أبوظبي: سلام أبوشهاب استضاف مجلس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، المحاضرة التي ألقاها مساء أمس كل من الطيار بيرتراند بيكارد، المؤسس الشريك ورئيس مجلس إدارة مشروع سولار إمبلس، والطيار أندريه بورشبيرج، المؤسس الشريك والرئيس التنفيذي لمشروع سولار إمبلس، بعنوان: «عام على انطلاق مشروع سولار إمبلس»، بقصر سموه بالبطين في أبوظبي.وشهد المحاضرة سمو الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان، ممثل حاكم أبوظبي، وسمو الشيخ حامد بن زايد ال نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، وعدد من الشيوخ والوزراء، وكبار المسؤولين وأعضاء السلك الدبلوماسي في الدولة. وأكد المحاضران أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، كان لا يعرف المستحيل وكان قائداً عالمياً له رؤية عالمية، وكان دائماً لديه توجه هو تحقيق الإنجازات والتغلب على الصعاب، ومواجهة التحديات، من خلال العمل الجاد والدؤوب والبناء والتأسيس الصحيح للمستقبل، ووضع اللبنات بشكل صحيح يؤسس لمستقبل أفضل، فالإنجازات التي تحققت في عهده ، كانت مثالاً يحتذى. وقال الطيار بيرتراند بيكارد: «عندما كان المشروع مجرد فكرة قدمناه إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي قال لنا: أنا أكبر داعم لكم، وعليكم البدء في المشروع من أبوظبي، وقد وجدنا ترحيباً كبيراً من سموه ومن مدينة مصدر، ممثلة في الدكتور سلطان الجابر، وزير دولة رئيس مجلس إدارة مصدر، وانطلقنا في المشروع». وأضاف: «كثيرون في العالم سألونا لماذا اخترتم أبوظبي لانطلاق المشروع، فكان جوابنا للعالم أنها البلد الوحيد على مستوى العالم، الذي ينتج البترول وفي الوقت ذاته يركز على تنويع مصادر الطاقة النظيفة». وأوضح: «لمدة طويلة كان مفهوم حماية البيئة مكلفاً ومهدداً لأسلوب الحياة، وأصبحت اليوم لدينا حلول نظيفة لحماية البيئة، وتحقيق عوائد مجزية لجهة تحقيق الربح من خلال خفض النفقات». من جانبه قال الطيار أندريه برشبيرج: «مع انتهاء رحلة سولار إمبلس والعودة إلى أبوظبي يوم 26 يوليو/تموز الماضي، كان هناك الكثير من الذكريات الجميلة أهمها نجاح الرحلة بامتياز، وانطلاقها من أبوظبي والعودة إلى أبوظبي، فعندما غادرنا أبوظبي بالطائرة في بداية الرحلة، كان هناك شعور عاطفي بصعوبة المغادرة، وهناك مغناطيس يجذبنا إلى أبوظبي».وأكد الطياران أن رحلة سولار إمبلس هي الجزء الأول من الرحلة، وسنواصل جهودنا في العمل على طاقات وتقنيات نظيفة، منها إيجاد 1000 حل نظيف وفعال ومربح، لمساعدة الحكومات على الوفاء بالتزاماتها حيال اتفاقية باريس للمناخ، ولا بد أن نظهر أن هناك حلولاً وأن هناك أملاً وعملاً على تحفيز الصناعات باستخدام طاقة نظيفة، واستبدال الأنظمة الملوثة، بتقنيات أكثر كفاءة للحد من الملوثات.وأكد المحاضران أن على الإنسان أن يتقبل الفشل، فهو ليس نهاية المطاف، ومن هنا يمكن تحقيق التقدم، وهو الطريق الصحيح نحو تحقيق المعرفة. وشرحا للحضور عن الرحلة، حيث بدآ بعرض فيلم تسجيلي عن تفاصيل الرحلة وخط سيرها، وقالا: «قبل عام تقريباً عدنا من الرحلة غير العادية حول العالم على متن طائرة تعمل بالطاقة الشمسية، وقد جاء هذا الإنجاز بعد أكثر من 15 عاماً من العمل، حيث انبثقت فكرته من الرحلة التي قام بها برتراند لأول مرة حول العالم سنة 1999 في منطاد مملوء بالهواء الساخن، واضطر للهبوط في مصر بعد نفاد الوقود، فصمم أن يطير مجدداً حول العالم، ولكن هذه المرة دون أن يكون مقيداً بتوافر الوقود. وهكذا ظهر حلم الطيران الدائم إلى حيز الوجود».وأضافا: «في حال نجاحه سيبرهن هذا المشروع للناس في جميع أنحاء العالم، أن بوسع التكنولوجيات النظيفة أن تغير طرق الإنتاج والاستهلاك لدينا، وهو ما سيحد من تأثيرنا البيئي، وسيؤمن فرص العمل، وسيدفع عجلة النمو الاقتصادي إلى الأمام. ومنذ الأيام الأولى لم يكن مشروع سولار إمبلس مصمماً لنقل البشر؛ بل لإيصال رسالة مضمونها أن التكنولوجيات النظيفة والفعالة يمكن أن تغير العالم».وأوضح الطياران أن خبراء الطيران سارعوا إلى استبعاد الفكرة باعتبارها أمراً مستحيلاً، بالنظر إلى مقدار الطاقة الشمسية التي يمكن تخزينها، وكمية الطاقة اللازمة لرفع أي طائرة عن الأرض؛ لذا قلبت الخطط المفاهيم، فركزت على كفاءة الطاقة بدلاً من استهلاك الطاقة والإنتاج، واستغرق الأمر بعض الوقت، ولكن في نهاية المطاف وصلت كفاءة محركات سولار إمبلس إلى 97%؛ أي أكفأ بثلاثة أضعاف من غالبية محركات الاحتراق، على الرغم من أن جناحي الطائرة يمتدان بشكل أوسع من جناحي طائرة بوينج 747، لكنها أخف وزناً من سيارة عائلية. من جانبه قال برتراند: «واجهتنا تحديات شخصية خلال هذا المشروع، فعندما كان يركز على تأمين شركاء يشاطرونه التفكير نفسه، وعلى زيادة رأس المال للحفاظ على قوة المشروع، حوّل رؤيته للمشروع إلى رسالة قوية، تروّج لاستخدام التقنيات النظيفة».وأضاف أنه كان على فريقه أن يعيد النظر في كل ما يعرفه عن الطيران، وهذا يعني بناء فريق بمهارات وخلفيات مختلفة جداً، مع طرق غير نمطية في التفكير؛ لأن التقاء تلك الأفكار هو ما سيساعده على التقدم إلى الأمام.وأوضح أندريه أنه كان عليه أن يواجه تحدياً يتمثل في التركيز على الإعلام، وهو ما لم يكن مرتاحاً له، ولكنه كان أمراً في غاية الأهمية من أجل تسليط الضوء على سولار إمبلس. طائرات تجارية تعمل بالطاقة الشمسية رداً على أسئلة الحضور حول توقعات استخدام الطاقة الشمسية في الطائرات التجارية، قال الطياران إن استخدام الطاقة الشمسية في الطائرات التجارية يحتاج إلى التسلسل المشابه لرحلة سولار إمبلس، ونتوقع ظهور طائرات تستخدم الطاقة الشمسية بعد 9 سنوات و5 أشهر تقريباً، وذلك بظهور طائرات تحمل 50 راكباً، وفي الوقت ذاته نتوقع ظهور طائرات صغيرة تحمل 5 ركاب، تستخدم الطاقة الشمسية خلال خمس سنوات المقبلة، وتطير بشكل عمودي، وستكون هناك مطارات لهذا النوع من الطائرات داخل المدن. وأكد المحاضران أنه إذا أردت أن تحقق المستحيل فإنك لا تستطيع القيام به بمفردك، ويجب التركيز على الرؤية الخلاقة والإبداع، مشيرين إلى أن طائرة سولار إمبلس استغرق بناؤها سنتين، وتم تصنيعها من مواد خفيفة وهي ألياف الكربون.
مشاركة :