيني، أحمد السعدون، فرح، والأطفال فدوة الخميس، ملوكة، ورهف محمد، ومجموعة من الشباب الموهوبين، وهي من إنتاج مؤسسة «إتش إم ماجيك وورلد» ومسرح الخليج العربي. وستعرض المسرحية على مسرح تنمية المجتمع في منطقة الزهراء ابتداء من أول أيام عيد الفطر السعيد، وهي مسرحية تحكي قصة فتاة الريف المتعارف عليها، المقدمة ضمن المسلسل الكرتوني الذي عرض في الثمانينيات، لكن بإعداد مختلف وبطابع جديد أعدته الفنانة البلوشي وعبدالعزيز القعود، وإخراج يوسف البغلي. حبكة درامية جديدة المسرحية مغايرة عما أنتجته هند في السابق، ففيها حبكة درامية جديدة، إضافة إلى القصة التراجيدية، فهي تحتوي على قالب كوميدي، والعمل موزع على شقين «بلي باك» وحوارات «لايف»، ليكون مزيجا متجانسا، لأن قصة «سالي» الحقيقية فيها كثير من الحزن والمعاناة والمأساة. وفي ما يتعلق بسبب اختيار البلوشي لشخصية الرسوم المتحركة «سالي» وإعادتها في عام 2017 لتطبقها على المسرح هو عشقها لهذا الكرتون بتفاصيله منذ طفولتها، حيث إنها كانت من اشد المتابعين له منذ الصغر، ولأن القصة انسانية وتحمل قيما كثيرة وقضية مهمة ورسالة موجهة للصغار والكبار، وقد فكرت هند كثيرا بأكثر من عمل بين العالمية وبين تأليف شيء جديد، ولم يكن الاختيار بمحض المصادفة، بل كان مدروسا وقد تخيلته جيدا قبل الاستعجال في تنفيذه. القيم الإنسانية وقالت البلوشي: «كانت سالي من الخطة الموضوعة للشركة منذ فتحتها، وأنا بالبيت في السابق كانوا يسموني «سالي»، لأني «أم دميعة». وتابعت: «إضافة إلى أنني أعتبر سالي طفولتي، حالتي وشخصيتي، وأحبها وأحب هذا الكرتون بسبب الجرعة التربوية الذي يتضمنها العمل، وهذه الأعمال الكرتونية كانت في آخر جيلنا نحن جيل الثمانينيات، فكنا نتعلم منه القيم الإنسانية والحب والحنان والعطاء والخير والتعاون، الصبر والأخلاق الحميدة، كل ذلك من خلال كرتون نتابعه بحماس. وأضافت هند:» أنا أحب أن تكون أعمالي تربوية، لأني معلمة، ولأني الآن أدرس النقد والمسرح. وأكدت أن «الكل يعلم أن عقل الطفل اختلف وأصبح يفضل كل ما هو جديد من الرسوم المتحركة، وأعينهم تعودت على الـ 3D ... وأغلبها تعلمهم القسوة والعنف مع الأسف، وهذه أمور غربية ليست من قيمنا الشرقية ولا عاداتنا. واستطردت: «وحتى أجعل ابنتي مثلا تحب سالي، ولأنني أعلم انها متأثرة بي وبأعمالي المسرحية، فقد قررت أن أقدم مسرحية سالي في هذا الوقت، وأصبحت ابنتي عبورة ترى حلقات الكرتون القديم كل يوم، وتعلق على أشكالهم، وتقول لي: ماما هذي انتي، هذي خالتي مريم، فقربتها إلى الواقع «اللي اهيا عايشة فيه» من خلال الشخصيات الكرتونية القديمة لتتقبله، وبالتالي سيتقبله الأطفال ويتعلمون منه، ولكن في رؤية مختلفة وجديدة. وعن تكرار عملها مع المخرج يوسف البغلي قالت: «حاليا ما اشتغل إلا مع البغلي، لأن هناك كيمياء بيننا، وهذا يعتبر ثالث عمل يجمعني مع يوسف». عناصر الكوميديا وأكدت هند أن «سالي» عمل به روح الأعمال الأكاديمية، والكوميديا طاغية في العمل، لأنه لا استطيع أن أقدم قصة مأسوية مثل سالي أعرضها على طفل لأشعره بالكآبة والملل، لذلك أحببت أن أدخل عناصر كوميدية، حتى الخطأ ما أخليه بشع وحتى العنف كذلك، وأقلل من حدة القسوة وأقدمها بشكل كوميدي». أما عن مشاركة مرام معها للمرة الثانية في عمل من إنتاجها فقالت: «مرام أختي أقدرها وتحتويني، وأتوقع لن يقدرها أحد أكثر مني ويعطيها وزنها وقدرهاـ ولن أهضم حقها لا فنيا ولا ماديا». وختمت البلوشي حديثها: «مسرحيتنا تربوية اجتماعية كوميدية هادفة بها شخصيات تحبونها، وأعدكم بعمل يليق بكم».
مشاركة :