على بعد خمسة وثلاثين كيلومترا من مدينة المنامة عاصمة البحرين، تنتصب شجرة الحياة هناك في الصحراء وحدها منذ أربعمائة سنة. تقف شامخة تحكي للعالم قصة الأرض، وتاريخ الإنسان. وشجرة الحياة هي من جنس شجر الغاف الرمادي الذي ينبت في الصحراء، ويصل طولها إلى عشرة أمتار تقريبا، وتتفرع أغصانها الطويلة المتعددة لترسم في ثناياها تجاعيد الزمن، وذكريات الأرض. تعتبر شجرة الحياة هي أم أهل البحرين، يأتون إليها ويزورونها هم وأطفالهم، يحبونها وتحبهم، وتظهر بأغصانها المتدلية كأم تحتضن أطفالها، وتظللهم من وهج الشمس وهجوم الرياح. وهي كذلك الجدة الحنون التي يأتيها كل عام خمسون ألفًا من الزوار والسياح من كل أنحاء العالم يستمعون إلى قصصها وحكاياتها الصامتة في بهاء وجمال وسكينة، ويحكون في بقائها أساطير خيالية، ويتأملون في هذا الخلق الجميل المدهش، الذي تركه الله آية في هذه الصحراء. والذي يثير الناس في شجرة الحياة أنها تقع في صحراء قاحلة، ليس بها أشجار ولا ماء ولا نبات أو قرى، وكيف أنها ظلت صامدة فتية لأكثر من أربعة قرون. وظل السر مختفيا لسنين طويلة حتى اكتشف علماء الآثار والتنقيب مؤخرا أن شجرة الحياة تقع في مكان قلعة وأبنية كانت مطمورة في زمن من الأزمان الغابرة. ] منصور جبر السعودية - جدة
مشاركة :