أعلنت أوكرانيا أمس رفضها اقتراحاً روسياً من شأنه خفض سعر الغاز الطبيعي الذي تدفعه لروسيا أكثر من 20 المئة، مستبعدة تسديد ديون الغاز قبل التوصل إلى اتفاق. وأكدت تصريحات رئيس الوزراء ارسيني ياتسينيوك ووزير الطاقة يوري برودان أن كييف لن تغير موقفها خلال محادثاتها مع موسكو، على رغم تهديد الأخيرة بقطع الإمدادات في حال عدم التوصل إلى اتفاق، ما قد يعطل الإمدادات إلى أوروبا. وأشار ياتسينيوك في إفادة لحكومته أن «كييف لن توافق على اقتراح روسيا خفض السعر عبر إلغاء رسوم التصدير على صادرات الغاز لأوكرانيا والبالغة 100 دولار لكل ألف متر مكعب، والتي فرضتها موسكو بعد ضم شبه جزيرة القرم». وقال في تصريحات بثها التلفزيون: «أكدت روسيا تأجيل الموعد النهائي لتسديد الدفعة الأولى من ثمن الغاز الطبيعي الروسي للمرة الثالثة، كما عرضت علينا خفض سعر الغاز بمقدار 100 دولار وتسميه خصماً، ولذلك أؤكد أننا معتادون على مثل هذه الخدع الروسية، فالخصم فرضته حكومة روسيا الاتحادية ويمكن أن يلغى بقرار مماثل منها». ولفت إلى أن «أوكرانيا تنتظر تغييرات في عقد شركة نافتوغاز الحكومية مع شركة غازبروم الروسية، وطالبت بدفع السعر السوقي للغاز». وتابع: «نطالب بتغييرات في العقد، وإذا كان الغاز سلاحاً سياسياً فمن الواضح أنه سلاح في يد الحكومة الروسية، وإذا كان سلعة كما في كل دول العالم، فسنتصرف على أساس العقد وليس على أساس ما إذا كانت روسيا راضية عن حكومة أوكرانيا أم لا». وتريد أوكرانيا تغيير عقد أبرم عام 2009 يحدد الكمية التي تشتريها من الغاز سواء كانت تحتاجها أم لا بسعر 485 دولاراً لكل ألف متر مكعب، وهو أعلى سعر يدفعه أي مشترٍ للغاز في أوروبا. واستأنفت روسيا وأوكرانيا أمس محادثاتهما في بروكسيل حول الغاز في أجواء انفراج، بعدما أرجأت موسكو المهلة المحددة لكييف لتسديد ديونها المستحقة في مقابل إمدادات الغاز حتى 16 الجاري. واستأنف المفوض الأوروبي للطاقة غونتر اوتينغر ووزيرا الطاقة الروسي والأوكراني الكسندر نوفاك ويوري بودان، المحادثات في مقر المفوضية الأوروبية بحضور مسؤولي المجموعتين الروسية «غازبروم» والأوكرانية «نفتوغاز»، كما قال ناطق باسم المفوضية الأوروبية. وأعلن رئيس مجلس إدارة «غازبروم» اليكسي ميلر في ختام محادثات مع اوتينغر، أن «الطرف الروسي يقوم بخطوة من أجل مواصلة المفاوضات التي تكثفت أخيراً وقرر إرجاء الانتقال إلى نظام الدفع المسبق إلى الاثنين المقبل». وأشار بيان للكرملين إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي بحث المسألة في اتصال هاتفي مع المستشارة الألمانية انغيلا مركل، طلب من الوفد الروسي مواصلة المفاوضات مع تبني «مواقف بناءة» من أجل التوصل إلى «اتفاق مقبول من الطرفين». وتصر «غازبروم» على أن تسدد أوكرانيا كامل ديونها المستحقة لإمدادات الغاز والبالغة 4.5 بليون دولار، مهددة بالانتقال إلى نظام دفع مسبق، ما يعني إمكان قطع الإمدادات إلى أوكرانيا التي يعبرها نحو 15 في المئة من واردات الغاز الروسي. وكانت المجموعة الروسية أرجأت المهلة من 3 إلى 9 الجاري، ثم إلى 10 بعد تلقيها دفعة أولى من كييف قيمتها 786 مليون دولار. روسيا اقتصادأوكرانيا اقتصاد